الجمعة, 20 سبتمبر, 2024 , 11:23 ص

السيدة آمال زوجة الشهيد العقيد حسين العجمى : زوجى ضحى بحياته من أجل مصر حبنا الأول والأخير

المشير طنطاوى حقق لى أغلى أمنية في حياتى بعد استشهاد زوجى

حسين .. خطبنى عام 65 واتجوزني 66 واستشهد  فى 70

القوات المسلحة لم تقصر معنا ولم تتركنا منذ استشهاد زوجى وحتى وقتنا هذا

إبنى وقف على أرض سيناء ليفتخر بوالده أمام زملائه قائلا: أبى ضحى هنا

حوار – خالد عبد الحميد

البطل الشهيد

بطل من أبطال أكتوبر العظيم الذي لم يمهله القدر لخوض حرب 73 ولكنه استشهد أثناء التجهيز للمعركة الحاسمة وهو يقوم وزملائه بعمليات استنزاف ضد العدو المحتل .

مات البطل العقيد حسين صالح السيد العجمى وترك خلفه تاريخ مشرف من البطولة والتضحية والفداء .. استشهد العجمى فى 30 يونيه 1970 وهو اليوم الذي اتخذ بعد ذلك عيدا لقوات الدفاع الجوى

ولد حسين صالح السيد العجمى فى 14 اكتوبر 37 في مدينة طنطا والتحق بالكلية الحربية فى 1955 وكان من أوائل خريجى الدفعة 38 فى ابريل  59.. تدرج فى المناصب و تزوج البطل وهو فى رتبة نقيب من السيدة الفاضلة آمال وانتقل للإقامة فى الإسكندرية ورزق منها بولد وبنت وعقب استشهاده أصرت زوجته على التفرغ لرعاية أولاده وتربيتهم واعتبرت ذلك رسالة مقدسة وعزفت عن الزواج بشخص اخر رغم صغر سنها واكرمها الله فالأبن الأكبر أمجد حاصل على بكالويوس سياحة وفنادق من الجامعة الأمريكية وأصبح مديرا لإدارة المبيعات فى مجموعة فنادق عالمية والإبنة داليا  حصلت على بكالويوس تربية رياضية .

قصة استشهاده :

على ضوء المتغيرات السياسية التى حدثت نتيجة لوصول معدات الصواريخ م ط الروسية الجديدة وتمركزها حول الأهداف الحيوية بالعمق وتمركز أسراب الطائرات فى قاعدة جناكليس وبنى سويف وأسوان والتى أدت الى توقف اسرائيل تماما عن غارات العمق كان واضحا أن الأزمة انتقلت من الدوائر الإقليمية الى الدوائر العالمية

بدأ التفكير الجدى فى إعادة تمركز الكتائب لبناء التجميع الرئيسي للصواريخ ( حائط الصواريخ ) بالجبهة حيث تم إعادة تمركز 8 كتائب صواريخ فى سرية تامة على طريق بلبيس – مصر السويس اعتبارا من 25 يونيه 70 وصدرت الأوامر بمنع الإشعاع تماما فى جميع الاتجاهات حتى لا يتم رصدها الكترونيا ولم يكن توقيت دخول الجبهة معروفا للمنفذين ولا أماكن تمركز الكتائب فى المرحلة التالية .

وفى 28 يونيه 70 تم التلقين بالمهمة لقادة الكتائب المقرر دخولها الجبهة وتتلخص هذه المهمة فى تحديد أماكن كتائب الصواريخ وأسلوب تحرك  4 كتائب ( من بينها كتيبة البطل الشهيد العقيد حسين صالح العجمى ) بعد أخر ضوء لإحتلال مواقعها المخططة على أن تكون جاهزة بالنيران أخر ضوء يوم 29-6 على أن تتحرك باقى الكتائب أخر ضوء اليوم التالى  على أن تكون جاهزة بالنيران 30/ 6 وتم تنفيذ الخطة بكل دقة فى التوقيتات المحددة ، ومن المحتمل أنه تم رصد الوحدات بواسطة العدو حيث ظهر أول رد فعل للعدو صباح يوم 30 يونيه بقيام العدو بتنفيذ عدد من الهجمات الجوية المكثفة على الوحدات والوحدات الفرعية دفاع جوى المتقدمة التى أسفرت عن إسقاط عدد من الطائرات المعادية وفي نفس اليوم قام العدو بتنفيذ هجمة جوية مكثفة بقوة 24 طائرة ضد كتائب النيران المتقدمة على أجناب التشكيل مستخدما أسلحة الهجوم الجوى ذات الاشعاع مع تكرار الهجمات الجوية ونجحت كتيبة الشهيد البطل فى الاشتباك مع طائرات العدو وتدمير إحداها ولكن العدو وجه مجموعة من الطائرات لمهاجمة الكتيبة فى نفس التوقيت والعمل على إحداث أكبر خسائر بها ونجح العدو فى ذلك وحدثت خسائر كبيرة فى المعدات والأفراد  واستشهد البطل حسين صالح السيد العجمى بعد أن أبلى بلاءا حسنا فى شجاعة وبطولة نادرة ليروى بدمائه الطاهرة أرض مصر الغالية.

