السبت, 28 ديسمبر, 2024 , 4:06 ص
نصر مطر

انتبهوا.. الحملات ممنهجة والمعلومات مضللة لإسقاط مصر

بقلم – نصر مطر

منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، تتعرض مصر لحملات مكثفة من الإشاعات المغرضة والمعلومات المضللة التي تهدف إلى زعزعة استقرارها وإثارة البلبلة بين أبنائها. وعلى مدار السنوات التي أعقبت هذه الثورة، وخاصة عقب ثورة الثلاثين من يونيو 2013، ازدادت حدة هذه الإشاعات لتواكب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد.

الإشاعات لم تأتِ عشوائية؛ بل تتسم بالانتقائية، إذ تركز أحيانًا على التشكيك في قرارات القيادة السياسية، وأحيانًا أخرى تهدف إلى تخوين المؤسسات الوطنية، أو حتى استخدام الترغيب لخلق انقسامات بين أبناء الوطن الواحد. ورغم ذلك، أثبت الشعب المصري على مدار تاريخه وعيًا سياسيًا واجتماعيًا كبيرًا، حيث استطاع أن يواجه هذه المحاولات بترابطه وتماسكه، متشبثًا بقيادته ومؤسساته الوطنية.

عقيدة شعبية متأصلة
الشعب المصري يتميز بخصائص فريدة تجعله مختلفًا عن شعوب العالم في مواجهة الأزمات. في الوقت الذي قد يلجأ فيه البعض إلى الهروب أو الفرار أمام التحديات، يثبت المصريون دائمًا قدرتهم على الصمود والتكاتف. هذه العقيدة الوطنية المتأصلة تجعل المصريين يدافعون عن وطنهم حتى آخر رمق، مستلهمين من تاريخهم المليء بالبطولات والتضحيات.

على مدار العصور المختلفة، لم تسجل كتب التاريخ حالات هروب جماعي أو لجوء للمصريين خارج وطنهم. بل على العكس، كان المصريون دائمًا في مقدمة الصفوف للدفاع عن أرضهم وحماية سيادتهم، ويدركون تمامًا أن الوطن ليس خيارًا يمكن التخلي عنه، بل هو مسؤولية وأمانة تُحمَّل على عاتق كل فرد منهم.

وعي الشعب الحصن المنيع
الشعب المصري، برغم التحديات والمحن، أثبت وعيه بما يدور حوله من أحداث داخلية وإقليمية. هذا الوعي الجماعي هو الحصن المنيع الذي يحمي مصر من محاولات التشكيك والإساءة. واليوم، ورغم ما يواجهه الوطن من تحديات سياسية واقتصادية، يظل المصريون متمسكين بوحدتهم الوطنية، مدركين أن قوتهم تكمن في ترابطهم خلف القيادة المصرية ومؤسسات الدولة.

لذلك، يجب علينا جميعًا أن نؤكد على أهمية التماسك الوطني ومواصلة التكاتف، لأن مستقبل مصر واستقرارها يعتمد على وحدة أبنائها ووعيهم. الشعب المصري أثبت مرارًا وتكرارًا أنه قادر على تجاوز الأزمات، وسيظل كما عهدناه حصنًا منيعًا ضد كل محاولات النيل من وطنه.

اترك رد

%d