كتب : مينا وجيه
أبو الهول أو كما يعرف بالمسمى الهيروغليفى المصرى له “حور إم خت” أى حورس الصقر والذى كان يعتبر إله الشمس آنذاك، فكثيرًا ما نسمع عنه ونراه بجوار الأهرامات، فهو ليس تمثال منحوت برأس إنسان وجسد حيوان “الأسد” فقط، بل يعتبر من أقوى رموز الحضارة المصرية القديمة، حيث وصل لبعض الأحيان لتقدسيه حتى بعد دخول الأديان إلى سكان وادى النيل.
من هو أبو الهول المصرى؟
فهو تمثال من الحجر الكلسى برأس إنسان ذو ملامح مصرية أفريقية وجسد حيوان، أى جامع بين العقل الإنسانى والقوة الحيوانية، وهناك آراء بأن التمثال الكبير هذا كان مغطى بطبقة ملونة وهذا ما يتضح بوجود آثار ملونة بجانب أذنيه، وهو بطول يقارب الـ 74 مترًا وارتفاع 20 مترًا.
«خوفو وخفرع» ملوك مصر وعلاقتهم بأبى الهول
تختلف الآراء بين جميع الباحثين وعلماء الآثار حول ماهية صاحب فكرة الإنشاء والنحت لذلك الصرح الحضارى، فريق منهم يرى أنه تابع للملك “خفرع” أحد ملوك الأسرة الرابعة، لكن الأغلبية ترجح رجوعه للملك “خوفو” نظرًا لتشابة الملك مع الشكل الإنسانى للتمثال، إلى أن وجوده كان يعتبر بمثابة رمز للقوة المصرية فى ذاك الوقت.
أنف التمثال بين مدفع نابليون ومحمد صائم الدهر
صمم التمثال بأنف كاملة على غير المعتاد رؤيته الأن، حيث بلغ عرضها 1 متر، لكن هناك روايتان حول كسر الأنف، فمنهم من يرى أن جنود نابليون قائد الحملة الفرنسية على مصر عام 1789م، قد حطموا أنف التمثال من خلال المدفعية، إلا أن المستكشف الدنماركي “فريدريك لويس نوردين” رسم صورة لأبي الهول في عام 1737م، ونشرت في عام 1755م في كتابه “الرحلة إلى مصر والنوبة” تبين أن التمثال بلا أنف، إلي أن ظهرت رواية آخرى للمؤرخ المصرى المقريزى، والتى ذكر فيها بأن شخص يدعى محمد صائم الدهر، وكان فاطميًا، يعتقد أن الآثار أوثان يجب هدمها، حيث أقدم على محاولة هدم التمثال فلم يتمكن إلا من أنفه، حتى حاكمه الحاكم العربى آنذاك على فعلته بقتله ودفنه بجوار التمثال.
أبو الهول فى الحضارات الآخرى
اعتاد المصريون وغيرهم على رؤية أبى الهول المصرى، لكن تأثير الحضارة المصرية أمتدت حتى أعماق الحضارات الآخرى فنرى فى تلك الصورة، وهى تعبر عن فن يونانى متأثر بالحضارة المصرية، لجسم حيوان ورأس إمرأة فى صورة تعبيرية عن الهيمنة والقوة والسيطرة.
وتظهر فى الصورة الثانية لوح من العاج منحوته على هيئة أبو الهول المجنح، ومنتسبة للحضارة الآشورية فى القرنين 9-8 قبل الميلاد، وقد عثر عليها فى حصن نمرود، وهى تعتبر على قطعة آثاث منزلى، حيث نحتت بأسلوب مصرى من خلال جسم الحيوان ورأس الإنسان وغطاء الرأس الفرعونى بجانب قلادة الكوبرا المتدلية من ناحية الصدر كما هو موضح بالصورة.
فكان للمصرى القديم بفنه وأسلوب معيشته وتعبيره تأثيرًا على صعيد الحضارات الآخرى فى شتى مجالات حياتهم اليومية آنذاك وعلى صعيد محبى الحضارة المصرية القديمة حديثًا.