الوطن المصري – وكالات
يعتقد العجوز الخرف دونالد ترامب أنه يمكنه أن يخدع العالم بتصريحات صبيانية لا ينخدع بها صبي صغير وليس أمم بأجهزة مخابراتها التي تحلل ليس كلماته فقط بل تعبيرات وجهه وحركات جسده.
وفي إطار مسلسل الوهم والخداع الذي يمارسه ترامب ، أقر الرئيس الأميركي بأن الدعم الشعبي لإسرائيل، خصوصًا بين الجمهوريين الشباب، يشهد تراجعًا واضحًا
مشيرا أن استمرار الحرب في غزة يضر بصورة إسرائيل، وأن تل أبيب قد تنتصر في الحرب لكنها ستخسر علاقاتها دولياً.
أضاف أن إسرائيل تخسر نفوذها، خاصة في الكونجرس، بسبب الحرب ، ونسي ترامب أن يقول للعالم في تصريحاته أنه هو الذي يقود الحرب علي غزة وليس ترامب الذي لا يعدو كونه آلة يحركها الرئيس الأمريكي كما يشاء ، وأنه وعد نتيناهو بتدخل الجيش الأمريكي اذا تعثر جيش الاحتلال ولن يكتفي فقط بالمد والدعم اللوجسيتي لإسرائيل .
وفي حديثه لموقع “ديلي كولر”، صرح الرئيس الأميركي بأن جماعة الضغط الإسرائيلية تضررت كثيراً.
ففي مقابلة جديدة، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب دهشته من التغيرات التي طرأت على مكانة إسرائيل في السياسة الأميركية، مشيراً إلى أن نفوذ اللوبي الإسرائيلي لم يعد كما كان في الماضي، وأن الدعم الشعبي، خصوصاً بين الجمهوريين الشباب، يشهد تراجعاً واضحاً.
جاءت تصريحات ترامب تعليقاً على استطلاع أجراه مركز “بيو” للأبحاث في شهر مارس الماضي، كشف أن 53% من الأميركيين لديهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ 42% في عام 2022. كما أظهر الاستطلاع أن نصف الجمهوريين تحت سن الخمسين يتبنون موقفاً غير إيجابي تجاه إسرائيل، وهو ارتفاع لافت عن 35% فقط قبل ثلاث سنوات.
تعكس هذه النتائج تنامي تيار داخل الحركة الشعبوية الجمهورية (MAGA) يتبنى مواقف أكثر تشككاً حيال الدعم الأميركي التقليدي لتل أبيب. في مقابلته مع صحيفة “ديلي كولر”، أكد ترامب أنه يحظى بدعم كبير من إسرائيل خلال رئاسته، قائلاً: “لا أحد فعل لإسرائيل ما فعلته أنا. من الهجمات ضد إيران إلى القرارات السياسية، قدّمنا دعماً لم يسبق له مثيل”. وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام مثل “سي إن إن” حاولت التقليل من نجاح تلك الخطوات، لكنها كانت، بحسب وصفه، “كاملة وناجحة إلى أبعد حد”.
لكن الرئيس ترامب اعترف بأن نفوذ إسرائيل في واشنطن تغير كثيراً، قائلاً: “قبل عشرين عاماً، كان لإسرائيل اللوبي الأقوى في الكونجرس، أقوى من أي دولة أو مؤسسة أو شركة. أما اليوم فلم يعد بهذا المستوى. إنه أمر مذهل بالنسبة لي أن أرى ذلك”.
ربط ترامب هذا التراجع بظهور أصوات سياسية تقدمية في الكونجرس، مثل النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز ومجموعة “AOC بلس ثري”، قائلاً إنهم “غيروا قواعد اللعبة” وأصبح من الممكن انتقاد إسرائيل علناً في أروقة السياسة الأميركية، وهو ما كان مستحيلاً في السابق.
كما ذكّر ترامب بأحداث 7 أكتوبر، التي شهدت هجوماً واسعاً على إسرائيل، قائلاً: “كان ذلك اليوم مروعاً للغاية لقد رأيت الصور بنفسي. ومع ذلك، أجد أن الناس نسوا ما جرى في ذلك اليوم”.
يقول مراقبون إن تصريحات ترامب تسلط الضوء على معضلة متنامية في السياسة الأميركية؛ فمن جهة، يفاخر الرئيس بأنه الأشد دعماً لإسرائيل، ومن جهة أخرى يقر بأن المزاج العام، خصوصاً بين الأجيال الجمهورية الشابة، لم يعد كما كان. وهو ما قد يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة في الحفاظ على مكانتها كحليف استراتيجي لا خلاف عليه داخل الولايات المتحدة.