قائد الكتيبة 16 التي لقنت العدو درسا في فنون القتال ..
طنطاوى : «كان همي مرجّعش ولا فرد من الإسرائيليين اللي جم للموقع عايش»
كتب – خالد عبد الحميد
لم يتوان يوما في الدفاع عن وطنه ظل مخلصاً له منذ أن كان ضابطاً صغيراً برتبة ملازم إلي أن وصل إلى رتبة المشير وهي أعلي الرتب العسكرية المصرية علي الإطلاق .
كانت له صولات وجولات في حرب أكتوبر المجيدة حتي تحقق النصر من عند الله ، كما كانت حكمته ورجاحة عقله وإخلاصه في حب الوطن والحفاظ عليه السبب الرئيسي في حماية الدولة المصرية والحفاظ عليها من الإنهيار في 2011 .
إنه البطل والقائد الراحل المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الأسبق والذي مرت علينا منذ أيام قليلة الذكرى الأولي لرحيله .. رحل آمناً مطمئناً علي مصر وشعبها بعد أن سلم الراية لإبن مصر البار القائد والزعيم المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية .
تاريخ طويل للمشير طنطاوى قضاه علي الجبهة مدافعا صلبا عن مصر حيث شارك في أربعة حروب دخلتها مصر ضد إسرائيل، فكان أحد أبطال حرب 1956، وشارك فى حرب 1967، وبعدها فى حرب الاستنزاف، وأكد دومًا أن حرب الاستنزاف كانت فترة زاهرة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث كان الجيش يقاتل ويستعد ويعيد بناء القوات فى نفس الوقت فقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس، كما منحت الشعب الثقة فى الجيش.
وليس من الإنصاف أن نحتفل بذكرى حرب أكتوبر المجيدة ولا نذكر هذا الرجل وما قدمه من تضحيات من أجل مصر .
نتذكر ما رواه الراحل المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، عن دور الكتيبة 16 مشاة التي كان يتولى مسؤوليتها في حرب أكتوبر المجيدة، مشيرا إلى أنّها من أول الكتائب التي عبرت قناة السويس، وحتى قبل العبور عبر عناصر «اقتناص الدبابات»، وهي من العناصر الرئيسية التي رفعت علم مصر قبل عبور «القوات الرئيسية».
واستشهد المشير طنطاوي في فيديو له أذاعته القوات المسلحة حين كان برتبة «عميد» بعد الحرب، بكتاب «عيد الغفران»، مشيرا إلى أنّه على بضعة كيلو مترات من قناة السويس كانت هناك معركة دائرة داخل «المزرعة الصينية» وهي موقع شرق مدينة الإسماعيلية، حيث تعثرت القوة الإسرائيلية بعد 48 ساعة من مهاجمة الموقع، لتدفع بعناصر مشاة ومظليين.
وتابع «طنطاوي»، أنّ القائد الإسرائيلي ذكر في الكتاب أنّهم قالوا إنّ وحدته تضم تحصينات مضادة للدبابات وتعيق تنفيذ مهمتهم، وتقدمت ليلا حتى بضع مئات من الأمتار، إلا أنّ وابلا من الرصاص كان في استقبالهم، والمعركة احتدمت طوال الليل، موضحا أنّ إخلاء الجرحى استمر طوال الليل، حتى أنّ فرق الإغاثة القادمة لهم تعرضت لخسائر، وعملوا على إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر إرسال قوة مدرعة لإخلاء من تبقى على قيد الحياة.
ولفت إلى أنّه لم يكن قد نام لمدة 48 ساعة، ليذهب للنوم قبل هجوم القوات الإسرائيلية، وعقب رؤية العناصر في أجهزة الرؤية الليلية وهي تحاول عبور الألغام.
وقد تجلى ذكاء وتخطيط طنطاوى عندما هاجمته مدرعات العدو.. عندها لم يكشف الرجل أوراقه، وقرر التحلى بالصبر، وكتم أنفاسه حتى آخر لحظة وحبس نيران مدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على الطبيعة، وفى اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته.. انطلق رجال كتيبته على مدرعات ومجنزرات العدو، فجعلوها أثراً بعد عين، وقد فشل هجوم العدو فى الوصول للقناة، وأخذ يبحث عن مكان آخر بعيداً عن رجال الفرقة 16 مشاة التى كان يقودها العميد عبد رب النبى حافظ والكتيبة 16 مشاة التى كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى.
أما فرقتا شارون وآدن اللتان قامتا بالمجهود الرئيسى فى إحداث الثغرة ففقدتا أكثر من 500 جندى، بالإضافة إلى قتل ضباط الصفين الأول والثانى من قادة الألوية والسرايا، وهو ما اعترف به قادة إسرائيل فيما بعد، مؤكدين علي شراسة معارك الثغرة لم تحدث فى تاريخ الحروب بعد تلاحم المدرعات المصرية والإسرائيلية، وحرق المئات من العربات المدرعة والمجنزرات”.
وأوضح طنطاوى أنّ المواجهة استمرت على مدار ساعتين ونصف الساعة، ومن حسن حظ القوات الإسرائيلية أنّ الضباب ظهر نهارا ليجعل تركيز النيران ليس بالكفاءة الكافية، ما مكنهم من سحب خسائر وبعض من تبقى على قيد الحياة، مضيفا: «كان همي مرجّعش ولا فرد من الإسرائيليين اللي جم للموقع عايش».
وأشار إلى أنّ الكتيبة التي تولي قيادتها لم تتكبد أي خسائر سوى شهيد واحد أثناء عبور قناة السويس.