الخميس, 4 يوليو, 2024 , 8:53 م

خبراء يناقشون تحديات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية 

الوطن المصري- وفاء الشابوري

انطلقت أمس” الأثنين ” ، فعاليات ورشة العمل العربية حول تعزيز الوعي بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في ظل التقدم في مجال التكنولوجيا العصبية” – والتي تنظمها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون والتنسيق مع الامانة العامة للجامعة العربية والمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) وذلك من خلال مكاتبها الاقليمية فى المنطقة العربية ( المكتب الاقليمى لمصر والسودان ونقطة الاتصال مع جامعة الدول العربية – والمكتب الاقليمى لليونسكو لمنطقة الخليج العربى واليمن بالدوحة ) .

فى الجلسة الافتتاحية أكدت الدكتورة نوريا سانز – المدير الاقليمى لليونسكو بمصر والسودان ونقطة اتصال اليونسكو بجامعة الدول العربية أن ورشة العمل جاءت تنفيذاً للقرار الصادر عن الجلسة رقم (56) للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك والتي انعقدت برئاسة سعادة السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة الدول العربيةالتي أقيمت في مقر جامعة الدول العربية التي نصت علي دعوة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون مع جامعة الدول العربية لعقد ورشة عمل عربية حول تعزيز الوعي بأخلاقيات إستخدام الذكاء الاصطناعي بين المطورين والمستخدمين والجمهور بشكل عام.

واضافت “سانز” أن ورشة العمل تهدف إلي تسليط الضوء على الأبعاد الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العصبية، وتوعية المشاركين بأهمية الإلتزام بالمعايير الأخلاقية في هذا المجال وتوفير منصة لتبادل الخبرات والأفكار بين المشاركين من مختلف الدول العربيةوالخبراء في هذا المجال.

أوضحت أن اليونسكو بدأت في الفترة الاخيرة الاهتمام بالذكاء الاصطناعي نظراً لأهميته الكبيرة في حياتنا اليومية حيث يدخل في جميع مناحي حياتنا وهو ما يوجب علينا جميعا توظيف هذه التقنية واستخدامها بشكل عادل وسليم مشيرة إلي وجود تتضافر للجهود بين اليونسكو و الأكاديمية و جامعة الدول العربية لتحقيق هذا كون الذكاء الاصطناعي مثله كأي تكنولوجيا من الممكن ان يكون اداة مدمرة إذا لم يستخدم بشكل صحيح لذلك نحن نستهدف من ورش العمل والمناقشات للوصول الي أفضل إستخدام لهذه التكنولوجيا.

في مستهل كلمته رحب سعادة الأستاذ الدكتور /إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية بالحضور معرباً عن سعادته بتنظيم الأكاديمية لهذا الحدث الهام بالتعاون مع فريق اليونسكو الإقليمي ، وكلية الصيدلة التي تعد إحدى ركائز مقر الأكاديمية الرئيسي بأبو قير بالإسكندرية.وأضاف ” عبد الغفار ” ان الورشة التي تعقد اليوم ذات أهمية قصوى حيث تجمع نخبة من الخبراء في مختلف المجالات معرباً عن تطلعه إلي ان تعزز الورشة حواراً قوياً حول الآثار الأخلاقية للتكنولوجيا العصبية وتطوير المبادئ التوجيهية والأطر التي ستوجه تطويرها وتطبيقها بطريقة تحافظ على كرامة الإنسان ورفاهية المجتمع مشيرآ إلى اننا نقف أيضًا على شفا ثورة تكنولوجية يمكن أن تعيد تشكيل عالمنا بطرق لا يمكن تصورها.

واشار “عبد الغفار” إلي ان التكنولوجيا العصبية، المجال المزدهر المكرس لفهم وتطويع الأعمال المعقدة للدماغ البشري، تحمل وعدًا كبيرًا للبشرية وذلك من خلال التطورات في واجهات الدماغ والحاسوب، والتصوير العصبي، والتعديل العصبي، ، وقال” نحن على أعتاب إطلاق إمكانات غير مسبوقة لعلاج الاضطرابات العصبية، وتعزيز القدرات المعرفية، وحتى توسيع حدود التجربة الإنسانية”.وأوضح رئيس الأكاديمية إن ظهور الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، وهو قدرة الآلات على أداء أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها، يقترب بسرعة، حيث يتوقع بعض الخبراء وصوله في غضون السنوات الخمس المقبلة .كما اكد “عبد الغفار “ان الأكاديمية العربية أدركت منذ فترة طويلة الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي ففي عام 2019، أنشأت أول كلية للذكاء الاصطناعي في المنطقة، وتقع في مدينة العلمين الجديدة النابضة بالحياة مشيرا الى ان هذه المؤسسة الرائدة مكرسة لرعاية الجيل القادم من خبراء وقادة الذكاء الاصطناعي، والمجهزين بالمعرفة والمهارات اللازمة للتنقل في تعقيدات هذا المجال سريع التطور.

