انتهت حرب الـ 12 يوما بين طهران وتل أبيب برعاية أمريكية .. وكما تابعتم أحداثها .. تابعناها نحن أيضا ولكن بعين المحلل .. بدأت الحرب وانتهت ولا زالت تداعياتها مستمرة وتباري المحللون في تفنيدها وتحليلها ، البعض انحاز في تحليلاته إلي الجانب الإسرائيلي ، والبعض الآخر انتصر لإيران .
ولكننا هنا لن نحلل أحداثا ولن ننضم لمن انحاز لهذا أو ذاك .. سنتناول جزئية واحدة من الأهمية بمكان الا نتركها تمر مرور الكرام .. نتناولها وعيننا علي مصر وأمنها القومي ، وهو ما يعنينا مما حدث سواء أكانت مواجهة حقيقية أو مسرحية لابتزاز دول الخليج والحفاظ علي البعبع الإيراني الذي يبيض للولايات المتحدة الأمريكية ذهبا ، نقصد ( تريليونات) .
أما الدرس المستفاد من المواجهة الاثني عشرية هو ( اختراق الدولة الإيرانية من الداخل ) وزرع العشرات من الجواسيس والعملاء في قلب طهران منذ عدة سنوات بالتعاون مع عدة أجهزة مخابراتية لنقل معلومات عسكرية واستراتيجية لإسرائيل ، وللأسف الغالبية العظمي من هؤلاء العملاء والخونة يحملون الجنسية الإيرانية .
باعو وطنهم من أجل المال ، وهنا تبرز نقطة مهمة وفي غاية الخطورة وهي الأمن الإيراني وجهاز الاستخبارات وكيف تم اختراقه حتي أن الداخل الإيراني أصبح يضم شبكات تجسس كبيرة ومعقدة ورغم القبض علي العشرات منهم إلا أن هناك عشرات أخرين لا يزالون أحرارا طلقاء وربما يمارسون الآن أعمالهم في التجسس وإرسال المعلومات للخارج الإيراني .
ونستطيع هنا أن نؤكد أن كافة عمليات الاغتيالات والضربات الموجعة التي تلقتها إيران في المواجهة الاثني عشرية كان بطلها الجواسيس والعملاء ولولا أن إيران دولة كبيرة لانهارت من الداخل بفعل هذه الضربات والعمليات القذرة .
ما مضي من كلمات كان يخص المواجهة الإيرانية الإسرائيلية التي بدأت حقيقية وانتهت بتمثيلية ، وبطبيعة الحال كنا نتابع هذه الحرب وتداعياتها وعيننا علي مصر ، وعندما نتحدث عن الأمن القومي المصري نذكر علي الفور ولأول وهلة الفرسان الثلاثة حماة الوطن ( جهاز المخابرات العامة المصرية ، وجهاز المخابرات الحربية ، وجهاز الأمن الوطني ) ثلاثتهم مسئولون عن أمن مصر في الداخل والخارج .. ثلاثتهم كيان واحد وان اختلفت الأدوار، فالهدف واحد وهو حماية الدولة المصرية ، واذا قلنا أن مصر الدولة محظوظة بشعبها الوفي ، فإن الشعب محظوظ بأمنه وفرسانه الثلاثة .
معادلة استثنائية أن تجد تلاحما واصطفافا بهذا الشكل ( الشعب والجيش والشرطة ) .. حالة من الانصهار والتوهج وتغليب مصلحة الوطن علي أي مصلحة أخري .. تلك هي المسألة التي استعصت علي المتربصين بالدولة المصرية الذين دائما ما تنكسر مخططاتهم ومؤامراتهم علي أعتاب هذا الحصن الحصين الذي يحمي الدولة المصرية .
الشاهد هنا أن ما حدث من عمليات اختراق للداخل الإيراني وشبكات العملاء والجواسيس لا يمكن أن تحدث في مصر ولدينا رجال وطنيين أمناء في أجهزة مصر الأمنية والاستخباراتية يواصلون العمل ليل نهار بعضهم لا يري عائلته وذويه بالأشهر من أجل من ؟ .. من أجل مصر وأمنها واستقرارها .
وبما أننا وصلنا لقناعة أن مصر صعبة الاختراق وأن الجبهة الداخلية قوية ، فعلينا نحن المصريين واجبا وطنيا لابد أن نقوم به للمساهمة في الحفاظ علي أمن مصر القومي ، هذا الدور هو معاونة الأجهزة والإبلاغ فورا عن أي شخص ( مصري أو أجنبي مقيم ) يقوم بأعمال مريبة ، وقبل ذلك كله مواجهة حرب الشائعات ونشر الأكاذيب التي يجيدها أهل الشر وهدفهم إثارة البلبلة والتشكيك في كل انجاز وهو أحد أسلحة حروب الجيل الرابع لتفتيت الدول من الداخل .
علينا أن نستيقظ جيدا وعدونا يتربص بنا من كل اتجاه ( العدو واحد ) والأدوات كثيرة منها من هو موجود بالداخل ، ومنها من هو موجود علي الحدود تحركه أجهزة مخابراتية نعلمها ونتابعها جيدا ونفشلها جيدا .
حمي الله مصر من أعداء الداخل ، أما الخارج فجيشنا قادر علي دحرهم وهزيمتهم بعون الله .
«قوتنا في وحدتنا» ،،،