الأربعاء, 19 مارس, 2025 , 7:07 م
النيابة العامة

مكالمة غامضة تكشف حكاية مواطن مع وكيل النائب العام

 

كتب – خالد عبد الحميد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق » وعندما يكون قدوتنا محمد النبي الأمين قد أكد علي حسن الخلق فعلينا الاقتضاء به وبسنته والسير علي دربه .

وقال ايضا الشاعر أحمد شوقي« إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا»

ورغم أن الأخلاق في زماننا هذا قد تحولت لاستثناء ، والقاعدة هي الاسفاف والخروج عن الآداب العامة والأخلاق  ، إلا أنه من الواجب علينا أن نعيد الأمور لنصابها الصحيح وأن تعود الأخلاق كعملة رئيسية في التعامل بين البشر .

وهنا يبرز دور القانون الذي يدافع عن الأخلاق فهما متلازمين ، فلا يتصور قانون بلا أخلاق ،  ولا أخلاق بدون قانون يحميها .

من هنا نبدأ ، وخير بداية هي سرد واقعة حدثت بالفعل نستخلص منها الدروس والعظات لإصلاح أحوال المواطنين :

( حكي مواطن حكايته  مع وكيل النائب العام قائلا : « استيقظت من نومي  علي رقم غريب يرن علي تليفوني ..  رديت علي اعتبار انه من الممكن أن يكون المتصل سيلز عقارات ، ولكن وجدت  محدثي يتكلم  بنبرة رسمية  جدا ويسألني : استاذ فلان الفلاني ؟ ..  قلت له ايوه مين ؟ قال لي معاك مكتب نجيب محفوظ  وكيل نيابة الجيزة ، ونجيب بيه عايز يقابلك يا ريت تشرفنا انهارده

حتي هذه اللحظات لم أستوعب شيئا .. انا عملت ايه .. لكن قمت ارتديت ملابسي وتوجهت الي النيابة ،  وهناك تقابلت مع  روبن هود الغلابة نجيب محفوظ وكيل النائب العام بالجيزة .. باعتنا بقوله : انا قرأت البوست اللي انت كنت كاتبه بتاريخ 4 مارس بخصوص تعرضك لسرقة بالإكراه في شارع البحر الأعظم والحقيقة أنا صدقت كلامك .. الموضوع ضايقني جدا خاصة انها دائرة عملي ، وقررت أكلمك .. وسألني : فاكر شكل اللي عمل فيك كده قلت له طبعا .. قال قول والله العظيم  اقول الحق .. حلفت .. راح مطلع لي صور مطبوعة للشخص اللي عمل كده وفعلا طلع هو

قال لي ليه معملتش محضر قلت له انا عارف اجراءات القسم معقدة شوية وقلت مش هتفيد بحاجة لاني حتي معرفش اسمه .. قال لي : اطمن فيه ناس غيرك اتعرضوا لنفس الموقف.. واحد منهم علي سبيل المثال اتسرق منه 20 الف جنيه وعملوا محاضر ومسكناه والصور دي انا اللي مصورها  بنفسي وهو الان محبوس علي ذمة القضايا

يومين كاملين تقريبا قضيتهم  في النيابة علشان تاخد كل الاجراءات اللازمة لكن كان ملازمني شعور وهو اني كنت مستغرب جدا اهتمام انا مش متعود عليه انا عمري ما اتعاملت مع النيابة او القضاء عموما ،  لكن وكيل النيابة قالي كلمتين لن انساهم ابدا وعرفت ليه الناس بتعظم دور النيابة والقضاء المصري وبتوصفه  دائما انه عظيم ..  قالي : احنا موجودين في المكان ده موكلين من ربنا اننا نجيب حقوق الناس ونحميهم وحالفين قسم بكده وانت اكيد لما اتعرضت للموقف ده حسيت انك في موقف ضعف وده ميردناش .. نام مرتاح حقك هيرجع وانت مش ضعيف انت اتصرفت صح علشان ده مجرم وعنده تاريخ اسود ومن ضمن اللي اتعرضوا للسرقة منه اثنين موظفين كانوا رايحين يوردو فلوس الشغل وكان ممكن يتلموا عليه  ويضربوه لكن قدر يسرق منهم الفلوس كلها ( 20 الف جنيه  )

انا لو كنت خدت حقي بإيدي مكنتش هبقي حاسس الاحساس اللي انا حاسه دلوقتي .. فخور اني عايش في دولة فيها قانون وكلمتين عايز اقولهم للناس اللي شتمتني واتريقت ووصفتني بأني ضعيف ..  انك تبقي محترم وابن ناس  ومش همجي ولا بلطجي ده اختيار مش ضعف .. وربنا قبل القانون مش هيسيبك ولا يضيع حقك ) .

هذه القصة تحمل الكثير من الدروس والعظات أهمها أن الأخلاق لا يمكن بحال من الأحوال ان تتحول الي ضعف وان القانون يجب ان يحكم مهما انتشرت البلطجة والسرقات وعلينا نحن المواطنين مسئولية معاونة رجال القانون في تطبيقه بأن نبلغ عن كل واقعة مخالفة للقانون ولا نصمت ، فالصمت هو المناخ الذي يستغله المخالف لممارسة نشاطه ضد القانون .

اترك رد

%d