إشكالية الدولة المصرية في حرب غزة وسبب الهجوم المضلل عليها هو أنها تحترم القوانين الدولية …وهي الوحيدة التي تحمل آخر أغصان السلام الخضراء في يديها والي حين ، كما أنها دولة تمتلك حس وهامش مناورة كبير من الخداع الاستراتيجي …
فمصر هي الدولة الوحيدة التي تحمل ورقة بصيغة قانونية معترف بها وهي ورقة ( كامب ديفيد) … ولو أسقطتها مصر تماما من يديها سيعني هذا الحرب
ومتي ؟!!
متي كانت مصر دولة لا ترعي سوي السلام ووقف إطلاق النيران حتي ولو كان بصيغة هدنة إنسانية …؟!!!
ومتي كانت مصر دولة لا تجيد الحرب بقدر ما تجيد السلام …؟!!!
لكن الدولة المصرية لا تعتمد علي التهويل الاعلامي لكنها تعمل في صمت بقدر ما تمتلك أجهزة أمن سياسي ومعلومات قوية وذكية وحديثة
فقولا واحدا
أجهزة مصر السيادية أو الدولة المصرية العميقة كان لها موقف وصوت واضح في رفض مخطط ( التهجير الجبري)
وحكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو هي حكومة دموية لكنها ليست محترفة
فنتنياهو من هواة الحروب و لا يعرف سوي قتل وابادة الأطفال والنساء
وحكومة اليمين تراهن مع الجيش المصري إستراتيجيا بإختراق الخطوط الحمراء في محور فيلادلفيا وتعميق العمليات في ( خان يونس ) بحوالي ( ١٦٠٠٠ الف جندي إسرائيلي أي (أربعة كتائب نخبة) لتوسيع العمليات علي ( خط خان يونس / رفح ) وغم خسائر جيش الاحتلال وصمود المقاومة .
المخابرات الإسرائيلية عبر جهاز الأمن والمخابرات العامة (الشين بيت) تعرف جيدا عجز جيش الاحتلال الاستخباراتي والميداني واللوجيستي ، والدولة العميقة العبرية لا تريد الصدام مع جيش مصر واختبار الصبر المصري الاستراتيجي …. !!!
- ••
وفي زيارة وفد تنظيم ( الجهاد الإسلامي) الي القاهرة تم التفاوض لساعتين حول ( هدنة جديدة ) لوقف إطلاق النار مقابل تسليم ( ٤٠ رهينة )من آسري إسرائيل لدي الفصائل الفلسطينية
والقاهرة تريد الحفاظ علي تموضعها المتقدم وحتي المنطقة ( ج ) لأن الأمر الواقع فرض علي البيدق المصري بالتقدم رغم كامب ديفيد كتحرك تكتيكي متقدم ضد ورقة التهجير الجبري
- ••
وحتي تكون الأمور واضحة
صقور حورس تعرف جيدا كيف يفكر جيش الاحتلال وكيف يفكر جالنت والذي نصق بإسم المنطقة ( ج ) بالتحديد في سيناء
أجهزة مصر تعلم جيدا أن ملف ( التهجير الجبري ) ونقل الفلسطينيين جبرا بإتجاه الحدود المصرية في استهداف لعزل المنطقة ( ج ) حسب بنود كامب ديفيد سيناريو لجيش الاحتلال الصهيوني حتي لا يستطيع جيش مصر صد أي تهجير جبري بتقدمه علي البيدق وتجاوزه الواقعي لكامب ديفيد
- ••
إذن
أعلام تل أبيب يطلب التنفيذ الحرفي لكامب ديفيد بينما جيش الاحتلال يخترق محور ( فيلادلفيا)
مصر قانونا لا يمكن أن تحارب من أجل اختراق فيلادلفيا لأن اتفاق ( فك الارتباط) في عهد شارون كان من طرف واحد …..!!!!!
ويمكن لإسرائيل الرجوع فيه من طرف واحد واحتلال محور فيلادلفيا لأن اتفاق فك الارتباط كان مجرد ملحق لكامب ديفيد ليس له علاقة بالاتفاقية
الدولة العميقة العبرية تريد إرجاع الموقف المصري والحياد الاستراتيجي الأمريكي لكي لا تصطدم بجيش مصر
- ••
وكل هذا لا ينفي بل يؤكد أن الموقف في قمة الخطر ….
السنوار
رفض اتفاق الهدنة أي أن ( قيادة الانفاق ) رفضت التفاوض تحت قصف النيران
والسنوار لم ينتقد( حزب الله ) بل طلب من كل الفصائل انتظار الاشارة أي أنه يعتمد فقط علي مقاومة الانفاق
السنوار كقائد تنظيم عسكري رفض الهدنة لكن القاهرة كدولة تحاول وقف خط النار الذي يمكن أن يشتعل في اي لحظة …….!!!!
إذن فمن ينتقد الدور المصري لا يفهم أو لا يستطيع أن يفهم خطورة ما يدور في الكواليس
تحيا مصر
يحيا الجيش المصري