الخميس, 16 مايو, 2024 , 1:58 ص

الألمان يقهرون الطليان بعد نصف قرن من المعاناة

تمكنت ألمانيا بطلة العالم من تحقيق أول فوز لها على إيطاليا منذ أكثر من نصف قرن في مواجهة ضمن البطولات الكبرى. ركلات الترجيح ابتسمت للألمان في مباراة ربع نهائي كأس أوروبا شهدت أحداثا دراماتيكية.
الاصطدام بإيطاليا مجددا في كأس الأمم الأوروبية هو بمثابة الكابوس لمشجعي المنتخب الألماني، لأنهم تعودوا على الهزائم والتعادلات طوال اللقاءات التي جمعت الفريقين في النهائيات الأوروبية، بل وخلال نهائيات كأس العالم (4 انتصارات لإيطاليا، و4 تعادلات).
لكن هذه المرة نجح الألمان في فرض أفضليتهم على مجريات المواجهة في ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا في فرنسا. التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لهدف كان غير منصف للألمان، لو نظرنا لنسبة السيطرة على مجريات اللعب، ولعدد الفرص الخطرة أمام المرمى.
ويبدو أن هذا الحظ العاثر انقلب إلى الضد خلال ركلات الترجيح الدرامية، والتي ضغطت على أعصاب مشجعي الفريقين. وفي النهاية تمكن هيكتور ونوير من العبور بألمانيا إلى نصف النهائي.
تغيير في التكتيك
بعد الفوز الكبير لألمانيا في ثمن النهائي على سلوفاكيا بثلاثة أهداف نظيف، قرر المدرب يواخيم لوف تعديل خطة لعبه، وأبقى نجم تلك المباراة يوليان دراكسلر حبيس مقاعد الاحتياط أمام إيطاليا. بالمقابل أشرك لوف اللاعب هوفيديس ليكون قلب الدفاع الثالث إلى جانب هوملس وبواتينغ. وهذا التكتيك بالضبط قاد الماكينات الألمانية للفوز (4/1) على الطليان في اللقاء الودي الذي جمع الفريقين في ميونيخ في 29 مارس/آذار الماضي.
أما المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي فاصطدم بغياب أحد أبرز نجوم الآزوري وهو اللاعب دي روسي لتعرضه للإصابة، ودفع باللاعب ستورارو بديلا له. وهو ما أثر على الطليان الذي قهروا في ثمن النهائي حامل اللقب المنتخب الإسباني.
إصابات وتبديلات اضطرارية
بدأت المباراة بسيطرة وضغط هجومي من جانب المنتخب الألماني الذي حاصر منافسه في وسط ملعبه لدقائق، لكن سرعان ما دخل الفريق الإيطالي في أجواء المباراة وبدأ الانتشار على أرضية الملعب. وجاءت أولى المحاولات التهديفية في الدقيقة الخامسة وكانت من نصيب المنتخب الإيطالي حيث انطلق إيمانويلي جياكيريني وحاول التصويب من داخل منطقة الجزاء لكن جيروم بواتينغ أخرج الكرة إلى ضربة ركنية لم تستغل. وسقط الألماني سامي خضيرة مصابا في الدقيقة 12 وخرج لتلقي العلاج ثم واصل اللعب لكن المدرب لوف وجد نفسه أمام أول موقف صعب: سامي خضيرة يخرج مصابا في الدقيقة 16، والبديل كان المخضرم باستيان شفاينشتايغر.
وواصل المنتخب الألماني استحواذه وضغطه المتواصل، بينما اعتمد الفريق الإيطالي بشكل أساسي على الهجمات المرتدة لكن أيا من الفريقين لم يشكل الخطورة الكافية على مرمى منافسه لأكثر من 20 دقيقة.
هدف ملغى لألمانيا
واهتزت شباك الحارس الإيطالي بوفون في الدقيقة 27، حيث تلقى شفاينشتايغر كرة عالية من ماتس هوملس ووجهها برأسه إلى داخل الشباك، لكن الحكم لم يحتسبها هدفا لتدخل شفاينشتايغر مع ماتيا دي تشيليو خلال تسديد الكرة.
