الإثنين, 29 أبريل, 2024 , 9:08 م
المدينة المنورة

خالد عبد الحميد يكتب: «مدينة» الرسول .. ومدن أصحاب الجلالة والفخامة والسلاطين

ليس من المعتاد أن نبدأ افتتاحية مقال بسؤال .. ولكن للضرورة أحكام ، خاصة إذا كان السؤال يمثل صلب المقال :

لماذا سميت «المدينة المنورة» بهذا الإسم وما هو أسباب إلغاء اسم «يثرب» ؟ والإحابة هنا نرجعها لأصلها .. وأصلها هنا هو رسول الله صلي الله عليه وسلم ، حيث كانت «المدينة» قبل الهجرة تسمي بـ «يثرب» وعندما وصل رسول الله صلي الله عليه وسلم إليها لم يعجبه هذا الإسم بإعتبار أن معني كلمة يثرب أنها من التثريب، وهو التوبيخ والملامة وكان الرسول يكره هذا الإسم فقرر تغييره إلي اسم أخر .. وهنا تتجلي كل المعاني والقيم الإنسانية لا سيما وأنت تختار إسم لأول كيان في الدولة الإسلامية .. هنا اختار الرسول اسم « المدينة » لتنطلق منها الدولة الإسلامية إلي مشارق الأرض ومغاربها .

الكاتب الصحفي خالد عبد الحميد

وعلينا أن نتوقف هنا وأمام هذا الإسم لنشرح معناه ومغزاه والهدف منه .. لقد اختار رسول الله صلي الله عليه وسلم إسم «المدينة» لتكون بديلا عن يثرب لأنها جاءت في وقت كان يعيش فيه العرب حياة جاهلية وعشوائية .. حياة كانت تفتقد للترتيب والتنظيم واحترام الآخر .. حياة كانت تهين النساء ويأكل فيها القوي الضعيف .. حياة يضيع فيها الحق ويعلو الباطل ، وبطبيعة الحال ولأن الدين الإسلامي ودستوره القرآن جاء لينهي هذه الحقبة الظلامية ، فقد حرم كل هذا الأمور ، فكانت ( المدينة ) إيذانا ببداية عهد انساني جديد مع بداية الدولة الإسلامية ليتم ترسيخ عدة مبادئ اجتماعية نفتقدها اليوم في مجتمعاتنا الإسلامية رغم الحداثة والتقدمية التي نزعم أننا نعيشها .

قرر الرسول أن يطلق علي (يثرب) اسم (المدينة) لأنه أراد أن يبدأ المسلمون حياة نظامية مرتبة ومنظمة بعيدا عن العشوائية .

 حياة مدنية تقوم علي مبدأ احترام الآخر .

 حياة يوقر فيها صغيرنا كبيرنا ، يرحم فيها كبيرنا صغيرنا .

حياة تعيد للمرأة كرامتها وحريتها وتمنحها حقوقها المسلوبة .

 حياة عنوانها العدل ورد الحقوق لأصحابها ..

حياة مدنية تقوم علي المساواة وأن يحفظ الجار حرمة جاره .

حياة تطلق فيها الحريات المسئولة .. تحترم الرأي والرأي الآخر .. إلي أخر مظاهر ومبادئ وأخلاقيات الدولة المدنية .

وبالفعل تم تطبيق هذه المبادئ والأخلاقيات في مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي أنه وبعد وفاة الرسول وفي عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه تم إسناد منصب قاضي المسلمين إلي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي ظل قاضيا لمدة عام كامل ، طلب بعدها من الخليفة إعفائه من منصبه .. لماذا يا عمر ؟ لأنه لم يتلقي طيلة عاما كاملا شكوي واحدة من أي مسلم ضد أخيه المسلم.. وهنا تتجلي عظمة الدولة المدنية الإسلامية التي رسخ مبادئها القائد والمعلم محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم .. الكل علم ما عليه من واجبات فقام بها ، وعلم ما له من حقوق فطلبها بإحسان .

أما الآن ..

 وهنا تبدأ الجراح، فنموزج الدولة المدنية التي تطبقها البلاد الإسلامية بعيدة تماما عن دولة رسول الله المدنية .

البلاد الإسلامية الآن – إلا من رحم ربي – لا تطبق مدنية رسول الله ، بل علمانية العصر الحديث ، وأصبح مفهوم الدولة المدنية الآن لدي مفكري العصر الحديث هي( العلمانية ) والتي لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون مرادفا لكلمة ( المدنية ) ، بل نكاد نجزم أن العلمانية مضاد لكلمة المدنية ، فالعلمانية تنحي الدين جانبا وتفرغه من مضمونه ومبادئه وأخلاقه .. العلمانية تغلب لغة العقل والمنطق حتي في الأمور العقائدية والروحية ، لا سيما أننا نؤمن بالله ربا ولم نراه ، ونؤمن بمحمد رسول الله وأجيالنا لم تراه وهذا يتناقض مع مبادئ العلمانية التي تعتمد علي الحسية ولا تعترف بالروحانية .

مدن المسلمين الآن تشجع علي نشر الرزيلة وتدعم التعدي علي ثوابت الدين الإسلامي .

 مدنية المسلمين الآن تشجع علي العري والغناء الماجن وتدعم السفهاء في الغناء وغير الغناء .

 مدنية المسلمين الآن تكتظ محاكمها بمئات الآلاف من القضايا التي تنتظر أحكاما بالسنوات ليحصل أصحاب الحقوق علي حقوقهم المسلوبة ، وعدد كبير منهم يصاب باليأس نتيجة للعدالة الغائبة أو المتراخية أو البطيئة .. قل عليها ما شئت أن تقول ، والقول الأصح هو أنها لست بعدالة اذا ما قارناها بـ (عدالة عمر) .

خلاصة القول أننا أصبحنا تحت تأثير ( تقدمية الغرب الزائفة ) التي صدروها إلينا فأخذنا أسوأ ما فيها ( وهو المطلوب ) لضرب العقيدة وتفتيت المسلمين حتي يصبحون غثاءا كغثاء السيل وهو ما تحقق الآن .. الأمة الإسلامية تتخطي في عددها المليار ونصف المليار مسلم لديهم كل مقومات النجاح اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا ولكنهم اتفقوا علي ألا يتفقوا ، بل واشتد الصراع بينهم إلي الحد الذي اريقت فيه دماء مسلمة علي أيدي مسلمة .

تلك هي مدنيتهم ( الكاذبة) التي يتشدقون بها لا لشيئ سوي لضرب العقيدة الإسلامية وأخلاقيات وقوانين الدولة الإسلامية التي سنها وأرسي قواعدها رسول الإنسانية محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين .

فرق كبير بين مدنية الدولة الإسلامية في عهد الرسول والصحابة ومدنية الدول الإسلامية في عهد أصحاب الجلالة والفخامة والسلاطين .

كل عام وأنتم بخير بمناسبة بدء عام هجري جديد أعاده الله علي الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات .  

       القرآن الكريم دستور المسلمين

الساحل وبلاويه واللي بيجري فيه تحت ستار الحرية والتقدمية

هؤلاء.. قدوة شباب أمة محمد

فن هابط يضرب بكل القيم الإسلامية والاجتماعية عرض الحائط

في تركيا .. إهانة أدمية الإنسان المسلم

نظام الملالي في إيران ينصب المشانق للأحواز العرب في الشوارع

حرق القرآن الكريم .. عرض مستمر .. والمسلمون في ثبات وتقاعس عن أي ردة فعل

حفلات الخليج العربي الماجنة

اترك رد

%d