بقلم – خالد عبد الحميد
هل ينام الرئيس السيسي ؟ سؤال قد يعتبره البعض في غير محله ، وقد يذهب البعض الأخر بمخيلته إلي أنه مجرد سؤال ترفيهي .. ولكن الإجابة أشمل وأعمق وأدق من كل ما قد يتبادر إلي ذهن أولئك وهؤلاء .
الإجابة تحمل في طياتها ردودا شارحة لما يعانيه الرجل الأول في مصر والمسئول عن أمن وحياة أكثر من 105 ملايين مواطن يعيشون علي أرض الكنانة .
الرجل الأول في مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي يتعرض لضغوط هائلة يغفل عنها الكثير من أبناء الشعب .
أول هذه الضغوط وأهمها الشارع المصري الذي تتحكم في مزاجه العام وسائل التواصل الاجتماعي وما تبثه من أخبار يفتقد بعضها للموضوعية ، والبعض الآخر أخبار كاذبة تبث سموم للنيل من أمن واستقرار البلاد وربما لتنفيذ أجندة أجنبية معدة في الخارج .
وأصبحت الأسواق تعج بالأحاديث عن الغلاء والأسعار والفساد ، وعلي الرغم من وجود تلك المعاناة لأسباب مختلفة الا أن هناك من يتاجر بالموقف لتأليب الشعب علي حكومته وتحقيق المستهدف وهو إشعال الجبهة الداخلية في مصر .
وهذه الأصوات معظمها لا يعمل ولا ينتج .. تركوا حرفتهم ومهنتهم الأصلية مفضلين قيادة التوك توك والميكروباصات واستهداف الركاب بأحاديث النميمة وتشويه كل انجاز تقوم به الدولة .
لقد غفل هؤلاء وربما عن عمد كم الإغراءات والضغوطات التي يتعرض لها الرجل الأول في مصر للتنازل عن قطعة من أرض سيناء لتوطين الفلسطينيين فيها والقضاء علي القضية الفلسطينية مقابل عشرات المليارات من الدولارات ( لسد بقنا ) وإنهاء كل الأزمات الإقتصادية وتوفير كافة مستلزمات الشعب .. فهل يقبل الشعب بمبدأ ( الطعام مقابل الأرض) ؟!
وثاني الضغوطات التي يتعرض لها الرئيس عبد الفتاح السيسي ما يحدث من إستعراضات قوة في المتوسط ، والأحمر ، بأكبر حاملات الطائرات والأساطيل ، وتلميحات بإغلاق قناة السويس ، وتوقف مشروعات شرق القناة ، ومؤامرة السابع من أكتوبر ، لفرض صفقة القرن ، وصمت دول عربية كجزء منها ، في الوقت الذي تعج فيه بلدان عربية بقواعد عسكرية أمريكية نشطة حاليا على غير العادة ، والسيسى لا يزال يرفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر ، وأعتقاد ( شخصى ) .. ، أن الأمر بعد زيارة بلينكن مؤخرا ، يأتي في إطار وجود تهديدات أمريكية وإسرائيلبة صريحة ، أو مقنعة باقنعة لن تستمر طويلا وستنكشف ، وهو تحد كبير تتعرض له القيادة السياسية في مصر .
وثالث هذه التحديات اليقين ، بأننا نواجه بمفردنا هذا المأزق وتلك المؤامرة التي تستهدف بلادنا ، بين داخل لا هم له سوا ( بطنه )، وعرب صامتين قد تكشف الأيام أنهم جزء من المؤامرة ، وتداعى استعماري دولى لا يعرف قيما ولا مبادئ ، بدليل ما يحدث من مجازر فى غزة ، ورفضهم وقف إطلاق النار الهمجي ، ولا مانع لديهم أن يتكرر هذا المشهد، فى القاهرة ، أوالاسكندرية ، أوبورسعيد ، حتى أسوان ، بأي حجة يختلقونها ، وبالتالى ، هي مشكلتنا نحن فقط .
هناك من يدفع مصر دفعا للدخول في حرب يسعون من وراءها ، إلي تدمير جيش مصر القوي ، وهو الجيش الوحيد الباقي بعد تدمير سوريا وجيشها ، والعراق وجيشه ، والسودان وجيشها الذي لا يزال يتقاتل ، وتدمير ليبيا وجيشها ، من أجل عيون الولاية رقم 51 .
السيناريوهات والمخططات التي تستهدف الدولة المصرية واضحة وضوح الشمس ، هل سنقول والله زمان يا سلاحى وننتظر حربا تفرض علينا ؟ أم نقبل بما يريدونه لنا ؟
هناك الكثير الذى لا نعرفه فى الغرف المغلقة ، ونرجو الا يدعى أحد معرفته .
هل سنقف خلف الرئيس السيسى ليختار ما يراه في صالح مصر ، ونحن من إنتخبناه لمستقبلنا لولاية لم تبدأ بعد ؟ أم سنمارس المزيد من الضغوط عليه بدلا من دعمه والوقوف معه لمواجهة تلك المؤامرة ؟
والوقوف خلف الرئيس ودعمه لا يكون بالشعارات ، ولكن بأن يؤدى كل منا عمله علي الوجه الأكمل ، وأن نغلق أفواهنا ونعتزل افتكاساتنا وتحليلاتنا الخزعبلية ، ونترك له القرار ، مع ضرورة مواجهة لوبي الضغط الداخلى علي الرئيس .
والآن نعود لسؤالنا فى البداية ، هل ينام السيسى مثلنا ، وهو يحمل أمانة هذا البلد فى عنقه ؟ هو ومجلس الأمن القومى ، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة ، يتحملون الآن مسئولية رهيبة يتوقف عليها مستقبل وطن .
طبول الحرب تدق على كامل حدودنا من الجهات الأربع .. وعلينا أن نستيقظ من سباتنا وننتبه
.. علينا أن نتوحد خلف قيادتنا وجيشنا المحفوظ بأمر الله ، علينا أن نكون كلنا هذا الرجل الذي لا ينام لتحيا مصر.