بقلم الكاتب الصحفي – خالدعبدالحميد
منذ إعلان نية مصر تسليم جزيرتي “تيران وصنافير” للسعودية والبلاد تعيش حالة سيولة سياسية ، وأصبح الحديث الرئيسي علي المقاهي ، وفي وسائل المواصلات ، وعلي مواقع التواصل الإجتماعي ، وفي وسائل الإعلام المختلفة ، وحتي عبر الإتصالات التليفونية هو جزيرتي ” تيران ، وصنافير ” هل هي أرض مصر أم سعودية ، وبدأت الدعوات للنزول للشوارع اعتراضا ورفضا علي تسليم الجزيرتين للسعودية وبالفعل نزلت بعض الفئات أمس الجمعة في أعداد محدودة للغاية لتعلن رفضها التسليم .. الكل أصبح خبير وعالم وأصدروا أحكاما دون قراءة او دراسة أو الإطلاع علي كتب التاريخ أو المعاهدات .
ولأنه من المفروض أننا دولة مؤسسات فالشاهد يقول أن أي اتفاق أو معاهدة لابد من موافقة مجلس النواب عليها ، واذا ما تعلق الأمر بسيادة الدولة ، فلابد من إجراء استفتاء شعبي طبقا للدستور .. والحكم للشعب صاحب السيادة .
اذن أمر تسليم الجزيرتين للشقيقة السعودية لم يدخل ولن يدخل حيز التنفيذ الا بعد موافقة مجلس النواب وهو ما قاله وأكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائه مع عدد من المصريين والإعلاميين .
وعلي قدر سعادتي الشخصية بما تمخضت عنه زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر من توقيع 17 اتفاقية استثمارية بقيمة 25 مليار دولار ، والإعلان عن بناء جسر الملك سلمان والذي سيكون عائده السنوي لمصر ما لا يقل عن 200 مليار جنيه بقدر ما حزنت حزنا شديدا علي الإعلان عن نية مصر تسليم جزيرتي ” تيران ، وصنافير ” للمملكة في نفس توقيت الزيارة دون الخوض في مدي أحقية المملكة فيهما من عدمه ، ومع كامل إحترامي لما سيق من مبررات حول توقيت الإعلان ، فقد ضاعت بهجة الإستثمارات السعودية والإعلان عن بناء الجسر بسبب موضوع ” الجزيرتين ” .. لم أجد من يتحدث عن عوائد الزيارة الإيجابية ، بل تصدرت أخبار ” تيران ، وصنافير ” المشهد .. وسامح الله من أشار علي الرئيس بتضمين برنامج زيارة الملك سلمان الإعلان عن تخلي مصر عن الجزيرتين .
وللأسف استغلت خفافيش الظلام تلك السقطة وراحت تشعلها حربا علي الرئيس بزعم تنازله عن الأرض ليهيلوا التراب علي ما حققه من إنجازات لمصر خلال العامين الماضيين .
الهدف هو تشويه كل ما قام به الرئيس وبالتالي العمل علي إبعاده بتضخيم المشكلات وإفتعال أخري ، وإستغلال غباء بعض المسئولين في تقدير الموقف .
ولهؤلاء نقول .. ” البديل .. مرعب ” نعم .. مرعب .. والمصريون يعلمون ذلك جيدا ، فقد نجح السيسي في إعادة الدولة المصرية بعد أن أوشكت علي السقوط ، وعندما شعرالمواطنون بحبه الجارف لوطنه منحوه وسام الوطنية من الدرجة الأولي وحملوه الأمانة ، بعد أو وثقوا فيه .. ومن الصعب أن تزول هذه الثقة بفعل بعض المرتزقة الذين تحركهم أجندات خارجية . هب أن طيور الظلام نجحوا في أن يجعلوا الرئيس يتخلي عن الحكم ، فمن سيكون البديل ؟ نعم لدينا قناعة كاملة بأن مصر ولادة ولن تكون يوما من الأيام عقيمة ولكن الذي يتصدرون المشهد الآن يصيبونا بالرعب كلما تصورنا أن أحدهم يمكن أن يكون بديلا للسيسي .. من يقيم منهم علي أرض مصر ، ومن يحرك خيوط اللعبة من منفاه الإختياري بالدولة الشقيقة .. انتبهوا يا شعب مصر .
ولا نقول الا ما يرضي ربنا ، ثم قناعتنا الشخصية .. ولنواب الشعب نتحدث : اتقوا الله في مصر وعليكم أن تضعوا الوطن نصب أعينكم وأنتم تناقشون قضية الجزيرتين ولم يسامحكم الشعب ولا التاريخ اذا ثبت أن ” تيران ، وصنافير ” أرض مصرية ولم تقروا ذلك ارضاءا لشخص ولو كان الحاكم .. واذا ثبت أنها أرض سعودية ، فاعلنوها بقوة ولا تخشون من معارضة قد يكون بعضها مدفوعا لتدمير العلاقات بين مصر والسعودية .. الكرة في ملعب نواب الشعب .
وسؤالي والذي حاولت مرارا أن أكذب نفسي حياله ولكن الأحداث التي تمر بها مصر تدفعني الي طرحه : هل هناك صراع أجهزة في مصر ؟ وإلي متي يظل هذا الصراع ونحن الذين سندفع الثمن ؟
وأخيرا نقولها لمن يسبح ضد تيار الوطنية .. السيسي لا يقف بمفرده في الميدان ، بل هناك عشرات الملايين تقف خلفه وتدعمه بقوة للحفاظ علي مقدرات الشعب المصري .
وأقول للرئيس وبصدق الثوب الأبيض فيه دنس ولابد من تطهيره من أجل الوطن .. لتحيا مصر