عبد المنعم رياض إمام الشهداء .. ومنسي «أيقونة» الفداء والتضحية
كتب – خالد عبد الحميد
الدفاع عن الوطن شهادة .. والدفاع عن العرض والشرف والأرض شهادة ، ولأن الشهادة في أعلي مراتب الشرف فقد خصصت مصر يوما للشهيد نحتفل فيه بأبطال استشهدوا دفاعا عن الوطن والأرض والعرض فاستحقوا أن تخلد ذكراهم العطرة وبطولاتهم اامجيدة في سجلات الشرف والفداء
تحتفل الدولة المصرية كل عام بذكرى يوم الشهيد، والذى يواكب ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في 9 مارس .
هذا البطل المصري الذي جسد أسمي معاني التضحية والفداء دفاعا عن تراب مصر وحق علينا في يومه المجيد أن نلقي الضوء علي حياته وما قدمه من أجل الوطن .
ولد عبد المنعم محمد رياض في 22 أكتوبر 1919 ,في قرية “سبرياى” بمدينة طنطا، ويعتبر واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين ,حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والطليان بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف .
قام الرئيس جمال عبد الناصر بتكريم الفريق عبد المنعم رياض بمنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكري في مصر، ليتحول يوم استشهاده 9 مارس إلى يوم الشهيد في مصر .
يتم فيه تكريم أبناء الوطن المخلصين، الذين ضحوا من أجل الوطن دون انتظار مقابل.
تاريح وطني مشرف
استدعى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الفريق أول عبد المنعم رياض، بعد نكسة عام 1967؛ للعمل رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة وإعادة بنائها مع الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية.
وأشرف الفريق أول عبد المنعم رياض، على الخطة المصرية لتدمير 60% من تحصينات خط بارليف خلال سنوات حرب الاستنزاف؛ ليتحول من خط دفاع إسرائيلي إلى نقطة إنذار مبكر أشرف على تنفيذها بنفسه.
وانطلقت النيران على طول خط الجبهة في 8 مارس 1969، وتكبد الإسرائيليين الخسائر وتدمر جزء من مواقع خط بارليف.
وفي التاسع من مارس، توجه الفريق أول عبد المنعم رياض لزيارة الموقع رقم 6، وتفقد نتائج المعركة، وكي يتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق ليكون بين أبنائه المحاربين في فترة جديدة تتسم بطابع قتالي عنيف ومستمر لاستنزاف العدو.
وفي أثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية انهالت عليه نيران العدو فجأة وسط جنوده، واستمرت المعركة نحو ساعة ونصف.
وأصيب “الجنرال الذهبي”، إصابة قاتلة بشظية من نيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك، وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية.
وضرب القائد الشهيد بذلك أروع مثال للتضحية، فبرغم كونه رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في ذلك الوقت، إلا أنه كان دائماً في الصفوف الأمامية، تأكيدا على تلاحم القائد مع جنوده في الميدان.
وقد نعي الرئيس جمال عبد الناصر، الشهيد البطل ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، واعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يومه تخليدا لذكراه وذكرى كل شهيد مصري قدم تضحيات استثنائية، وأطلق على يوم استشهاده “يوم الشهيد”، وأطلق اسمه على أحد الميادين بقلب العاصمة، وهو ميدان الشهيد “عبد المنعم رياض” حاليا الذي يحمل نصبا تذكاريًا له، وكذلك نفق عبد المنعم رياض بالإسكندرية.
صحيفة حالة الشهيد البطل
ولد الفريق أول عبد المنعم رياض في قرية سبرباي، إحدى ضواحي مدينة طنطا.
ووالده القائم مقام محمد رياض قائد بلوكات طلبة الكلية الحربية وله 5 أشقاء وشقيقات.
تنقل بين عدة مدارس مع تنقل والده المستمر.
حصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة الرمل التحق بعدها بمدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية، حيث مثلها في اللجنة التنفيذية لطلاب المدارس التي ضمت أيضا جمال عبد الناصر.
وحصل على البكالوريا في عام 1936و أنهي دراسته في الكلية الحربية عام 1938 في نفس دفعة جمال عبد الناصر.
أجاد عدة لغات “الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية والروسية ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944.
أوفد إلى بريطانيا للدراسة في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في “ماتوبير“.
ثم مدرسة فن المدفعية “بلاركهيل” البريطانية عام 1945.
سافر في بعثة إلي الاتحاد السوفيتي في ابريل عام 1958 لإتمام دوره في الأكاديمية العسكرية العليا.
