أظهر الفيتو الأمريكي الأخير بمجلس الأمن الدولي ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة ووضع حدأ للمجاذر التي يرتكبها جيش الإحتلال الصهيوني أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة إرهابية تمارس أعمال الإرهاب والبلطجة في العالم دون اكتراث أو احترام لأي مواثيق أو معاهدات دولية حتي أن مجلس الأمن المعني بحماية الدول المستضعفة وردع الدول المعتدية أصبح لا يثمن ولا يغني من حماية طالما بقي ( سرطان ) الفيتو هو الحاكم لقرارات المجلس الأممي ، فاعتراض دولة واحدة كفيل بإجهاض أي قرار وإن وافق عليه باقي الأعضاء مجتمعين.
لقد حان الوقت لإنهاء أكذوبة ( مجلس الأمن ) الذي وحتي الآن تلجأ إليه دولا في العالم للحصول علي حقوقها رغم أنها تعلم علم اليقين أن قرارا واحدا ينصفها لن يصدر طالما استمر حق الفيتو سلاحا في يد الدول دائمة العضوية في هذا المجلس الذي أنشأ لحماية الدول الاستعمارية وهي حقيقة يغفل أو يتغافل عنها الكثيرين .
أمريكا الإرهابية تشارك المحتل الصهيوني في إراقة دماء الأبرياء في ( غزة وفي لبنان .. في العراق وفي سوريا ) وهي التي ترفع لواء حماية حقوق الإنسان وهي منها براء ، وللأسف هناك دولا كثيرة تدور في فلك أمريكا وتنفذ أوامرها حتي ولو كانت ضد الإنسانية .
لقد حان الوقت لمواجهة هذا الوحش الذي حول العالم إلي حلبة صراع كبري لصالح مصانع الأسلحة الأمريكية التي تستفيد من إراقة دماء الشعوب بالأسلحة التي تنتجها وتربح من وراءها مئات المليارات من الدولارات سنويا .
لقد اختل ميزان العدل منذ أن أصبحت أمريكا القطب الأوحد بعد نجاحها في تفكيك الاتحاد السوفيتي الذي كان يصنع توازنا في العالم ، لقد آن الآوان لعودة روسيا لدورها وقوتها المؤثرة في العالم لكبح جماح أعداء الإنسانية في واشنطن وتل أبيب .
نحن نتألم عندما نطالب بعودة روسيا لحماية العالم من جبروت أمريكا واسرائيل وحماية الدول المستضعفة ومنها الدول العربية التي أصبحت كغثاء السيل بعضها يدفع لبلطجي العالم للحصول علي الحماية حتي أن زعيم البلطجية قالها في دورته الأولي سنحلب ( …….. ) حتي يجف لبنها ، فإن جف ذبحناها .. تهديدا واضحا كان ملء سمع وبصر العالم فهل غيرت هذه الدولة من استيراتيجيتها ووظفت أموالها الطائلة لتوفير الحماية الذاتية لها أو تقوية أمتها العربية للدفاع عنها حال الاعتداء عليها .. لم يحدث واستمر هذا العبث ، وسيستمر الحلب في الدورة الجديدة لبلطجي العالم .
أين هي الدول العربية وماذا فعل بيت العرب المسمي بـ ( جامعة الدول العربية ) كيان ضعيف .. هزيل كل ما يمكن أن يفعله منذ إنشائه حتي اليوم هو الشجب والإدانة وما أكثرها .
حال الدول العربية اليوم في ظل وجود هذا الكيان الميت يرثي له ( فلسطين ولبنان محتلتين .. العراق وسوريا أصبحا شبه دولة بعد أن طالتهما أيدي بلطجي العالم فأجهز عليهما بعد تدمير جيشهما القوي .. وليبيا لم تقم لها قائمة منذ اغتيال الزعيم معمرالقذافي في مؤامرة علي الأمة العربية .. نفس الحال في اليمن والسودان والصومال ) ثماني دول عربية سقطت ولم تعد ، والعدد قابل للزيادة ولا زالت الجامعة العربية تشجب وتدين ولم تتخذ قرارا واحدا يحفظ لها ماء وجهها ، حتي التلويح .. مجرد التلويح بسحب سفراء أو وقف تعاون مع اسرائيل وأمريكا لا تجرأ عليه لأن هناك دولا أعضاء بالجامعة سترفض مثل تلك الإجراءات وستمنع دعمها ومخصصاتها لا لشيئ سوي حفاظا علي مصالحها الشخصية وعلاقتها الحميمية مع هذا الكيان وذاك البلطجي .. وتلك هي مصيبتنا في أبناء جلدتنا الذين ارتموا في أحضان قتلة الأبرياء من أبناء الشعب العربي .
لقد أصبحنا أمام واقع مرير وهو أن علي كل دولة عربية أن تحمي نفسها بنفسها دون الاعتماد علي أشقاء أو جيران ، بعد سقوط المصطلحات العربية والشعارات العروبية والجسد الواحد و« وحدة ما يغلبها غلاب» ، وما إلي ذلك من شعارات رنانة نشاهدها في أفلام الأبيض والأسود .
وما يدمي القلب حقا وما يزيد من النكبة العربية هي أن بعض الدول المحسوبة علي العرب وتمتلك من الأموال والثروات الكثير والكثير تتآمر في الخفاء علي الدولة الوحيدة القوية المستقرة .. مصر ، التي تحطمت علي اعتابها كافة المؤامرات والمخططات بفضل رعاية المولي عز وجل لها ، ثم جيشها القوي الذي يمثل صمام أمان المصريين ويعمل له بلطجي العالم ألف حساب ، لأن المواجهة معه محفوفة بالمخاطر ، فغيروا استراتيجية المواجهة معه وبنوا مخططاتهم علي مواجهة الدولة المصرية بطريقة أخري غير تقليدية ليست بالصاروخ ولا البندقية ، بل استخدموا مع مصر أساليب حروب الجيل الرابع والخامس لضرب وحدة المصريين وتماسك الجبهة الداخلية ، فانتشرت المخدرات والتيك توك و«التوكتوك» لضرب أعز ما تملكه مصر وهو شبابها فكان المخطط تدمير هذه البنية القوية بالمخدرات والتريندات والشائعات لإفقادهم الثقة في مؤسساتهم ، واضعاف روح الإنتماء الولاء لديهم وهي أمور كفيلة بإسقاط أي دولة ، فإن انهار الداخل فقدت الدولة قوتها في مواجهة الخارج .
لقد قالها أحد الزعماء العرب في ( قعدة صفا ) ومصارحة مع النفس ( ان سقطت الدول العربية وبقيت مصر ستعود الدول العربية مرة أخري ولكن اذا سقطت مصر .. سقط كل العرب ولن تقوم لهم قائمة ) تلك هي الحقيقة التي يتجاهلها الزعماء العرب ربما عن قصد في صراع الزعامة العربية التي يسعون لها دون أن يعلموا أن للزعامة شروط ومواصفات لا يمتلكونها مهما امتلكوا من ثروات .