كتب – خالد المصري
بالأمس كان قابوس حاضراً بيننا واليوم هيثم حاضر بيننا ولم تتغير صورة عُمان بقيت مثالية في محبة أبنائها لها وفي تلبية النداء والواجب والالتزام إمام هذا البلد المعطاء .هاهي عُمان للمرة الألف تجسد لوحة وطنية عظيمة أمام العالم أجمع كلها شموخ وتحدي لأكبر الظروف ستبقى هذه الملحمة خالدة وراسخة في ذاكرة التاريخ ، تجسدت في روعتها في روح التآخي والمحبة والتكاتف بين أبناء الشعب العماني الواحد ، في تاريخ 8 أكتوبر 2021 هذا التاريخ الذي سيتذكره كل صغير وكبير في عُمان وكل مقيم وزائر في حينها ، هذا اليوم الذي هب فيه أبناء الشعب العماني بكافة أطيافه الى شمال الباطنة ليقف وقفة رجل واحد ويد واحدة ليساند ويآزر إخوته المنكوبين والمتضررين اثر تأثرهم بالحالة المدارية شاهين الذي تسبب في خسائر وخيمة وكبيرة ، رغم ان عُمان سبق وتعرضت الى عدة أعاصير تسببت لها بخسائر كبيرة كإعصار فيت ومكونو وغيره الا ان إعصار جونو في عام 2007 كان الاشد من بين تلك الأعاصير والذي قدرت خسائره الحكومة العُمانية بأكثر من 4 مليارات دولار الا إنها تجاوزت هذه الخسارة بروح رياضية وأثبتت للعالم انها قادرة وقوية تحت قيادة سلطانها الراحل قابوس بن سعيد “طيب الله ثراه” وهاهي اليوم تعود مرة اخرى لتجسد نفس الصورة في الحاضر تحت قيادة سلطانها هيثم بن طارق “حفظه الله ورعاه” لن تتغير هذه الروح العُمانية ولم تتأثر بل بقيت كما عهدناها شامخة ثابتة في الأساس والقاعدة ، تبقى عُمان بخير بفضل سواعد أبنائها وبفضل القيادة الفذة لسلطانها ، هذه الروح الباسلة التي تجسدت في قيادتها العسكرية ومؤسساتها الحكومية والمدنية وحتى المؤسسات والشركات الخاصة الكبرى والصغرى منها سارعت لمد يد العون ايضاً ، هذا التعاون والتكاتف العظيم لم يقتصر على الأغنياء والجهات المتمكنة فقط بل تجاوزت هذا الحد حتى العوائل البسيطة كان لها دور في المآزرة والمساعدة ، مشهد عظيم تقشعر له الأبدان تزاحم الطرق بسيارات خاصة وشاحنات وباصات وصهاريج الماء من كل مكان في عُمان هبت جماعات وإفراد لتأدية الواجب وكأنهم جنود مجندة لنجدة إخوتهم المتضررين وإصلاح مادمر وإنقاذ مابقي منه ، شؤون البلاط السلطاني سارعت تحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية ببناء مخيمات متكاملة الخدمات في سيح الرحمات بولاية السويق وميدان الرماية في ولاية الخابورة من أجل إيواء المتطوعين القادمين من كل مدن عُمان لتلبية النداء تكاتف حكومي ومدني كبير رحمة الله وسعت عُمان بحب ابنائها لها وكل من يسكن على أرضها الطيبة ، شاحنات المؤن الغذائية والاحتياجات الاخرى انطلقت من كل مكان لأجل الوقوف مع المتضررين وتلبية احتياجاتهم ، حتى الفقير لم يقف مكتوف الأيدي الا وكانت له وقفة عظيمة لمساندة إخوته حتى لو كانت هذه الوقفة متمثلة بوجبة غداء او عشاء تكاتفت كل هذه الأيادي من اجل عُمان .كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه، حاثاً على التكافل والتراحم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى»
واليوم اشتكت ولاية السويق وولاية الخابورة من الم ووجع وفاقت صباحاً وجدت كل ابناء عُمان من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه واقفاً معها جنباً الى جنب يداً بيد من أجل عُمان .