انضمام منصور لحكومة بينيت يكشف طبيعة العلاقة بين (الجماعة) وإسرائيل
الفلسطينيون غاضبون بعد تحالف الإخوان مع اليمين المتطرف
عباس: “فخور بانتمائي للدولة الإسرائيلية اليهودية”
حكاية السبعة الكبار لتدمير الإسلام برعاية بريطانية
البنا يعترف : تلقينا 500 جنيهاً دعمًا من الحكومتين الفرنسية والبريطانية
تفاصيل “ميثاق الأمن” الموقع بين بريطانيا وجماعة الإخوان
يوما بعد يوم تُثبت الوقائع والأحداث المتتالية مدى الخديعة الكبرى التى تعرض لها الشعب المصرى على مدار أكثر من 90 عاماً من جماعة إرهابية تسعى للحكم والسلطة أطلقت على نفسها إسم”الإخوان المسلمين” بعد أن درست سيكلوجية المجتمع المصرى الذي يميل إلى الدين بطبعه وينحاز إلى كل من يرفع لواء الدعوة إلى الله .
الدين كان هو الحل السحرى للسيطرة على قلوب وعقول المصريين ، فتم رفع شعار “الإسلام هو الحل” ليجذب إليه عشرات من الملايين من أبناء الشعب المصرى الذي انخدع بالخطب والشعارات ، حتى وصل الأمر إلى أن القول بأن من يعادى الإخوان .. فهو ضد الدين ، ومن يناصرهم .. يناصر الدين وتحول الجماعة الماسونية صنيعة المخابرات البريطانية إلى وكيل الله على الأرض وحامل لواء الدين والدعوة إلى الله .
ظلت جماعة الإخوان الإرهابية تسيطر على قلوب وعقول قطاع كبير من المصريين حتى عام 2011 والذي يمثل نقطة فارقة فى تاريخ الجماعة وعلاقتها بالشعب المصرى ، بعد أن تخلت الجماعة عن منهج “المظلومية” والإضطهاد الذي كان سلاحهم لسنوات طويلة لجمع أكبر عدد من المؤيدين والإنصار إليهم ، وظهرنشاطها على السطح لأول مرة بعد أن كانوا يمارسون نشاطهم فى السر .
ظن الإخوان أن مصر دانت لهم فاستغلوا نجاح مخطط مخابراتى دولى لضرب أمن واستقرار مصر بثورة فى 2011 كان هدفها ضرب مؤسسات الدولة وتفتيت جيشها القوى ، وقفزوا على الحكم فى عام 2012 لتتوقف عقارب الساعة فى مصر ولم تستأنف حركتها إلا فى 30 يونيه 2013 عندما انتفضت عشرات الملايين من أبناء الشعب المصرى لطرد عصابة الإخوان من السلطة وتطهير البلاد من فلولهم ومحاكمة قياداتهم على الجرائم التى ارتكبوها فى حق الشعب .
تاريخ الإخوان الدموى وأطماعهم فى السلطة والوصول للحكم لم ولن ينتهى ، الأمر الذي قررنا معه فتح هذا الملف “الكاشف” لنوايا وأطماع هذا التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية الذي انتشر فى أكثر من 80 دولة حول العالم ، خاصة بعد تحالف الإخوان مع اليمين المتطرف الإسرائيلي ومشاركة أحد عناصر الجماعة الإرهابية فى حكومة تل أبيب الجديدة ليضرب بكل الشعارات السابقة عرض الحائط والتأكيد على أن جماعة الإخوان لم تكن يوما جماعة دينية ولا إسلامية ولم يكن فى أجندتهم يوما نصرة الشعب الفسطينى ولا عدالة قضيتهم حتى تغير شعارهم من ( ع القدس رايحين شهداء بالملايين إلى ( ع القدس رايحين عملاء بالملايين ) هذا هو الشعار الحقيقي الذي حاولت الجماعة إخفائه عن المسلمين عامة والمصريين بصفة خاصة ، فهم لا يتورعون عن التحالف مع الشيطان مقابل تحقيق مصالحهم ، فقد سبق لهم أن التعاون مع أجهزة مخابرات معادية لمصر مثل المخابرات البريطانية ، وربطتهم مصالح وثيقة مع أنظمة حكم ودولاُ معادية لمصر وخير دليل على ذلك تعاونها مع المحتل الإسرائيلى ، وكفى بذلك دليلاً على خيانة وعمالة هذه الجماعة الإرهابية .
نكشف فى هذا الملف التاريخ الأسود لجماعة الإخوان وتعاونهم مع من يحقق مصالحها حتى ولو اختلفوا معهم فى الأيدلوجية أو الديانة.. المصلحة هى من تحكم علاقات الإخوان بأى طرف أو جهة .
نبدأ الملف بأحدث ما فيه على الساحة السياسية حيث فوجئنا بإنضمام منصور عباس القيادى الإخوانى للحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة اليمينى المتشدد دينيا نيفتالى بينيت وتحالفه معه وتكوين ائتلاف حكومى وأظهرت الصور التى تم التقاطها لمنصور عباس وبينيت العلاقة الحميمية بينهما ، حتى أن “الإخوانى” منصور سبق وأعلن فى وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه فخور بانتمائه للدولة الإسرائيلية اليهودية .
