بقلم- دعاء زكريا
وكأن فيروس كورونا جاء كلهيب الحق فأذاب من على وجوه البعض أقنعة الرحمة الزائفة التى كانوا يخدعون بها المحيطين بهم سواء على مستوى حياتهم العائلية أو على مستوى حياتهم العملية لنفاجئ بكم الدونية والقبح الذى وقر بنفوسهم والتى يخجل الشيطان أمامها لأنه لم يستطع أن يصل لهذه الدرجة من الوضاعة والخسة والجحود
فكلما تابعت شريط الاخبار على وسائل التواصل الاجتماعي اصابتنى حالة من الغثيان من كم جرائم التنمر التى يتعرض لها أبناء المجتمع الواحد على يد بعضهم البعض وخاصة الفتيات مثل قضية الفتاة بسنت وغيرها والتي وصلت من التحرش كفتاة المنصورة بسبب ملابسها إلى جرائم القتل مثل نيرة وسلمى وأماني تلك الجرائم التي توالت وكأن الجريمة الأولى بهذا الشكل الذى لم نعتاده في المجتمع المصري كانت أشارة البدء لكل مجرم أو معاق نفسيا لينهج نفس الطريق والذى لم تكن نهايته فقط ضياع الفتاة والشاب بل تدمير لأسرهم بالكامل
فكيف بالله شباب اليوم يفكرون؟ مهما كانت الأسباب بهذا الشكل أليس حرام عليهم أبائهم بعد سنوات طويلة من إنتظار حصاد حبهم وأعمارهم التي أفنوها لراحتهم وبناء مستقبلهم إلقائهم في هذه البوتقة الجهنمية وتعريضهم لهذا العذاب والحسرة والألم حتى أن بعضهم أصابته الجلطة والبعض ضربه الإحتضار حزنا على فلذة أكبادهم كيف لهذا الإنسان الذى نما على صدر أمه وبين أحضان أبيه أن يتحول لنصل مسموم يغرسه الشيطان بقسوة فى قلوب لم تعرف سوى حبه فقط دون إنتظار مقابل لقد أحرق بيديه بركة حياته فى لحظة توقفت فيها عقارب ساعة رحمته على الأرض
ويستحضرني في هذا المقال كلمة قالها الدكتور رمضان الحضري عندما خاطب الشباب الذين يتعرضون بالأذي لأي فتاة أن من يعتدون على أعراض النساء إنما يعتدون علي أعراضهم وهم لايدركون ويذكرني هذا القول ايضا بحادثة لا تنسي فهي ليست ببعيدة قام فيها زوج شاب بتأجير عاملاً لديه في المحل ليذهب الي بيته ويفضح زوجته من أجل أن يطلقها بدون أن تحصل على حقوقها المادية فتقتل زوجته وأم أبنه الرضيع على يد هذا العامل المجرم كيف أمنت على حياتها معه؟ وسلمته مفتاح عرضها ليخون الأمانة بهذا الشكل الوحشى تلك الامانة التى منحها الله إياه والميثاق الغليظ الذى كتبه الخالق بينهما
كيف وصل شباب اليوم إلى هذه المرحلة ؟
لم ألقى هذا التساؤل لأحمل شبابنا كامل المسئولية فهذا قد يكون ظلم بين لهم ولكن لأوضح حقيقة غائبة عن البعض لقد فقد هؤلاء الشباب البوصلة والقدوة الحسنة لقد اختلطت أمام أعينهم القيم والأخلاق للأسف على ايدى آبائهم الذين كانوا من المفترض فيهم ان يكونوا قدوتهم فى هذه الحياة فلم يجدوا سوى الكذب والتفريط فى الضمير وغياب الرقابة والوعظ الدينى الصحيح
حتى أن وصف انسان بالطيبه في وقتنا هذا أصبح مرادف لكلمة( عبيط) هكذا لم يجد الشباب أنفسهم إلا فى شبكة الإنترنت لتكون هى دليلهم وقدوتهم لتتباين القيم والعادات والتقاليد الإجتماعية فيختار كل منهم الدرب الذى يريده ليكمل فيه طريقه بدون أى غطاء من الوعى بمعتقداته وقيمه
هكذا أهتم الأباء بالصراع على لقمة العيش تاركين أبنائهم فى مهب رياح الغربة ليسقطوا فى براثن الشيطان ضحايا ومجرمين ثم نعود ونلقى التهم عليهم دون التفكير فى الأسباب ومحاولة علاجها
يا ليتنا الأن ونحن فى ظل تلك الأزمة وليس لنا غير الله لنلجأ إليه أن نستعين بشريعته وناموسه لنعيد حساباتنا مرة أخرى ونرتب أولويات حياتنا اليومية وحياة أولادنا والعودة لغرس القيم الجميلة والأصيلة والأخلاق الحميدة فى نفوسهم حتى نجنى ثمار الحب فى قلوبهم