مصر والجزائر رقم صعب في معادلة الحياد العربي للحرب الروسية الاوكرانية
بوتين يري في محور القاهرة/ الجزائر واحد من أهم ملامح العالم الجديد متعدد الأقطاب
تنسيق مصري جزائري لسد ثغرة من أهم ثغرات الأمن القومي العربي
الصور المصرية لن تترك الملف الفلسطيني ولا الشأن الليبي لأي عبث تركي أو إسرائيلي
القيادة المصرية في الجزائر لحضور القمة العربية لدعم آليات العمل العربي المشترك حسب تصريحات الرئاسة المصرية
الدولة المصرية تعلم جيدا أن قمة التعبير عن ذاتيتها الوطنية يكون بالانصهار والصهر لمحيطها الإقليمي
مصر لها قدر جيوسياسي آبدي هو أن تبقي تدور علي نفسها ولا تدور حول فلك شرقي ولا غربي بل يدور حولها الكل
هذه مدارات الحركة السياسية القدرية للمحروسة
فهي محكوم عليها بدفع ضريبة الأنا الوطنية المصرية التاريخية المتفردة مقابل ” لم الشمل” …وهو الشعار السياسي للقمة … لكن …
لماذا حضرت القيادة المصرية …؟!
وهل القمة قمة عادية أم استثنائية بكل المقاييس …؟!!!
ففي ظل التغيرات العالمية الحَدية من عالم أحادي القطب إلي عالم متعدد الأقطاب
سيتم فيه الصراع من جديد داخل غابة السياسة الدولية علي حصص توزيع الإقتصاد والسلاح والتكنولوجيا والثروة المعدنية …
وفي ظل الصراع الحدي أيضا في مناسيب السرعة بين مبادرة السلام العربية بالرياض ومبدأ الأرض مقابل السلام وبين الاتفاقات الابراهيمية ومبدأ السلام مقابل السلام
ومصر والجزائر رقم صعب في معادلة الحياد العربي للحرب الروسية الاوكرانية ورفض العقوبات والحظر الجوي الجيوسياسي علي روسيا
ورقم صعب أيضا في إستراتيجية السلام العربية والامن القومي العربي
بوتين يري في محور القاهرة/ الجزائر
واحد من أهم ملامح العالم الجديد متعدد الأقطاب لا يكون فيه احتكارا في التكنولوجيا العسكرية لدولة واحدة عظمي
القيصر وعد بعالم تكون فيه حرية تبادل التكنولوجيا العسكرية واحدة من أهم صفاته ….
ولذا كان شينقريحة وزير الدفاع الجزائري في معرض أديكس القاهرة للصناعات العسكرية وقت إعلان الدولة المصرية عن أول تصنيع محلي للصلب العسكري
وما خفي كان أعظم من تعاون عسكري روسي مصري جزائري يقلق تل أبيب
لذا كانت مكالمة الرئيس بوتين الخطيرة الساعة السادسة وعشر حسب مواقع استخباراتية فرنسية فارقة في حضور القمة ……!!!