واردف قائلاً ان كلية الذكاء الاصطناعي ب لدينا هي أكثر من مجرد مؤسسة أكاديمية ، فهي مركز للابتكار والبحث والتعاون مؤكداً سعي الأكاديمية الدائم لخلق بيئة يمكن للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلالها تجاوز حدود الذكاء الاصطناعي، واستكشاف إمكاناته لحل مشاكل العالم الحقيقي وتحسين حياة الناس في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.وفى ختام كلمته اعرب رئيس الأكاديمية عن تقديره لليونسكو على شراكتهم القيمة في تنظيم هذه الورشة. ومقدما شكره لجميع المشاركين على استعدادهم للمشاركة في هذا الحوار الهام. داعيا الجميع ان يتنهزوا هذه الفرصة لتشكيل مستقبل التكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي بطريقة تعود بالنفع على البشرية جمعاء، مع التمسك بأعلى المعايير الأخلاقية.وبدوره رحب الدكتور مصطفى رشيد مقرر هذه الورشة مساعد رئيس رئيس الأكاديمية بالحضور ، مؤكدًا أن ورشة العمل تأتي في وقت تتزايد فيه التحديات والأهمية المحورية للتكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية.وقال ” رشيد ” : “يشرفنا أن تكون ورشة عملنا قد عقدت بالتزامن مع المشاورة الإقليمية العربية حول توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات التكنولوجيا العصبية، مما يعزز أهمية هذا الحدث .

وأضاف رشيد ان :”أهمية هذه الورشة تتجلي في الحاجة الملحة لوضع إطار أخلاقي واضح لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا العصبية حيث ان الذكاء الاصطناعي الآن يلعب دورًا محوريًا في تحسين حياتنا من خلال تطبيقات متعددة في مجالات الطب والتعليم والصناعة وغيرها حيث تأتي هذه التطبيقات أيضًا مصحوبة بتحديات أخلاقية وقانونية تتطلب دراسة متأنية ومسؤولية.

ولفت إلي الهدف من تلك المناقشات الوصول
لرؤى مشتركة بشأن أفضل الممارسات واخيرًا الخروج بتوصيات عملية يمكن تطبيقها لتعزيز الإستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العصبية في مجتمعاتنا العربية.وفي النهاية أحب أن أشكر جميع المشاركين،المنظمين والداعمين لهذا الحدث الهام ، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الورشة خطوة فعالة نحو تعزيز الوعي بأخلاقيات استخدام الاصطناعية.من جانبها قالت الدكتورة أميرة سنبل ، عميد كلية الصيدلة بالمقر الرئيسي للأكاديمية: ” “نرحب بالخبراء والأساتذة والوزراء وممثلي منظمات جامعة الدول العربية من أكثر من 12 دولة وجامعة ومؤسسة حكومية مهتمة بالحوسبة والطب النفسي والحوسبة والذكاء الاصطناعي والقانون وعلم النفس والصحة”.

وأكدت ” سنبل” ان هناك مبادرات مهمة تأتي في إطار الدور المتميز والريادي الذي تقوم به الأكاديمية العربية على المستوى الإقليمي والدولي مشيرة إلي أن هذا يتضح فى أحدث تصنيفات الأكاديمية التي احتلت المرتبة الأولى في مصرفي جودة التعليم والمرتبة 84 على مستوى العالم وفقًا للتصنيف السنوي لمؤسسة التايمز للتعليم العالي للعام 2024، والذي يقيس تأثير نجاح الجامعات العالمية في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

واختتمت الدكتورة أميرة سمبل كلمتها بالشكر للمكتب الإقليمي لليونسكو على ثقتهم فى الأكاديمية العربية

من جانبه توجه مدير إدارة المنظمات والإتحادات العربية- قطاع الشؤون الإقتصادية- الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الدكتور رائد على صالح الجبوري بالشكر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، كما توجه بالشكر للمشاركين والمتحدثين الذين أبدوا حرصهم على إثراء أعمال هذه الورشة بمداخلاتهم المختلفة.

 

اترك رد

%d