علامات استفهام عديدة برزت بعد انتشار اللقطة التاريخية التي جمعت بين السياسي الإخواني من الأقلية العربية في إسرائيل، منصور عباس، والذي بدا مبتسماً إلى جوار الزعيم اليهودي المتطرف بينيت وحلفائه فى البرلمان.
وقد ساعد اشتراك الطرفين في هدف الوقوف في وجه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، في دفع منصور عباس إلى المسرح السياسي إذ حقق الفصيل الإسلامي الصغير أغلبية بسيطة مع الأحزاب اليهودية لعزل نتنياهو وقد تحقق لهم ما سعوا إليه . وأصبحت القائمة العربية الموحدة، أول حزب ينتمي للأقلية العربية التي تمثل 21% من سكان إسرائيل، يشارك في حكومة إسرائيلية، لكنه يواجه انتقادات في الضفة الغربية وفي غزة، حيث ينظر لما قام به باعتباره انحيازا وعمالة لإسرائيل.
وفي خضم تلك الأحداث، تداول النشطاء على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي تصريحات سابقة لعباس كان يتحدث فيها عن الرئيس المخلوع محمد مرسي وينعته بـ”الشهيد”، ويؤكد أنه “يمثل رمزا لكل الشباب العربي”، وأن “استشهاده يمثل محطة مهمة”- على حد زعمه- .
ولمن لا يعرف منصورعباس ، فإنه يبلغ من العمر (47 عاماً) ويعمل طبيب أسنان، تغاضي عن خلافاه السابقة مع نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الجديد والزعيم السابق لتنظيم المستوطنات اليهودية، وأحد المدافعين عن ضم معظم الضفة الغربية المحتلة، وقال إنه يأمل في تحسين أوضاع المواطنين العرب الذين يشكون من التمييز وإهمال الحكومة، بحسب زعمه
عباس ينتمى لبلدة المغار القريبة من بحيرة طبرية التي يتألف سكانها من المسلمين والدروز. وحزبه هو الجناح السياسي للفرع الجنوبي من الحركة الإسلامية في إسرائيل التي تأسست عام 1971 وترجع أصولها إلى جماعة الإخوان المسلمين. وقبل إقرار اتفاق الائتلاف طلب عباس موافقة مجلس شورى الحركة الإسلامية.
وانشق حزب عباس عن التحالف العربي الرئيسي في إسرائيل (القائمة المشتركة) قبل انتخابات 23 مارس، وذلك بعد أن لجأ دون أن يحقق أي نجاح، بالعمل مع نتنياهو وفصائل يمينية أخرى. ويتنقد كثيرون من عرب اسرائيل نهج عباس، ويتساءلون كيف له أن يبرر الانتماء لحكومة تفرض احتلالاً عسكرياً على الفلسطينيين في الضفة، وحصاراً على قطاع غزة
يحدث ذلك فى الوقت الذي تتشدق فيه جماعة الإخوان بأنها فى عداء مستمر مع المحتل الإسرائيلى ودعواتها “المضللة” للشعوب الإسلامية بالتوجه لفلسطين لتحرير القدس من أيدى الصهاينة رافعين شعاراتهم المزيفة “ع القدس رايحين شهداء بالملايين” ، والأدهى من ذلك علاقاتها التاريخية بحركة حماس وهى الذراع العسكرى للجماعة ! عملية تضليل كبرى تمارسها جماعة الإخوان فى هذا الملف ، فهى تارة تقيم علاقات حميمية مع اللوبى الصهيونى وبينهما مشارك مشتركة داخل وخارج تل أبيب ، فى الوقت الذي تعلن فيه الجهاد ضد أصدقائها فى إسرائيل عن طريق جناحها العسكرى حماس والتى تظهر أمام العالم كحركة مقاومة فلسطينية وهي فى حقيقة الأمر تنفذ مخطط “إسرائيلى إخوانى” لقتل القضية الفلسطينية وتهجير أهالى غزة فى سيناء كما كان مخطط قى 2011 وأفشلته ثورة 30 يونيه 2013 .
وهذا يدعونا إلى الرجوع بعجلة الزمن للوراء لأكثر من 90 عاماً عندما أسس الساعاتى حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين بتعليمات من المخابرات الإنجليزية عام 1928
ففي عام 1927 انتقل حسن البنا للعمل بمدرسة ابتدائية بمدينة الإسماعيلية التي كانت مركزا للنفوذ الأجنبي سواء من الجانب الاقتصادي أو العسكري.
وشهدت تلك الفترة انهيار الدولة العثمانية في تركيا، وفي مارس عام 1928 قام البنا وستة من العاملين بمعسكر العمل البريطاني بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين بهدف تجديد الإسلام، – بحسب دائرة المعارف البريطانية – .
وقد افتتحت الجماعة أفرعا لها في جميع أنحاء الدولة المصرية، وكان كل فرع يدير مسجدا ومدرسة وناديا رياضيا، وسرعان ما انتشرت عضويتها.
