الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 3:45 م
ماجد فهمي

30 يونيو .. الثورة الأم في تاريخ مصر

 

بقلم – الخبير المصرفى ماجد فهمى

 

أيام قليلة وتمر علينا ذكرى غالية على كل المصريين وهي ذكري ٣٠ يونيو – ذلك التاريخ الهام جدا فى حياة مصر والمصريين ، التاريخ الذى توحدت فيه إرادة شعب فانتفض وثار وخرج إلى الشوارع – فى حماية جيشه – لينهى حكم وطغيان جماعة الإخوان الإرهابية ويضع نهاية – فى مشهد تاريخى أبهر العالم بأسره – لمؤامرة الربيع العربى التى اسقطت دولا شقيقة  ، فانسحقت وتحطمت أمام  إرادة المصريين

حينما أعود بالذاكرة لما كنّا عليه  قبل هذا التاريخ واقصد بالطبع حينما كانت مصر تحت الاحتلال الاخواني- وهو من وجهة نظرى أسوأ احتلال تعرضت له المحروسة- أستطيع أن أصف ثورة ٣٠ يونيو أنها الثورة الأم ،  الثورة الحقيقية فى تاريخ مصر الحديث التى انقذت هذا البلد من مصير أسود كان لا قدر الله سيدفعه إليه الإخوان المتخلفون الإرهابيون .

لم يكن هناك خطر حقيقى على مصر حينما قامت ثورة يوليو ٥٢ ، واختلفت الآراء  وأثير الكثير من الجدل  حولها  لانحراف المسار وتردى الأوضاع ثم هزيمة ٦٧ ، وهى على أى حال لم تكن ثورة شعبية بل كانت حركة قام بها مجموعة من الضباط للإطاحة بحكم الملك .

لم يكن أيضا هناك خطر يهدد الأمن القومى المصرى أو  تهديدا لسيادة الدولة على حدودها  أو أراضيها  مما أدى إلى قيام ثورة يناير ٢٠١١  بل انها قامت للقضاء على حكم ديكتاتورى استمر لعقود طويلة وتسبب فى انتشار الفساد وتردى الأوضاع ، ثم حدث  ما حدث بعد ذلك وأدى إلى أن كثيرا من المصريين اضحوا يكرهون هذا اليوم الذى  تسبب فى الكثير من الخراب والأسوأ أنه أتى بالإخوان إلى سدة الحكم .

وتبقى ثورة ٣٠ يونيو كما ذكرت هى الأهم  فى تاريخنا الحديث .. ثورة قلما تحدث فى بلد آخر سوى هذا البلد الذى أبهر العالم منذ آلاف السنين بأقدم حضارة إنسانية ، وما زال يبهره بإرادة وتحدى لن ترى لهما مثيلا فى شعب أو بلد آخر .

هل رأيت أو يمكن أن ترى فى بلد آخر أكثر من ثلاثين  مليون مواطن يندفعون إلى الميادين و الشوارع متحدين النظام الحاكم غير مبالين بالمخاطر التى يمكن أن يتعرضوا لها ؟

هل رأيت من قبل هذا التحالف والتناغم المذهل بين شعب وجيشه وأجهزته الأمنية ؟، هل تذكرون الطائرات العسكرية التى كانت تحلق بحب فى السماء لحماية جماهير المتظاهرين الذين كانوا يصفقون ويهللون لها فى مشهد رائع لن تراه فى بلد آخر ؟

هل رأيت مثل هذا التآلف والترابط بين مسلمى مصر وأقباطها فى بلد آخر بالرغم من كل المحاولات الحقيرة التى قام بها الإخوان واتباعهم لإثارة الفتن كان من بينها حرق الكنائس فرد أقباط مصر على لسان البابا تاوضرس بكلمته الشهيرة ( وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن ) .

الإختلاف الحقيقى بين ثورة ٣٠ يونيو وغيرها أن هذه ثورة حقيقية قام بها شعب مصر وجيشه وكل أجهزة الدولة .

ثورة قام بها الرجال والنساء والشباب الذين تواجدوا جميعا فى الشوارع وغنوا ورقصوا على أنغام (تسلم الأيادى ..تسلم ياجيش بلادى) مسلمين وأقباط فى جميع محافظات وقرى وربوع مصر يحميهم جيشهم العظيم  ليحرروا بلدهم من هذا الاحتلال الغاشم وتستيقظ مصر من هذا الكابوس .

 ثورة قام بها شعب واختار لها قائد وأحسن الاختيار هذه المرة ، فجاء عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع الوطنى المخلص الذى انحاز إلى شعبه وبلده وتحدى وخاطر بمنصبه ومستقبله بل وبحياته وحياة أسرته وما زال يتحدى ويخاطر من أجل وطنه وشعبه . 

تحية لثورة ٣٠ يونيو فى ذكراها ،تحية لشعب مصر وجيشها وأجهزتها الأمنية ، تحية لرئيسها عبد الفتاح السيسي .. وتحيا مصر

اترك رد

%d