غاريث بيل واحد من النجوم القلائل الذين يقدمون أفضل مستوى في يورو 2016، فقد تمكن مهاجم ريال مدريد من قيادة منتخب ويلز للتأهل لثمن النهائي وهو يتصدر حتى الآن قائمة الهدافين، متفوقاً على نجوم كبار مثل رونالدو وإبراهيموفيتش.
دخل منتخب ويلز التاريخ من أوسع بابه بعد تأهله لدوري الثمانية ضمن بطولة أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2016) في أول مشاركة له في البطولة. ولم تكتف ويلز بإحراز بطاقة التأهل للدور المقبل، بل تصدرت أيضاً مجموعتها التي تضم منتخبات كبيرة مثل إنجلترا وروسيا وسلوفاكيا. وبذلك أنهت ويلز انتظاراً دام 58 عاماً للظهور في بطولة كبرى بعد مشاركتها في مونديال 1958 وبلوغها دور الثمانية.
ويرجع الفضل الكبير في تصدر ويلز للمجموعة الثانية وتأهلها لثمن نهائي يورو 2016 للمهاجم غاريث بيل، الذي لم يعد فقط النجم الأول بالمنتخب الويلزي، بل تحول إلى نجم البطولة الحالية بأكملها. فهو يتصدر حالياً صدارة الهدافين بثلاثة أهداف، بعد تسجيله في جميع مباريات دور المجموعات أمام إنجلترا وسلوفاكيا وروسيا. ويعتبر بيل، نجم ريال مدريد، أول لاعب في التاريخ يُسجل في أول ثلاث مباريات له ببطولة كأس أمم أوروبا.
أداء غاريث بيل في بطولة اليورو الحالية جعله يسحب البساط من تحت أقدام نجوم كبار أمثال كريستيانو رونالدو وزلاتان إبراهيموفيتش وروبرت ليفاندوفسكي، الذين كانوا أبرز المرشحين للتألق والإبداع وإمتاع الجماهير بأهدافهم الحاسمة. وبينما قاد بيل منتخبه للتأهل لدور ثمن النهائي، لا يزال رونالدو وابراهيموفيتش ينتظران آخر مباراة لمنتخبيهما في دور المجموعات، ليتضح ما إذا كانت السويد والبرتغال ستواصلان مغامرة اليورو أم أنهما ستودعان البطولة مبكراً.
كما أن غاريث بيل كان موفقاً جداً مع فريقه وسجل في ثلاث مباريات. أما زميله في ريال مدريد كريستيانو رونالدو فلم يفلح لحد الآن في هز الشباك، بل إن "صاروخ ماديرا" ضيّع على منتخب بلاده فرصة الاقتراب من حسم التأهل للدور المقبل، بعدما أهدر ضربة جزاء في الدقائق الأخيرة أمام منتخب النمسا في مباراة انتهت بالتعادل السلبي.
بيل قريب من رقم قياسي جديد
كما أنه بخلاف بقية النجوم، يَظهر بيل أكثر نشاطاً على أرض الملعب ليس بسبب تسجيله للأهداف ولكن أيضاً من خلال تحركاته الدائمة التي تتيح لزملائه مساحة أكبر لتهديد مرمى الخصم. كما أظهر ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم قدرة عالية على التسجيل من الركلات الحرة، إذ سجل مرتين متتاليتين من ضربة حرة أمام المنتخبين الإنجليزي والسلوفاكي. وبات بيل على مشارف تسجيل رقم قياسي باسمه في بطولات أمم أوروبا إذا ما أضاف هدفاً آخر من ضربة حرة في المباريات المقبلة.
وأكد نجم ويلز أن لديه أسلوبه الخاص في تنفيذ الركلات الحرة وأنه رفض الاستماع إلى نصيحة زميله في ريال مدريد كريستيانو رونالدو بخصوص تنفيذ الركلات الحرة من على حدود منطقة الجزاء. وصرح بيل بخصوص هذا الأمر قائلاً: "أنا ورونالدو نتدرب معاً، ولكن من مناطق مختلفة. تنفيذ الركلة الحرة يختلف وفق مكان تنفيذها والطرف المتواجدة به. أنا ألعبها بشكل مختلف وفق قربها أو بعدها عن المرمى".
لكن بشكل عام ما الذي يجعل مستوى بيل أفضل بكثير من غيره في البطولة الحالية؟
بالمقارنة مع ليفاندوفسكي ورونالدو وإبراهيموفيتش، خاض بيل دقائق لعب أقل قبل انطلاق بطولة اليورو. فقد بلغ عدد الدقائق التي لعبها بيل الموسم المنصرم في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا 2382 دقيقة في 32 مباراة، في حين خاض ليفاندوفسكي 51 مباراة بمجموع 4236 دقيقة. أما عدد المباريات التي لعبها رونالدو قبل اليورو فبلغت 48 مباراة بمجموع 4293 دقيقة، ما يعني أن بيل يلعب في بطولة أمم أوروبا الحالية وفي سجله حوالي 20 مباراة أقل مقارنة مع اللاعبين السابقين، أي حفاظه على مستوى لياقة أعلى من الآخرين، ولكنه في نفس الوقت يملك العدد الكافي من المباريات التي تسمح له بتقديم أداء جيد في اليورو.
فهل يستمر بيل في العزف على وتر التألق في المباريات المقبلة أيضاً ويواصل تصدره لقائمة الهدافين، أم أن المباريات المقبلة ستشهد انتفاضة للنجوم الكبار أمثال رونالدو وليفاندوفسكي وإبراهيموفيتش وعودة إلى ممارسة هواياتهم المفضلة في هز الشباك وإسعاد الجماهير؟