الجمعة, 13 سبتمبر, 2024 , 1:54 ص
الكاتب الصحفي خالد عبد الحميد رئيس تحرير الوطن المصري -نائب رئيس تحرير أخبار اليوم

خالد عبد الحميد يكتب : لماذا تدريب المدنيين في الأكاديمية العسكرية المصرية ؟

لماذا قرار تدريب المقبولبن في وظائف عامة بالأكاديمية العسكرية المصرية قبل التحاقهم بالعمل؟ .. سؤال تناقلته بعض الجروبات وصفحات الفيس بوك بعضهم يريد معرفة الحقيقة والبعض الآخر يسعي من سؤاله إلي بث الفتنة والوقيعة بين أجهزة الدولة .

وعلينا للإجابة علي هذا السؤال ( لماذا التدريب في الأكاديمية العسكرية المصرية قبل الالتحاق بالوظائف العامة ) أن نتطرق أولا إلي حال شباب مصر اليوم وما يتعرضون له من غزو ثقافي تم التخطيط له في الخارج بعناية فائقة لتحييد شباب مصر عن المعادلة وإشغاله بأمور بعيدة كل البعد عن بناء الشخصية المصرية أو المشاركة في عملية البناء والتنمية .

لقد سبق وحذرنا من أن شباب مصر يتعرض منذ عدة سنوات لحروب الجيل الرابع والخامس والتي تسعي لهدم الدولة المصرية عن طريق تدمير شبابها بالمخدرات وتغييب العقول بثقافات محرمة دوليا في بلادهم .. أردوا نشرها في بلادنا لتدمير شبابنا .

ولكننا ابتلعنا الطعم وغرقنا في ثقافات التيك توك ، والانستجرام  ، والتقليد الأعمي لكل ظاهرة هدامة ، ولا نعفي المسئولين من المسئولية .

حتي في مجال الصناعة والحرف نعيش حالة من الانهيار بعد أن سمحنا لبعض ضعاف النفوس من المسئولين ورجال الأعمال استيراد التوك توك المدمر الذي جذب إليه معظم أصحاب الحرف المهرة لتحقيق كسب سريع دون عناء ، وهجروا تماما صناعتهم التي كانت  تمثل قيمة مضافة كبيرة لمصر والمصريين .

تخريج دفعة من المتدربين بوزارة النقل من الأكاديمية العسكرية المصرية

ناهيك عن انتشار دواليب المخدرات في العديد من الأحياء الشعبية والتي استقطبت الآلاف من الشباب لسهولة تداول وبيع المواد المخدرة وجهود أجهزة وزارة الداخلية قي مواجهتها وضبط الخارجين عن القانون .

وصنف ثالث أو رابع من شبابنا الذين ينتمون إلي طبقات اجتماعية مرتفعة اتجه إلي الحفلات الماجنة التي تستبيح كل شيئ .. جنس .. مخدرات .. شذوذ.. في ظل غياب شبه كامل من الأسرة والقدوة التي انشغلت بجمع المال أكثر من تربية أولادها .

لقد تابعنا خلال الفترة القليلة الماضية أخبارا تحمل كوارث شبابية مثل قيام بنتين بإقامة حفل زواج لكلبين في الساحل الشمالي ، والقبض علي شباب لبيع لحوم الكلاب في أسوان علي أنها لحوم بلدية ، وعشرات الآلاف من الشباب الذين يتزاحمون لحضور حفلات لعدد من مرتزقة الغناء والمهرجانات وما يحدث في هذه الحفلات من ممارسات غير أخلاقية  .

مع انهيار شبه كامل للعملية التعليمية التي تم بيع طلابها في سوق النخاسة لصالح تجار التعليم والدروس الخصوصية , والسناتر التي خربت العملية التعليمية ، وأمور أخري كثيرة لا يسع المجال لذكرها ؟

هذا هو حال أكثر من 80 % من شباب مصر قادة المستقبل ، ومن العجب العجاب أن نترك كافة هذه الظواهر السلبية دون أن نلقي الضوء عليها ونركز اهتمامنا في ( لماذا تدريب الشباب المقبولين في الوظائف العامة بالأكاديمية العسكرية المصرية قبل الالتحاق بوظائفهم)

هذا ما لفت نظر البعض وأصبح مجالا للنقد والسخرية والتهكم والتطاول علي مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية .

ماذا كنتم تنتظرون وحال شبابنا يرثي له ؟ ، هل أجرمت القيادة السياسية أن أصدرت قرارات لحماية شبابنا علي الأقل المتقدمين لوظائف عامة لتدريبهم علي مكارم الأخلاق أولا ، ثم الالتزام واحترام الرؤساء في العمل .. هل أصبح النظام الذي يتم تدريب هؤلاء الشباب عليه داخل الأكاديمية العسكرية المصرية من المحرمات التي لا يجب أن يتعرض له الشباب ؟!

وهل إنقاذ شبابنا المثقف وحمايتهم من الغزو الثقافي الأجنبي الموجه أصبح جريمة تستحق كل هذا الهجوم ؟

إنني أري أن من يهاجم قرار ضرورة حصول المقبولبن في وظائف عامة علي دورة تدريبية شاملة داخل الأكاديمية العسكرية المصرية هم أدوات وتروس لجهات خارجية .. نعم لجهات خارجية هي التي وضعت خطة تدمير شباب مصر منذ سنوات .. ذلك المخطط الذي حقق نجاحا كبيرا طوال السنوات الماضية إلي أن صدر قرار حماية شبابنا المثقف من هذا الغزو بتدريبه داخل إحدي المؤسسات العسكرية الوطنية حتي ينخرط في المجتمع شابا سويا صالحا للبناء محصنا ضد كل الأفكار الهدامة التي يحاول أهل الشر بثها في أبنائنا لضرب ثروة البلاد الحقيقية .. شباب مصر .

رسالتنا لأولياء الأمور .. بصدق وأمانة .. أبنائكم في خطر .. راقبوهم .. انصحوهم .. ابعدوهم عن الأفكار الهدامة التي تهدمهم قبل أن تهدم الوطن .

مؤسساتنا العسكرية في غني عن استقبال شباب وتدريبهم لم يكن لهم رأي في قبولهم وكلنا يعلم أن الكليات والمعاهد العسكرية لا تقبل أي شباب إلا اذا كان مستوف لعدد من الشروط ، ولكن دورها الوطني وتنفيذ أوامر القيادة السياسية تجعلهم يؤدون واجبهم الوطني تجاه شباب مصر من غيرالمنتمين للمؤسسة العسكرية

تلك هي مصر ..  وهؤلاء هم خير أجنادها .

[email protected]

 

اترك رد

%d