الجمعة, 8 نوفمبر, 2024 , 9:18 م
ايمن العيسوي

أيمن العيسوي رئيس الجالية المصرية بروسيا: تماسك الجبهة الداخلية أحد أسباب النصر في أكتوبر العظيم

حكاية كعك العيد وتكبير المساجد وأجراس الكنائس في الساعات الأولي من حرب أكتوبر

كيف كانت أم الشهيد تتلقي التهاني في استشهاد نجلها وهو يدافع عن عرضها

حوار – خالد عبد الحميد

مصري من طراز فريد .. مهموم دائما بقضايا وطنه رغم سنوات الغربة الطويلة في دولة روسيا .

أحاديثه ولقاءاته تملأ  وسائل الإعلام إلا أنه اختص ( الوطن المصري ) بمشاركتنا احتفالات الدولة المصرية بذكري احتفالات أكتوبر العظيم هذا الحدث الذي غير مجريات الأمور ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم أجمع وهو يري الجندي المصري بإمكانياته المادية وعتاده الضعيف يواجه أعتي أجهزة ومعدات وأسلحة وينتصر عليها .. إنه الجندي المصري رمانة الميزان الذي تسلح بسلاح لا يعرفه العدو ولا أعوانه وهو سلاح الإيمان بأن الله لن يخذله وسيوفقه لتحقيق النصر .. ذلك الانتصار الذي تجلي في السادس من أكتوبر عام 1973 .. يوم الفخر واسترداد الكرامة المصرية .

التقينا بعمدة المصريين في روسيا المهندس أيمن العيسوي رئيس الجالية المصرية بروسيا الذي اختصنا بالحديث التالي :

« دائما ما أشارك بالحديث في ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة وكل مرة أتحدث فيها كأنني أتحدث لأول مرة عن هذا الإعجاز الذي تحقق في أكتوبر 73 فلم يكن يوما عاديا كبقية الأيام كما أنها لم تكن حربا عادية كبقية الحروب .

رغم أنني لم أشارك في العبور العظيم لصغر سني حيث لم يكن يتجاوز وقتها عمري الثالثة عشر إلا أنني اتذكر هذه الحرب بتفاصيلها ومعانيها .. بأحاسيسها وشعور الملايين من أبناء شعبنا العظيم .. لا زلت أتذكر هذا اليوم ولن انساه  أبدا يوم ٦ اكتوبر 10 رمضان بعد الساعة الثانية بعد الظهر شاهدت الرجال يكبرون ويهللون والنساء تطلق الزغاريد في الطرقات والمساجد تهلل وتكبر ، والكنائس تدق أجراسها دليلا علي تلاحم كل فئات الشعب ووقوفها خلف جيشها وهو يقوم بهذه المهمة الوطنية الكبيرة والتي عاد منها منتصرا بفضل الله .

سألت وقتها عن سبب التهليل والتكبير والأجراس وهي أمور غير عادية لم أعهدها من قبل في مصر، فعلمت أن الحرب بدأت  وعبرنا القناة وشاهدت الناس يهرولون فرحا فرحة لم أراها أبدا .. شاهدت مواطنين من أبناء الشعب يذهبون للتبرع بالدم للمصابين .. ما أعظم هذا الشعب .. النساء أعلنت التقشف حتي كعك العيد العادة السنوية لدي المصريين لم يفعلونها هذا العام توفيرا للنفقات والتبرع بما لديهم لدعم الجيش علي الجبهة ، كما لم تتم حالة سرقة واحدة .. الكل وقف خلف جيشنا بالدعاء أو التبرع بالدم .. كنت رغم صغر سني استمع كما يستمع الناس والفرحة تملا قلبي ومرت الأيام وانتصرت مصر عسكريا واحب أن أذكر دور الجبهة الداخلية في المعركة والتلاحم الذي كان موجودا ودعم القوات المسلحة في حربها .. كانت أم الشهيد تتلقي التهاني علي استشهاد ابنها ..  نريد أن يعود هذا التكاتف مرة أخري الآن حتي نحافظ علي مصر ، فالوطن يمر الآن بمنعطف خطير يستلزم منا جميعا الاستيقاظ والانتباه لحجم الأخطار والتحديات التي تواجهها الدولة المصرية لا سيما اذا ما علمنا أن حدود مصر جميعا ملتهبة وعلينا أن نكون منتبهين لأعلي درجة ، ليس الجيش وحده ، ولا القيادة السياسية وحدها ، ولا مؤسسات الدولة وحدها ، بل علي الجميع شعب وقيادة وجيش أن يكونوا جميعا في خندق واحد للدفاع عن مقدرات هذا الشعب وحماية أرضه وحدوده من أي تهديد محتمل .

اترك رد

%d