كتب – خالد عبد الحميد
تحتفل مصر هذه الأيام بذكري غالية علي قلب كل مصر وهي ذكري عيد تحرير سيناء الحبيبة من براثم الإحتلال الغاشم والذي لم يكن ليخرج من أرض الفيروز لولا أن رأي وأيقن بأن جنود مصر البواسل لن يتنازلوا عن حبة رمل واحدة من تراب سيناء الحبيبة .
واليوم ونحن نحتفل بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة التقينا أحد أبطال حرب التحرير العميد أركان حرب أحمد عثمان شولاق ليحكي لنا لحظات العبور والانتصار :
قال العقيد احمد عثمان : حقا وصدقا ويقينا إن الله أعاننا علي عبور المانع المائي قناة السويس في عز الظهر والهجوم علي أعتي وآخر حصن بخط بارليف جنوبا حصن لسان بور توفيق بقوارب مطاطية بدون مواتير وبمجاديف خشب علي موقع مدجج بمختلف أنواع التحصينات والاسلحة وكانت صيحة العبور آلله أكبر.. آلله أكبر.. الله أكبر وبفضل الله وكرمه علينا في رمضان بعد ستة أيام قتال علي الموقع الحصين طلب قائد الموقع الإستسلام وتم أسر ٣٧ إسرائيلي ما بين ضباط وصف ضباط وجنود منكسي رؤسهم أذلة..
وأوضح أحد أبطال حرب أكتوبر قائلا: ذكري تحرير سيناء الحبيبة غالية ومحفورة في الوجدان وكأنها بالأمس القريب لأنني كنت ضمن لجنة تحديد حدودنا من رفح حتي طابا رغم إن رجال المساحة العسكرية بتواجد اللجنة الاسرائيلية أثبتوا إن طابا مصرية ١٠٠٪ .. ورغم هذا ماطل الاسرائيليين وكان الهدف الاستيلاء علي طابا لتوسيع ميناء ايلات علي البحر الأحمر ومنذ هذه اللحظة ذهبت طابا إلي التحكيم الدولي لمدة عشر سنين والحمد لله نجح المفاوض المصري في إسترداد طابا..
وأقسم العقيد شولاق قائلا: والله إحنا أصحاب حق وأرضنا غالية وعزيزة علي النفس ونحن مستعدين للدفاع عن أرضنا بشتي الطرق.. وأنا سمعت مقولة من الاسرائيليين بأن الرئيس أنور السادات بطل الحرب والسلام رحمة الله عليه.. ضحك عليهم وسلمهم شوية ورق واسترد أرضه بالكامل.
واستطرد قائلا: يحسب للقيادة السياسية والعسكرية استقلالية قراراتها وعدم الانصياع لما يحاك لمصرنا من فتن ودسائس لأنها هي الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة وبدأت مرحلة إعادة البناء والتنمية وتحديث القوات المسلحة وهو ما أزعج المتربصين لمصر بالخارج ..
أما ذكرياتي عن حرب التحرير اكتوبر ١٩٧٣ فكان لكتيبتي وهي إحدي كتائب الصاعقة دور مهم اثناء العبور وقامت بالهجوم علي أعتي وآخر حصن بخط بارليف جنوبا حصن لسان بور توفيق وأسر قوة الموقع بالكامل.. الله أعاننا ووفقنا في عبور المانع المائي في عز الظهر وشاهدت بعيني الجيش الإسرائيلي وهو يتقهقر ويطلب التسليم كأسري حرب وقائد الموقع الحصين وهو يـؤدي التحية لقائد الكتيبة المصرية ويسلم العلم الإسرائيلي .. كم كانت لحظة عظيمة جدا أما عودة طابا – أخر بقاع سيناء التي كانت محتلة- لحضن الوطن فهو شئ عزيز علي النفس وخاصة إنها أرضنا وردت إلينا بسلاح المفاوضات.
ووجه العقيد أحمد شولاق رسالة قصيرة جدا للشباب المصري ولكنها شافية ووافية بقوله : حافظوا علي تراب سيناء فقد ضحينا من أجله بالنفيس والغالي ورويناه بدمائنا .