الخميس, 10 أكتوبر, 2024 , 6:50 م
فاروق وفريدة

حكاية صحفي مغمور مع الملكة فريدة وحوار من طرف واحد

الوطن المصرى- أحمد السيد

قال أحد الصحفيين في عام  1984 إن صورا للملكة السابقة فريدة انتشرت في الصحف والمجلات المصرية في وقت معرضها الفني في فندق مريديان؛ حيث أعادتها هذه الصور لذكريات عمرها أكثر من عشرين عاما بالتحديد  عام 1961.

كان الملك فاروق قد اشترى لبناته من فريدة فيلا صغيرة في ضاحية قريبة  من مدينة لوزان بسويسرا يقمن فيها بالقرب من مدارسهن وتحت إشراف  مربية كبيرة في السن أما هو فقد كان يقيم تقريبا في روما ومنذ خروجه من مصر في أعقاب ثورة يوليو سنة 1952.

وعاشت الملكة فريدة في مصر بعيدة عن بناتها، ومحرومة من رؤيتهم ثم  أتاحت لها الفرصة لزيارتهم في لوزان في سنة 1961 وكنت وقتها أراسل صحف ومجلات أخبار اليوم من سويسرا وذات يوم كنت مع صديقي أحمد  النحاس مدير عام فندق هيلتون رمسيس وقتها وكان  يدرس الفندقية في لوزان.

وقد فوجئنا بالملكة السابقة فريدة تقف أمام مدخل إحدى العمارات وطلبت  من أحمد النحاس أن يختفي داخل سيارته الفولكس ويمسك بآلة تصوير الخاصة بي ويحاول أن يلتقط  صورا عديدة لفريدة بشرط ألا تراه.

وتقدمت من الملكة السابقة وذكرت لها أسمي ومهنتي وطلبت منها أن تسمح لي بإجراء حديث لنشره في مجلة آخر ساعة وفوجئت بالملكة فريدة صامتة  لا ترد بكلمة واحدة ولم يظهر على وجهها أنها  فهمت حرفا واحدا من  كلماتي أو كأنها لم تسمعني أو ترني واقفا أمامها فملامح وجهها لم تتغير ولم  ألمح رفضا أو ترحيبا وشجعتني تلك اللامبالاة على مواصلة حديثي فربما  استطعت إقناعها بالإدلاء بالحديث المطلوب.

وعند حديثي معها بدأت بسؤالها عن سبب زيارتها لسويسرا فلم ترد وسألتها: هل السبب هو زيارة بناتها فلم تجب؟ وسألتها أيضا عن شعورها  عندما التقت ببناتها بعد هذه السنوات الطويلة؟.. فلم تنطق بشيء.

وكل ما  فعلته أنها ابتسمت ابتسامة خاطفة ثم تحركت قليلا مبتعدة عني ووجدت في ابتسامتها الخاطفة حافزا لي لمواصلة أسئلتي واقتربت منها  وسألتها إذا كانت تقابلت مع زوجها السابق فلم أسمع ردا وسألتها هل  ستعود إلى القاهرة أم ستقيم مع بناتها في سويسرا؟

 فلم تجب بكلمة واحدة وسألتها عن رأي بناتها في الإقامة بعيدا عن أمهم  ووجدت نفسي مضطرا إلى التوقف عن إلقاء الأسئلة التي لا أسمع أجابة عنها.

والحقيقة أن الملكة فريدة كثيرا ما ردت بابتسامة رقيقة ولكن لم تنطق بكلمة  واحدة ولم تنطق بالرد على عشرات الأسئلة التي لاحقتها بها وهي واقفة  أمامي في الطريق العام واستأذنت منها وشكرتها وعدت إلى سيارة صديقي التي انطلقت بنا إلى أقرب ستوديو تصوير لتحميض الفيلم الذي التقطه أحمد النحاس لهذه المقابلة الصحفية الفريدة.

وكانت الصور ناجحة لحديث صحفي نقص نصفه الأساسي وعلى الرغم من  ذلك كتبت الحديث الذي لم يكتمل كما حدث بالضبط فكتبت الأسئلة وحدها

أما إجابات الملكة السابقة فريدة فقد اكتفيت بوضع مجموعة من النقاط يفهم  منها القارئ أنها لم ترد على أسئلتي وارفقت الحديث الغريب بالصور التي التقطت لملكة مصر السابقة لأول مرة منذ سنوات طويلة وأرسلتها إلى المرحوم علي أمين.

وبعد أيام تلقيت برقية من علي  أمين يهمني  بها على الحديث والصور  وأكد  لي أنه سينشره كاملا في العدد التنازلي من  مجلة آخر ساعة وبعد أيام  أخرى وصلني عدد آخر ساعة ولم أجد فيه الحديث وانتظرت العدد والأعداد  التالية ولم أعثر على حديثي  فيها  أيضا ولم  أعرف السبب إلا بعد شهور عديدة عندما عدت إلى القاهرة  في زيارة وعلمت من الزميل منير نصيف رئيس  قسم المراسلات الخارجية في أخبار  اليوم وقتذاك أن المرحوم  علي أمين  كان متحمسا جدا لنشر  هذا الحديث الغريب.

وإنه  أفرد  له مساحة  كبيرة  لنشره على صفحتين كاملتين من آخر  ساعة ولكن تعليمات جاءت برفض  نشر  الحديث  ورفض  نشر  صور الملكة  السابقة.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم

اترك رد

%d