•••
الرئيس السيسي يوجه رسالة للداخل بأنه ليس قلقاً بسفره للجزائر وحضور القمة ويضع أولويات الأمن القومي المصري والعربي فوق أي حسابات أخري
•••
فبعد القطيعة والتطور الاستثنائي في العلاقات الإستخباراتية المصرية التركية وتوقف قنوات الاتصال السري وتصريحات الوزير سامح شكري لقناة العربية
أصبح حضور القمة أمرا حتميا للرئيس لدواعي الأمن القومي المصري
وأولا في ليبيا ولأن مصر لا تلعب النرد
الوزير سامح شكري كان قد أخذ ضمانات كافية قبل حضور الرئيس للقمة
أولا حول سد النهضة
وثانيا حول التنسيق بخصوص الشأن الليبي
فلا يمكن أن تخسر مصر الجزائر طالما الأتراك لا يريدون خيرا في غرب ليبيا
لا يمكن أن تخسر مصر الاثنان في ليبيا -تركيا والجزائر معا
وطالما طائرات F16 التركية تطير فوق الواطية في ليبيا
وطالما تركيا تصر علي دعم حكومة طرابلس وعدم العمل علي تأليف حكومة ليبية وطنية تضم جميع فصائل الشعب الليبي
إذن قتركيا خصم جيوسياسي لمصر في ليبيا
فقد كان رصد تدريب طيارين ليبيين الان في غرب ليبيا من خبراء أتراك
ورصد الطائرات التركية بدون طيار ” البيراقدار ” خط أحمر للمخابرات المصرية
وإقتراب مصر من الجزائر وتونس داخل حساب مثلثات التحالف السياسية المصرية من أجل التوازن واجهاض أي حرب متوقعة بعد القطيعة
فاليونان تريد حربا مصرية تركية برعاية أمريكا المنشغلة بالوجود الروسي داخل سوريا كأولوية وتقسيم شرق المتوسط بينهما
لذا فالفراغ الأمريكي في غرب المتوسط والذي تحاول تركيا ملئه يتم التنسيق المصري الجزائري حوله لسد ثغرة من أهم ثغرات الأمن القومي العربي
الحرب التركية المصرية مستبعدة لكن أي قلق في الداخل المصري يمكن جدا إن يشعلها
•••
ومن أجل الأمن الغذائي وتصريح الرئيس الاوكراني زلينسكي الأخير في الكينيست الإسرائيلي
حين ذكر بالإسم أن مصر والجزائر هما أكثر دول العالم اللاتي ستتضررا من نقص القمح ومعاناة الجوع
زيلنسكي كان يعبر بصهيونيته عن الهدف البعيد من الحرب ………..
فكم يفزع محور القاهرة/ الجزائر إسرائيل وخاصة داخل المعادلة الرئيسية لمثلث التحالف الروسي المصري الجزائري وخاصة ملف التصنيع و التسليح العسكري
بوتين صرح من قبل أن إتفاقية القمح تستفيد منها الدول الغنية وليس الفقيرة
فأكثر السفن ذهبت بالقمح لإسرائيل وبعدها أمريكا ثم ألمانيا وبريطانيا
والقيادة المصرية تناقش مع تبون الأمر برؤية بعيدة المدي وما خفي كان أعظم
وخاصة أن هذه القمة الاستثنائية توازت مع الانتخابات الإسرائيلية
فحضور مصر كأكبر دولة عربية وحضور الرئيس شخصيا كان له دورا بارزا في تجديد العهد والتمسك بالثوابت والقيم العربية
والتمسك بالمبادرة العربية بالرياض ومبدأ الأرض مقابل السلام أمام مبدأ الاتفاقات الابراهيمية وهو السلام مقابل السلام لتأكيد ما قاله الوزير شكري سابقا في قمة النقب بأن مصر لا تعقد تحالفات مع إسرائيل
•••
فالحضور الرسمي الكامل لمصر وزن معاكس للاتفاقات الابراهيمية واجهاض لمشروعها وهو الدين والتحالف الإبراهيمي الجديد
فبعد تصعيد الوزير الأول الإسرائيلي لبيد في الضفة وبعد إشارات ومهاترات الانتخابات الإسرائيلية ….
أرادت الدولة المصرية أن ترد بطريقتها ردا استراتيجيا بتكتيك الحضور الشخصي علي إستفزازات قادة تل أبيب في الإنتخابات الحالية
فالمخابرات العامة المصرية لن تترك الملف الفلسطيني ولا حماس ولا الضفة ولا الشأن الليبي لأي عبث تركي أو إسرائيلي
والاهتمام بالجزائر وإرضاء الرئيس تبون وعي وحس مخابراتي وسياسي عالي بهذا الملف
ففي الوقت الذي يزور فيه لبيد رئيس الوزراء الإسرائيلي قبر ابيه في جولته الانتخابية ليؤكد علي حفظه لوصية أبيه حول الحق الإسرائيلي
وفي الوقت الذي يبني فيه نتنياهو حملته الانتخابية علي وعده بإلحاق السعودية بالاتفاقيات الابراهيمية كانت القمة العربية بحضور مصر نقدا لاجتماع النقب
وتأكيدا علي الحق العربي وعلي مبادرة المملكة السعودية للسلام ومبدأ الحرب أو الأرض مقابل السلام
كل تلك هي إشارات القيادة المصرية للأقليم وللداخل بحضور قمة الجزائر
ولقد كانت المكالمة الهاتفية من الرئيس بوتين في السادسة وعشر دقايق أيضا حاسمة
وانتهي الكلام