حصل على تقدير امتياز بالدورة ولقب “الجنرال الذهبي”، لانبهار القادة الروس بتفكيره وقدراته العسكرية.
أتم دراسته في أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966.
رُقي إلي رتبة الفريق في مايو عام 1967.
عمل بسلاح المدفعية المضادة للطائرات.
ثم بالفرقة الخاصة لها.
عين مدرسا بمدرسة المدفعية ثم كبير المعلمين بها.
تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وهو لايزال برتبة المقدم.
أصبح نائب رئيس شعبة العمليات عام 1962.
شارك في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1941 و 1942، وحرب 1948.
عمل لمدة عام في إدارة العمليات والخطط بالقاهرة، وكان ضابط الاتصال بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين.
حصل وسام الجدارة الذهبي في عام 1951.
ثم ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة.
حصل علي نوط الجدارة الذهبية ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان
حصل علي وسام الكوكب الأردني طبقة أولى ووسام نجمة الشرق.
وكانت له جهود خلال العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، وحربي 1967 والاستنزاف
عقب النكسة أصبح رئيس أركان حرب الجيش المصري.
أشرف علي الخطة المصرية لتدمير 60% من تحصينات خط بارليف في حرب الاستنزاف وتحول من خط دفاعي إلي نقطة إنذار مبكر.
واستشهد في 9 مارس بشظية من العدو الإسرائيلي في إحدى جبهات الحرب بالإسماعيلية
منحه الرئيس عبد الناصر وسام نجمة الشرف.
منسي اسمه الأسطورة
«قالوا إيه علينا دول وقالوا إيه.. منسي بقى اسمه الأسطورة وشبراوي وحسنين عرسان» كلمات يرددها أبناء الشعب المصري صغارا وكبارًا بكل فخر، يستذكرون بها العقيد أحمد منسي القائد الأسطوري الذي رسم بدمائه ملحمة من أعظم قصص البطولة والفداء في تاريخ مصر.
مع مرور 8 سنوات الا القليل على استشهاد العقيد أحمد منسي سجل البطل الشهيد قصة من أعظم المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية في سيناء، وضرب المثل مع رجاله في التضحية والبطولة والفداء عبر التمسك بالأرض، وعدم ترك نقطة الارتكاز الأمني القائمين عليها وذلك بعد الهجوم عليهم بالأسلحة الثقيلة.
وقد روت أرملة الشهيد البطل أحمد منسي خلال حديثها مع إحدي وسائل الإعلام أنَّ «الأولاد كبروا وأصبح وعيهم أكبر بفقد والدهم، صعب عليا أشوف حمزة كاتب الذكرى الثامنة وأنت بعيد عننا، وحتى عاليا الطفلة الوسطى التي كان عمرها لا يتجاوز 3 سنوات عند استشهاد البطل كتبت وحشتنا يا بابا».
أكّدت السيدة منار أنَّ زوجها الشهيد البطل كان يردد دائمًا: «أنا عمري في حياتي ما خفت من الموت، أنا منتظره وسايبكم لربنا»، مشيرة إلى أنَّه كان بداخله شعورًا كبيرًا بأنَّه سيموت شهيدًا، مضيفة أنَّ الدولة دائمًا تقف إلى جانبهم وتدعمهم لكن يبقى فقدان الأب شعورًا صعبًا
تعود واقعة استشهاد العقيد البطل أحمد المنسي إلى 7 يوليو عام 2017؛ حيث استيقظت منطقة «مربع البرث» المنطقة التي اتخذها منسي ورجاله نقطة ارتكاز أمني لهم، على هجوم مئات من العناصر الإرهابية مزودين بالأسلحة، وقد قطعوا الإمدادات عنهم، وقطعوا طريق توجههم من المناطق الصحراوية جنوب مدينة رفح إلى رفح والشيخ زويد من المناطق الجبلية والصحراوية المتواجدة جنوب رفح، وعلى الرغم من شدة الهجوم إلا أنَّ منسي ورجاله استطاعوا الصمود لعدة ساعات متمسكين بمواقعهم رافضين تركها للإرهاب، بعدما قاتلوا بشجاعة فائقة، إلا أنَّه استشهد مع عدد من أفراد كتيبته، ليبقى البطل حياً في ذاكرة الأجيال، ويبقى أبناؤه رمزًا للصبر والشجاعة والفخر حاملين إرثه العظيم في رحلة حياتهم.