وأهدر ماريو غوميز فرصة ثمينة للمنتخب الألماني في الدقيقة 40 حيث تلقى كرة عالية من كيميتش لكنه صوب الكرة برأسه فوق العارضة. وشن المنتخب الألماني هجمة خطيرة أحدثت ارتباكا داخل منطقة الجزاء لكنها انتهت بتسديدة ضعيفة من توماس مولر ليمسك بوفون بالكرة بثبات. ورد المنتخب الإيطالي بهجمة خطيرة بدأت بطولية تلقاها جياكيريني الذي سدد كرة تصدى لها الحارس وارتدت لتصل إلى ستيفانو ستيورارو الذي سدد بقوة لكن بواتينج وجه الكرة إلى خارج الشباك ، ولم تسفر الدقائق المتبقية عن جديد لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
أهداف في الشوط الثاني
ولم يختلف الحال كثيرا في مطلع الشوط الثاني حيث استمر التفوق الألماني في الاستحواذ وواصل الفريق الإيطالي في البحث عن الفرصة من الهجمات المرتدة. واقترب المنتخب الألماني بشكل كبير من هز الشباك في الدقيقة 54 حيث هيأ ماريو جوميز الكرة لتوماس مولر الذي راوغ ثم سدد بقوة لكن أليساندرو فلورينزي أبعد الكرة بمهارة، وبعدها بثوان سدد بواتينغ كرة صاروخية بقدمه اليسرى من خارج منطقة الجزاء لكنها مرت فوق العارضة مباشرة. وفي الدقيقة 65 افتتح المنتخب الألماني التسجيل عن طريق أوزيل حيث انطلق ماريو غوميز من الناحية اليسرى ثم مرر الكرة بمهارة إلى يوناس هيكتور الذي هيأها لأوزيل ليسكنها الشباك دون تردد.
وكاد غوميز أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 68 حيث تلقى تمريرة من أوزيل وانطلق ثم سدد الكرة بلمسة مهارية أمام المرمى لكن بوفون أخرجها إلى ضربة ركنية لم تستغل. وفي الدقيقة 72 دفع لوف باللاعب يوليان راكسلر بدلا من ماريو غوميز المصاب.
وضغط المنتخب الإيطالي بقوة أملا في التعادل وأتيحت فرصة أمام جرازيانو بيلي في الدقيقة 74 حيث تلقى عرضية قابلها بتسديدة قوية لكن الكرة مرت بجوار القائم. وفي الدقيقة 77 حصل المنتخب الإيطالي على ضربة جزاء إثر تصدي بواتينغ للكرة بيده داخل منطقة الجزاء، وتقدم ليوناردو بونوتشي لتنفيذها مسجلا هدف التعادل. وانتعش المنتخب الإيطالي هجوميا وكثف محاولاته للتقدم وبالفعل هدد المرمى الألماني لكن الدفاع تعاون مع نوير بالشكل المطلوب.
وكاد ماتيا دي تشيليو أن يحسم المباراة للمنتخب الإيطالي في الدقيقة 89 حيث سدد كرة زاحفة قوية من حدود منطقة الجزاء لكنها مرت بجوار القائم مباشرة لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 1 / 1 ويخوض الفريقان وقتا إضافيا عرف سيطرة ألمانية وامتدادا نحو الأمام دون تسجيل. وأهدر دراكسلر فرصة ثمينة لألمانيا في الدقيقة 106 حيث تلقى الكرة أمام المرمى لكنه سددها خلفية مزدوجة فوق العارضة مباشرة. بالمقابل كانت هناك بعض المحاولات الجادة من إيطاليا.
ركلات الترجيح تبتسم للألمان
ومع انتهاء الوقت الإضافي بالتعادل، احتكم الفريقان إلى ركلات ترجيحية لأول مرة في تاريخ مواجهاتهما ضمن البطولات الكبرى. وبعد لعب كل فريق ثماني ركلات ترجيحية عرفت حبس الأنفاس من جماهير الفريقين وتألقا لحارسي المرمى، تمكن مانويل نوير من صد الركلة التاسعة لإيطاليا والتي نفذها دارميان، قبل أن يختم يوناس هكتور المواجهة بركلة منحت بلاده بطاقة التأهل (6-5)، متخطية ركلات الترجيح للمرة السادسة على التوالي. وكانت ألمانيا قد أهدرت ركلتي ترجيح فقط من أصل 28 في البطولات الكبرى، بيد أنها أهدرت 3 ركلات في مباراة واحدة هذه المرة ضد ايطاليا.
ف.ي (DW، أ.ف.ب، د.ب.ا، رويترز)

اترك رد

%d