الوطن المصري – جيهان جابر
خطوة جديدة ترسخ مكانة الأزهر العالمية ونشر مبادئ الإسلام الوسطى والحث على الأخوة الإنسانية، بتدريب الأئمة البولنديين فى أكاديمية الأزهر العالمية، حيث استقبل الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر أمس، أندجيه دودا، رئيس بولندا، وقرينته أجاتا كورنهاوز، والوفد المرافق لهما، بمقر مشيخة الأزهر.
ورحب لإمام الأكبر بالرئيس البولندى وقرينته والوفد المرافق له فى رحاب الأزهر الشريف.
مستعرضا تاريخ هذه المؤسسة التاريخية التى أُنشئت منذ أكثر من ألف عام، بهدف نشر منهج الإسلام الوسطي، مؤكدًا أن الأزهر يعمل على مدار تاريخه على ترسيخ المبادئ والقيم السمحة والسلم المجتمعي، وقد بادر الأزهر بإنشاء بيت العائلة المصرية، وهو القبة التى تجمع الأزهر والكنائس المصرية، ويقوم هذا البيت بمعالجة المشكلات المجتمعية التى تلبس ثوب الدين، ويضع منهجًا علميا وعمليا لمكافحة التعصب والتطرف والكراهية.
وأعلن الإمام الأكبر: «أنه تقديرا لزيارة الرئيس البولندي، فسوف نخصص ١٠ منح دراسية لطلاب بولندا لدراسة الإسلام الصحيح الذى يضمن نشر قيم السلام والأخوة ويكافح التطرف والتعصب والكراهية، كما نرحب بتدريب الأئمة البولنديين فى أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتعزيز قدراتهم على تفنيد الأفكار المتطرفة والمتشددة، والتعمق فى معرفة موقف الأديان من المرأة والقتل والاعتداء على الآخرين، وتعزيز مهاراتهم فى تحقيق الاندماج الإيجابى للمسلمين داخل المجتمعات الغربية، وتعزيز شعور المسلم بأنه جزء من الدولة التى يعيش فيها وعليه حقوق حمايتها والحفاظ عليها».
وأوضح أن الأزهر استحدث مناهج تدرس للطلاب فى كل المراحل التعليمية، تتعلق بمكافحة الفكر المتشدد، وتحصين النشء من أفكار الجماعات المتطرفة بأسلوب علمى مبسط يناسب المراحل العلمية للأطفال فى المعاهد وللشباب فى الجامعة الأزهرية، ويستقبل ٤٦ ألف طالب وافد من ١٠٦ دول حول العالم، وهؤلاء الطلاب هم سفراء للأزهر بعد تخرجهم يحملون فكره، ويعودون إلى بلادهم ينشرون منهجه الوسطى المستنير.
وأكد الرئيس البولندى تقديره لدور علماء الأزهر فى مكافحة التطرف والتعصب، ومخاطبة الشباب والنشء بالحجة والعقل، وتقديره للفكر الأزهرى الوسطى الرائد فى نشر قيم السلام والتعددية ومكافحة كل أشكال الاضطهاد الديني، وهو أحد المحاور التى نبذل قصارى جهدنا فى محاربته فى بولندا، وفى نهاية اللقاء، أهدى الإمام الأكبر الرئيس البولندى وقرينته نسخًا معدة باللغة الإنجليزية من كتاب «ذاكرة الأزهر» و«وثيقة الأخوة الإنسانية» التى وقعها مع قداسة البابا فرنسيس.