الوطن المصري – وكالات
ذكر ياغيل ليفي المحلل العسكري، في هيئة البث الاسرائيلية، في مقال بصحيفة هآرتس العبرية، أن ما يحدث للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة والذي وصفه بالسقوط في الوحل، أشبه بما حدث للجيش الامريكي في حرب فيتنام.
أضاف ليفي، أن سبب انسحاب الجيش الامريكي من فيتنام في الاساس هو أن الجيش بدأ في التفكك، حيث أن القيادة العسكرية العليا أرادت إخراجه من فيتنام، لأنها تخوفت من ألا يبقي لديها جيش بعد ذلك.
تابع ليفي، في إسرائيل، كانت هناك حالتان نجحت فيهما المعارضة الشعبية للحرب في انسحاب الجيش، الاولي في الانسحاب من لبنان 1985، والثانية في الانسحاب من لبنا 2000، وذلك بفضل تركيز الاحتجاج في الحفاظ على حياة الجنود، وليس على المنطق السياسي للحرب.
ولفت ليفي، إلي أن في الانسحابين من لبنان ظهرت علامات التآكل الواضح في قوات الجيش الاسرائيلي، وهي التي دفعت الجيش إلى دعم الانسحاب، أو على الأقل إلى القبول به، مؤكدًا أن الجيش الاسرائيلي ليس محباً للحرب أو السلام، بل هو حساس ببساطة لمصالحه التنظيمية.
وأكد ليفي، أن هذا هو المفتاح أيضاً في حرب غزة، فالحرب لا تثير معارضة بسبب غياب المنطق السياسي لها، أو مستوى أخلاقيتها، أو العدد القليل نسبياً من الجنود الذين قتلوا فيها، بل فقط بسبب الخطر الذي تهدد به حياة الأسرى، وربما يكون هذا هو السبب الوحيد الذي أخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في “يوم الإضراب” الأخير منذ اسبوعين.
وقال ليفي: على الرغم من ذلك، فلهذا الاحتجاج تأثير محدود في الحكومة، ولا يمكن إحداث تأثير أكبر إلاَّ إذا برز تهديد مباشر على سلامة الجيش، والذي وصل بالفعل إلي التفكك الداخلي في الجيش فعلاً إلى مستويات أعلى مما يعرفه الشعب الاسرائيلي.
وكشف ليفي، أن ذلك بفضل قدرة قيادات الجيش الاسرائيلي، في اخفاء تلك المعلومات وابتكار حلول لعدم ظهورها بالشكل الكبير، وخصوصاً على المستوى المحلي وبفضل مخزون القوى البشرية المخلصة للصهيونية الدينية، خاصة في شخصيات مثل سموتريتش وزير المالية، وبن غفير وزير الامن القومي.
أضاف: مع ذلك، فإن التفكك في الجيش الاسرائيلي يستمر، وفيه يكمن المفتاح لإنهاء الحرب، ويمكن أن يتجسد ذلك في زيادة عدد الطيارين الذين يمتنعون من قصف غزة، أو في الانخفاض الحاد في نسب الانضمام إلى قوات الاحتياط.
تابع: بحيث لا تعود الحلول الموقتة مجدية، أو في رفض الجنود في الخدمة النظامية وفي الاحتياط تنفيذ مهام خطرة بصورة خاصة لكن عديمة الجدوى.
ورأي ليفي، أن التهديد بالتفكك فقط يمكن أن يدفع قادة الجيش إلى إدراك مستوى الدمار الذي يلحقونه بالجيش وموازنته، وعندها ربما يقفون في وجه الحكومة ويطالبون بإنهاء الحرب.