الوطن المصري – آلاء شوقي
لاشك أن الإنتماء للوطن لدي المصريين جزءا لايتجزأ من عقيدتهم وعنصر أساسي في تركيبتهم الأيدلوچية والذي لا يفوتون فرصة إلا وأظهروا ذلك الإنتماء ولاسيما المصريين المغتربون عن وطنهم والذين لا يتوقفون عن إبهار العالم وأهل البلاد التي يعيشون بمظاهر حبهم وإنتماءهم لوطنهم وبلدهم الحبيبة مصر .
وطيور مصر المهاجرة والذين يمثلون قوة مصر الناعمة وظهيرها الوطني مازالوا مستمرين في إبهارنا بنماذج النجاح والتفوق في كافة المجالات في الخارج ولعل إيطاليا إحدي محطات طيورنا المهاجرة والتي يبرهن فيها المصريون كل يوم على عظمتهم وإنتماءهم لبلدهم .
وكان أحد تلك الطيور المهاجرة في إيطاليا وهو المصري ” محمد راتب”حديث الصحافة الرياضية في إيطاليا خلال اليومين الماضيين بعد تتويجه بطلا للعالم في رياضة الكيك بوكس 2024 والتي أقيمت في إيطاليا في الفترة من 5 إلي 10 نوڤمبر الحالي بعد تفوقه في المباراة النهائية على نظيره الإيطالي بالضربة القاضية .
ومحمد راتب ذلك المهاجر المصري في إيطاليا ذات ال 22 ربيعا والذي خرج من إحدي قري الريف المصري وتحديدا محافظة الفيوم في عام 2021 عابرا البحر المتوسط إلي البر الثاني حاملا أحلامه كشاب في مقتبل عمره والذي إلتحق بالعمل في إحدي شركات الصناعات الكيميائية أعاد كتابة سيناريو فيلم” النمر الأسود ” ولكن هذه المرة في إيطاليا فعلى غرار قصة ” محمد حسن” بطل فيلم النمر الأسود والذي عرض في السينما المصرية في ثمانينات القرن الماضي وفي مشهد ” كلاكيت تاني مرة” يكتشف أحد مدربي رياضة اليك بوكس موهبة محمد في اللعبة صدفة والتي تعتبر قريبة الشبه برياضة الكارتية والتي كان يمارسها محمد كهاوي في قريته بمحافظة الفيوم ليقنع محمد بضرورة التدريب معه ليبدأ محمد مشواره مع البطولات والتي بدأها بحصد جميع البطولات المحلية التي شارك فيها بمنطقة إقامته ” إقليم لومبارديا
بشمال إيطاليا الأمر الذي جذب الإنظار إليه من قبل الصحافة الرياضية المحلية وإهتمام المسؤوليين المحليين بالإقليم ليتم ترشيحه لبطولة العالم في عام 2023 والتي فاز بها أمام بطل بلچيكا في مباراة وصفها ” راتب ” بكونها أصعب مباراة خاضها ليعيد محمد حرفيا كتابة سيناريو فيلم ” النمر الأسود” في الألفية الثالثة .
وكان اللافت للأنظار في مسيرة محمد وحصده للبطولات هو إصراره على اللعب بإسم مصر والتتويج كونه بطلا مصريا على الرغم من المحاولات العديدة من قبل مدربيه ومسؤولي الإتحاد الإيطالي للعبة لجعله يتوج بإسم إيطاليا إلا أنه النمر الأسود المصري أصر على موقفه متحديا كل الإغراءات والضغوطات عليه من أجل التخلي عن موقفه إلا أنه إستمر على موقفه مفتخرا برفعه علم مصر على منصة التتويج .
والتي كان آخرها تلك البطولة الثمينة التي فاز فيها محمد بالمركز الأول والذي سلمه درعها رئيس الإتحاد الإيطالي للكيك بوكس وهو مرتديا علم مصر ليسجل أسمه بأحرف من نور في سجل أبطال اللعبة في إيطاليا والعالم ولكن بكونه مصريا .
وعن إصراره للعب بهويته المصرية وفي حوار مع الناشط المصري في إيطاليا ومنسق الإتحاد العام للمصريين بالخارج في روماإكرامي هاشم يقول محمد أنه يشعر بالفخر وهو يرفع علم مصر على منصات التتويج معتبرا نفسه سفيرا لبلده وأن ما يفعله إنما هو واجب عليه كما هو واجب على كل مصري خارج بلده أن يكون ظهيرا لبلده و ممثلا لها وداعما لها أيضا كاشفا عن أنه يعمل على حث الإيطاليين دوما على زيارة مصر والتعرف على حضارتها من أجل الترويج السياحي لمصر في ظل ما تشهده مصر من تطور في كل المجالات .
وأختتم محمد بأنه يهدي هذا الدرع وهذا الفوز لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي أهمية قصوى للمصريين في الخارج و يدعم الشباب ويعزز دورهم في ظل الجمهورية الجديدة .