ومع هذا التاريخ المشرف لبطل من أبطال حرب الاستنزاف التقت ” بوابة الوطن المصرى ” بالسيدة آمال زوجة البطل الشهيد حسين العجمى لتكشف لنا عن بعض الجوانب الشخصية والأسرية فى حياة البطل الشهيد :

قالت السيدة آمال : ” تمت خطبتى على زوجى البطل حسين صالح السيد العجمى عام 65 وتزوجنا عام 66 واستشهد  زوجى عام 70  .. لم يستمر زواجنا لأكثر من 5 سنوات حتى اختاره الله شهيداً وهو يدافع عن وطنه ، وما بين الخمسة سنوات زواج كانت نكسة 67 والتى شهدت حالة طوارئ أبعدته عنه عدة شهور .

وأضافت : زوجى كان مقل معى فى الكلام عن عمله لأبعد الحدود ولم يكن يحدثنى عن تحركاته أو مهامه مطلقا .. كان يعتبر ذلك ضمن الأسرار العسكرية حتى على زوجته أقرب الناس إليه وقد احترمت فيه هذه الميزة والإخلاص الوطنى

وقالت : عندما استشهد حسين كان قد بلغ من العمر 30 سنة وكنت حامل فى ابنتى داليا  فى 3 شهور وللأسف لم تتمكن من رؤية باباها ولا هو رآها .. كان ابنى الكبير أمجد وقتها عنده  ثلاث سنوات حيث استشهد زوجى فى 30 يونيه 70 وهذا اليوم أصبح فيما بعد عيدا لقوات الدفاع الجوي .

زوجى ضحى بحياته من أجل وطنه .. من أجل مصر حبنا الأول والأخير .. ضحي بحياته لتبقى العزة والكرامة لكل المصريين ، وحكى لى ابنى أنه عندما تخرج من الجامعة الأمريكية كلية السياحة والفنادق توجه للعمل فى سيناء من عام 92 وحتى 2010 وقتها وقف على تراب سيناء وتذكر أن دماء والده روت هذه الأرض الطيبة ليشعر بالفخر والعزة  بما صنعه والده وزملائه من أبناء مصر الشهداء منهم والأحياء .

الزوجة والأبناء بعد استشهاد البطل

وأضافت : القوات  المسلحة لم تقصر وقامت معنا بالواجب ولم تتركنا منذ استشهاد زوجى وحتى وقتنا هذا ، ويتم دعوتنا باستمرار فى أعياد القوات المسلحة وفى يوم الوفاء لأسر شهداء الدفاع الجوى ، وكم كان رائعاً عندما أري اسم زوجي وقد تم تخليده وإطلاقه على أحد مدرجات كلية الدفاع الجوى .

منذ حوالي 10 سنوات خيرونى فى القوات المسلحة بين أن أذهب لأداء العمرة أو فريضة الحج ، فاختارت الحج وأصريت على ذلك .. وقتها المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق رحمه الله حقق لى هذه الأمنية الغالية  ولم اتحمل أي نفقات بل تكفلت القوات المسلحة بكافة التكاليف والمصاريف .. جزاهم الله عنا كل خير

وقالت : نحن الآن نعيش فى خير زوجي  وعلى سيرته العطرة .. رحم الله الشهيد البطل وكل شهداء مصر .

اترك رد

%d