بقلم – هشام حسن
في محطات التاريخ السياسي الحديث تظهر التناقضات بوضوح في سلوك بعض الجماعات التي تستغل الشعارات الرنانة لتحقيق أهدافها الخاصة بعيدًا عن مصلحة الوطن والقضايا القومية الكبرى
عندما كان الرئيس الأسبق حسني مبارك في السلطة رفع الإخوان المسلمون شعار (الجهاد في سبيل القدس)
مطالبين بفتح الحدود والمعابر لمحاربة إسرائيل بدا الشعار وكأنه دعوة نضالية لكنه في الحقيقة كان ورقة ضغط سياسية لتحقيق مكاسب داخلية
وحينما تولى محمد مرسي الحكم انكشف زيف الشعارات لم يعد الجهاد لنصرة القضية الفلسطينية أولوية بل تحولت البوصلة نحو الداخل حيث سادت حالة من الفوضى والانقسام بدلاً من حماية الحدود قُتل الجنود المصريون بدم بارد في أحداث كشفت الوجه الحقيقي لتلك الجماعات التي وضعت مصالحها فوق مصلحة الوطن
وعندما جاءت مرحلة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي عادت بعض الأصوات لتطالب مجددًا بفتح الحدود باسم (نصرة غزة) ولكن لا يمكن تجاهل التجربة السورية التي قدمت دليلًا صارخًا على ازدواجية تلك الجماعات عندما سقطت سوريا في قبضة المليشيات والجماعات الإرهابية بما فيها الإخوان لم نسمع عن طلقة واحدة وُجهت لتحرير الجولان أو نصرة القدس بل جرى التنسيق مع قوى احتلال سوريا وفتح الحدود لخدمة أجندات تخريبية
التاريخ لا يرحم وهو كفيل بكشف حقيقة الجماعات التي تتاجر بالدين والقضايا القومية الفرق بين من يدافع عن الوطن بصدق ومن يرفع الشعارات كوسيلة لتحقيق أهدافه واضح للجميع