وفي ثلاثينيات القرن العشرين انتقل البنا إلى القاهرة ، وبحلول الحرب العالمية الثانية نمت الجماعة بشكل كبير جعلها عنصرا فاعلا في المشهد المصري وجذبت عددا كبيرا من الطلبة والموظفين والعمال.
وكان العديد من هؤلاء ينظرون للحكومة المصرية باعتبارها خائنة للقضية الوطنية.
وفي أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، انتشرت أفكار الجماعة في ربوع مصر وفي جميع أنحاء العالم العربي.
وفي الوقت نفسه، أسس البنا جناحا شبه عسكري – وهو الجهاز السري الخاص بجماعة الإخوان- بهدف محاربة الحكم الإنجليزي، والمشاركة بواحدة من حملات التفجيرات والاغتيالات.
ورغم أن هذا الهدف يبدوا هدفا وطنيا نبيلاً ، إلا أن الجماعة فى حقيقتها كانت تدين بالولاء للنظام البريطانى وهو ما يفسر “التقية” التى تبنتها الجماعة وهى أن تكذب طالما أن هذا الكذب يدافع عن مصالح الجماعة .
ولم ينكر حسن البنا نفسه علاقة الجماعة بالإنجليز بعد أن أكد في مذكراته أنه تلقى دعمًا من هيئة قناة السويس المملوكة للحكومتين الفرنسية والبريطانية بلغ خمسمائة جنيه مصري كمساهمة في بناء مسجد الإخوان بمدينة الإسماعيلية.
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية بدأت بريطانيا تمول جماعة الإخوان وبعض الروابط والجماعات الإسلامية الآخرى لمساندتها، ووفق الوثائق الرسمية التي رفعت بريطانيا عنها السرية أنه حصل أول اتصال رسمى بين بريطانيا وجماعة الإخوان عام 1941، وفي 18 مايو 1942 عقد اجتماع في السفارة البريطانية مع أمين عثمان باشا رئيس وزراء مصر ونوقشت العلاقة مع الإخوان وفيه اتفقا على أن تتولى الحكومة المصرية سرًا دعم الإخوان وأنها ستحتاج في هذا للدعم البريطاني، كما أن الحكومة المصرية ستدخل عملاء موثوقا بهم في صفوف الإخوان لتراقب الأنشطة عن كثب، كما ستتعاون الحكومة البريطانية بالمعلومات مع الحكومة المصرية في هذا الشأن
وفرت بريطانيا الملاذ الآمن لحركات الإسلام الحركي في أوروبا منذ ذلك الحين، وكان لها العديد من الدوافع منها؛
– استخدام هذه الحركات لنشر الثقافة الأصولية التي ترفض التقدم والازدهار والتي تساعد بريطانيا في هيمنتها على المنطقة، ومن خلفها سارت الولايات المتحدة الأمريكية.
– اعتادت العقلية البريطانية الاستعمارية في نمط حكمها غير المباشر لمستعمراتها على تجنيد عدد من الاتباع والنخب والتي تساعدها في تنفيذ سياساتها الإمبريالية.
– استخدام دعم الجماعات الإسلامية كذريعة للتدخل في شؤون الدول الأخرى.
يتضح مما سبق أن العلاقات بين بريطانيا وجماعة الإخوان تزخر بتاريخ حافل من الدعم البريطاني للجماعات الأصولية بشكل عام، وجماعة الإخوان بشكل خاص، وقامت على ركائز محددة من بينها المنفعة المتبادلة حيث تؤدي كل من بريطانيا وجماعة الإخوان الخدمات المتبادلة لدى الآخر، ففي حين توفر الأولى الغطاء الشرعي والسياسي للأولى لكي تلعب أدوارًا سياسية واستراتيجية في مصر والعالم، كما توفر لها البيئة التشريعية الملائمة والتي تجعل من بريطانيا ملاذًا آمنًا للهاربين منهم، فإن جماعة الإخوان توفر لها استثمارات بمليارات الدولارات، كما أن حركة أموال التبرعات العالمية للإخوان تمر عبر الأراضي البريطانية والتي تحتضن التنظيم الدولي للإخوان.
وتسعى جماعة الإخوان عبر أذرعها المتعددة في أوروبا بتقديم نفسها كبديل إسلامي في محاولة منها لحشد التأييد الدولي لحكم الجماعة وأحزابها، وأن بديل عدم دعم المشروع الإسلامي الحضاري-على حد وصف الإخوان- سيمهد لدعم التنظيمات الأكثر تطرفًا مثل تنظيمي القاعدة وداعش.
وسادت العلاقات بين بريطانيا وجماعة الإخوان ما يُعرف بـ «ميثاق الأمن»، وهو يسمح لجماعة الإخوان بالتحرك على ألا تكون بريطانيا هدفًا للإرهاب، إلا أن هذه المعادلة أحيانًا ما تتغير وفق المتغيرات الخارجية والداخلية، من بينها تعدد التنظيمات الإرهابية والذئاب المنفردة والتي يمكن أن ترتكب بعض العلميات الإرهابية بعيدًا عن الإخوان أو بعلمهم مثل تفجيرات لندن 2005.