الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 8:52 ص
زينب درويش

” رحلت ” . قصة قصيرة للروائية زينب على درويش

قررت أن تغلق قلبها أو ما تبقي منه إنه اصبح يشبه كثير من القلوب ينبض فقط
سألوها لما ذا ابتعدتى عنا كنا صحبه جميلة لا نفترق فلما الفراق ولكنها لا تجيب ولا تسمع إلا لمن يشعر بما تبقى منها أنه القليل من المحتمل أن تعيش به أو تكون النهاية ؛ليس من الضروري أن تكون نهاية بل بداية .
ارادت أن تتنفس؛ أن تحلق فى السماء؛ أن تعيش تغنى؛ ترقص؛ تأكل؛ تشرب ؛ بدون صحبة لا تريد أن تفكر فى اى شئ ولا فى اى شخص قالوا لها ستهجرينا ..ولما لا ؟ اريد الشعور بالراحة ؛الهدوء ابتعد عن العبث ؛الفوضى ؛الظلام ؛الظلم ليس لكم علاج ولافيكم امل سوف أترككم حتى تروا أنفسكم وتذوقوامن افعالكم لنرى معا ماذا سيحدث لكم
ورحلت بدون أن يعرفوا لها طريق ولم يروا لها أثر ولاسمعوا عنها خبر احتاروا كيف سيعيشوا بدونها؟ تألموا كثيرا وبحثوا عنها ايام وايام ؛سنوات وسنوات حتى تعبوا من البحث حتى تأكدوا أنها لن تعود مرة أخرى وبدأوا يحاكموا أنفسهم والقوا على بعضهم التهم لماذا كنا نسرق منها كل شئ؟ انت سرقت منها فرحتها وانت سرقت منها قوتها وانت سرقت منها تحملها وانت سرقت منها عزيمتها وانت سرقت منها نورها وانت سرقت منها سعادتها وانت سرقت منه عذوبتها وانت سرقت منها قلبها وانت سرقت منها عقلها وانت سرقت افكارهامن منكم لم يأخذ منها ؟جميعكم سرقتوها
انها لن تعود لابد من المحاكمة العادلة كل من سرق شئ لابد أن يعيده لها حتى تعود لنا كيف سنعيده؟ ابحثوا عن سبيل عن أثر عن دليل عن شخص يعرف عنها اى شئ وزادت حيرتهم وعذابهم وندمهم
اين سنجده ذلك الشخص؟ الذى مازالت تثق فيه ،بل هناك امل سأبحث عن صندوقها الوردى لعلها تركته وأثناء البحث سمعوا صوت انغام موسيقية شديدة العذوبةانها المفضلة لديها تخرج من حجرتها ففرحوا وظنوا أنها عادت؛ فهرعوا إلى الحجرة وتساقطوا فوق بعضهم حتى وصلوا لباب الغرفة وفتحوا الباب كانت المفاجأة أنها ليست بالداخل؛ الأنغام اختفت فقرروا البحث عن أوراقها البيضاء التى بداخل صندوقها الوردى لعلها تركته وأثناء البحث وجدوا عطرها وملابسها وكتبها واقلامها كما لو كانت لم تغب عنها لحظة كل ركن مازال بجماله ورونقه المميز فظهرت علامات الاستفهام والتساؤلات هل هى موجودة؟ اتزور حجرتها؟ لا لم تأتى بل أتت.. دب الخلاف بينهم للمرة المليون يجب أن نهدء ونحسن التفكير حتى تعود لنا مازلنا لا نستطيع أن نحيا بدونها ،اوراقها نظيفه مكتوب عليها بحروف من نور أم ذهب أم فضة أنها تضئ مثلها
يجب أن نقرأ كل ما كتبت من سيقرأ
سأحاول أنا بدأ بالورقة الأولى قرا بصوت مرتفع إذا اردت أن تشعر بالدفء فلا تجعل من لا يحبك(عدوك) يشعل لك النار حتى لا تحترق،
نظروا إلى بعضهم ماذا تقصد ؟أنحن من حرقها ؟أهذا ما تقصد؟ وإذاد شعورهم بالندم ثم
أخرجوا الورقة الثانية وقرأوها إن لم تعطى بقلبك فعطائك غير حقيقي
نحن لم نعطيها شئ وازداد الندم
أنا من سيقرأ الورقة الثالثة كانت حروفها غير واضحة أنها كتبتها ومحتها فكانت قرأتها صعبة ومع محاولات عديدة قراؤها اترك من يهملك ولا تعطية فرص أخرى وهنا الصمت عم المكان؛ ثم قالوا الن تعطينا فرصه أخيرة بل هى من كانت تعطينا بدون حساب ولاعتاب لم نفكر فى أن عطائها سينتهى وعادوا للقراءة على أمل أن تعود

اترك رد

%d