الأحد, 29 يونيو, 2025 , 5:56 ص
الخبير المصرفي وليد عادل

هل ينقذ ترامب أمريكا من الإفلاس القادم

بقلم الخبير المصرفي –  وليد عادل

أسباب تفاقم الدين الامريكى وليه ترامب فرض الرسوم الجمركية على جميع دول العالم وبداية الحرب التجارية وممكن نوصل فين

دلوقتي بعد ما فهمنا فى (الجزء الثالث) كورونا خبطت الاقتصاد – أمريكا وزّعت فلوس والدين انفجر ومش عارفة تلم نفسها.

تعالى بقا النهاردة نتكلم عن (الجزء الرابع)

السؤال هل أمريكا ممكن تفلس؟ وهل ترامب هو الحل ولا المشكلة؟

خد بالك أمريكا اللي بنشوفها دايمًا قوة اقتصادية خارقة وصلت لمستوى دين فوق 36 تريليون دولار والفوايد لوحدها بقت عبء بس السؤال اللي بيطرح نفسه: هل أمريكا ممكن تنهار اقتصاديًا؟

هل أمريكا ممكن تفلس؟

 المصطلح ده “تفلس” مش دقيق شوية لما نتكلم عن دولة زي أمريكا تعرف ليه؟

بسهولة لأن أمريكا عندها ميزة محدش غيرها عنده هى إنها الوحيدة اللي بتطبع الدولار والدولار هو العملة العالمية الأساسية والمستثمرين عندهم ثقة تاريخية في الحكومة الأمريكية وسنداتها.

يعني لو احتاجت فلوس تقدر تستلف بسهولة، أو تطبع، أو تبيع سندات للعالم بس استنى هنا ده ما يمنعش إن فيه علامات خطر.

الخطر الحقيقي مش الإفلاس الخطر هو فقدان الثقة فى الدولار والاقتصاد الامريكى ككل

يعنى لو يوم من الأيام العالم بدأ يفقد ثقته في قدرة أمريكا على سداد ديونها أو بدأ يشوف إن الوضع خارج عن السيطرة اللي هيحصل هايكون كالاتى تدريجيا الدول هتبدأ تبيع السندات الأمريكية والدولار هيضعف وأمريكا هتضطر ترفع الفايدة عشان تغري المستثمرين يشتروا السندات من تاني وبعد كده الفوايد على الدين هتعلى بشكل جنونى والمصاريف هتزيد، والعجز يزيد، ويبدأ الانهيار البطيء.

يعني أمريكا مش هتفلس فجأة زي الأرجنتين أو اليونان لكن ممكن تدخل في حالة “نزيف اقتصادي” مستمر وتبقى عبء على نفسها وعلى العالم.

طيب فى سؤال محير ناس كتير هو إيه اللي بيخلي الناس لسه واثقة فى الاقتصاد الأمريكى لغاية دلوقتى؟

بص يا سيدى هو فى شوية عوامل كده تخلى المستثمرين لسه عندهم ثقة فى قوة الاقتصاد الأمريكى زى قوة المؤسسات السياسية (رغم كل الخلافات) وسيطرة أمريكا على التكنولوجيا والجيش والسياسة الدولية بالإضافة انه ما فيش بديل حقيقي للدولار في الوقت الحالي (اليورو عنده مشاكله وان كان الاتحاد الأوروبي كله بيدعمه بقوة واليوان الصيني مش حر بالكامل).

لكن في نفس الوقت فيه دول بدأت تدور على حلول بديلة زى الصين وروسيا والهند ودول الخليج لما بدأوا يعملوا صفقات تجارية بعيد عن الدولار وده مؤشر لازم أمريكا تاخده بجدية وعلشان كده شوفنا اول ما ترامب وصل للحكم اول قرار خده هو انه كشر عن انيابه وقالهم مافيش بريكس ولا عملة جديدة وإلا هافرض رسوم جمركية وعقوبات دولية.

كنت بقول قبل كده هايحصل ايه لو ترامب رجع فى كلامه عن فرض رسوم جمركية وده اللى حصل فعلا؟ هينقذ الوضع؟ ولا هيولّع الدنيا أكتر؟

بص يا عم ترامب (البزنس مان) اللي بيحاول يسوق اقتصاد أمريكا والعالم؟

ترامب لو رجع غالبًا هيرجع بنفس العقلية يعنى هايعمل تخفيضات ضريبية يقلل دور الحكومة يشجع التصنيع المحلي وهايحاول ضرب الصين بالرسوم الجمركية بس بنسبة قليلة ويهدد شوية عن وقف المساعدات الخارجية عن بعض الدول علشان يقلل من الصرف.

بس خد بالك ان ده في حد ذاته مش مضمون إنه يقلل الدين ليه بقا ؟

لان تخفيض الضرائب = تقليل الإيرادات

وترامب بيحب يقلل الضرائب خصوصًا عن الشركات الكبيرة وده بيشجع الاستثمار أوقات لكن في نفس الوقت بيقلل دخل الحكومة ويزود العجز كمان سياساته الحمائية بتزود التوتر يعنى موضوع الرسوم الجمركية اللي عملها مع الصين وأوروبا خلت في حالة من الحرب التجارية وده بيأثر على الاستقرار الاقتصادي العالمي وممكن يخلّي الدول التانية تفكر تبعد عن أمريكا ماليًا وكمان ترامب بيحب “الإنجاز السريع” مش الحل الطويل المدى يعني بدل ما يشتغل على إعادة هيكلة الضمان الاجتماعي أو برامج التأمين الصحي اللي بتاكل نص ميزانية أمريكا بيركز على خطوات بتدي شكل نجاح سريع ولكن على المدى الطويل ممكن تكون غير مستدامة

بس تعالى ندي الراجل حقه هو فعلاً كان عنده نية يعالج العجز التجاري وكان شايف إن أمريكا لازم ترجع تشتغل وتنتج بنفسها وبيمثل مدرسة “أمريكا أولًا” اللي بتحاول تقلل الاعتماد على الخارجية بس تفضل مشكلته الأساسية إن سياساته ماكنتش متوازنة بيدّي هنا ويأخد من هنا، لكن ما فيش خطة طويلة المدى لحل جذري.

طب إيه الحل الجذرى لمشكلة الديون الأمريكية ؟

كل الاقتصاديين تقريبًا متفقين إن أمريكا محتاجة تعمل الآتي (بس محدش بيحب يسمعه) ترفع الضرائب شوية خصوصًا على الأغنياء والشركات العملاقة وتقلل الإنفاق في بعض البرامج اللي بتاخد مليارات من غير فايدة حقيقية وتحط خطة زمنية حقيقية لسداد الدين وتقليل العجز تشتغل على استقرار السوق العالمي علشان تفضل الناس عندها ثقة في الدولار وتوازن بين دور الحكومة ودور السوق وتبعد عن التطرف في أي اتجاه ولكن المشكلة السياسية كبيرة كل رئيس بيخاف ياخد قرارات صعبة ممكن تزعّل الناس وتخليه يخسر الانتخابات فالوضع بيستمر والدين بيزيد.

بص بقا الذكاء السياسى الراجل بقاله يومين قاعد مع رؤساء الدول الخليجية وقدر ياخد صفقات بتريليونات الدولارات منهم تقدر تنقذ امريكا من أزمة الديون وبدون اى تعب يعنى بيحل أزمة سنين فى لمح البصر

اترك رد

%d