أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المصريين أمامهم مستقبل واعد لتحقيق التقدم في مختلف المجالات بالعمل الدؤوب والتكاتف المجتمعي، وتعويض ما فات بسبب الظروف والتراكمات التي مرت بها مصر خلال أكثر من ستين عاما، مشيرا إلى أن الدولة المصرية بدأت تبني نفسها وتظهر على أسس حديثة بفضل أبنائها خاصة الشباب.
وقال الرئيس السيسي خلال حوار أجراه مع الشباب وممثلي الإعلام في أعقاب تفقده مشروع مدينة ومنتجع جبل الجلالة المطل على ساحل البحر الأحمر بالقرب من خليج السويس اليوم إن الذين يوجهون الانتقاد إلى أوجه النقص في أداء الحكومة يتناسون أن مصر في الماضي لم تكن في أحسن حالاتها، وإلا لما كانت قد قامت ثورتين احتجاجا على الأوضاع التي كانت سائدة، حيث يشير المنتقدون دائما إلى ما حققته الدول الصناعية الكبرى المتقدمة من إنجازات، وهذه الدول تكاملت أجهزتها منذ زمن طويل، ونحن ما زلنا نحتاج إلى مزيد من تحسين الوعي والتعليم والصحة، وهذا كله من الصعب إصلاحه بين ليلة وأخرى.
وأوضح الرئيس أنه فيما يتعلق بمواجهة الفساد والجريمة لا نريد أن نتخذ إجراءات استثنائية لكي نسرع بمعاقبة الجناة، بل نحن نسعى أيضا بتنفيذ هذه المواجهة عن طريق الإصلاح التدريجي، فحتى الأديان عندما كانت تسعى لإصلاح البشر كانت تتعامل بالتدريج.
وإشار الرئيس إلى المطالب بإصلاح للتعليم وقال إن كوريا الجنوبية تفرغت لتنفيذ برنامج شامل لتطوير التعليم كان من المفترض أن يستغرق ٩ سنوات، ولكنه استغرق بالفعل ١١ عاما، ونحن نسعى بالفعل لتطوير التعليم، وأنا أقول لكل من يزور مصر من الخارج أليس من حقوق الإنسان أن يحظى المواطن المصري بتعليم جيد، كما أشار إلى المدرسة الابتدائية التي زارها في اليابان كان العاملون فيها مجموعة صغيرة من المدرسين والذين يجهزون الطعام للتلاميذ، بينما كان التلاميذ أنفسهم هم الذين يرتبون مدرستهم ويعتنون بها وينظفونها بشكل تطوعي، ومن هنا فيمكن مثلا أن يعمم العمل التطوعي لخدمة المجتمع في مصر.
كما أوضح الرئيس أن عدد الطلاب في مصر يبلغ ٢٢ مليونا، وأن الطالب يحتاج إلى ما يتراوح بين ١٠-١٥ ألف جنيه لكي يتلقى تعليما جيدا، هذا بخلاف المباني الدراسية التي نعاني فيها نقصا كبيرا، كما نعاني من تكدس الفصول، ونحتاج إلى ٦٠ ألف فصل جديد كل عام، والميزانية المخصصة للتعليم غير كافية، حيث نحتاج لأن ترتفع هذه الميزانية إلى ٣٠٠ مليار جنيه، وليس لدينا ثلث هذا المبلغ.
وبالمثل قال الرئيس أن تراجع الخدمات الصحية يرجع إلى ضآلة الاعتمادات للمالية المخصصة لهذا القطاع الحيوي، وإذا أردنا تحسين كل الخدمات مع وجود ٩٠ مليون مواطن فأننا نحتاج إلى ثمانية تريليونات جنيه، ونحن نتقدم بالإمكانات المتاحة المتاحة لدينا، ونحن نحاول أن نعمل ونجتهد، والأمل في الشباب لأنه قادر على العطاء والصبر وأمامه فسحة من الامر لتحقيق أحلامه.