الأحد, 24 نوفمبر, 2024 , 4:18 ص

كشف المستور: سد النهضة نبوءة توراتية لـ”هرمجدون” ومجيء “مسيح اليهود”

بقلم -د.جوزيف مجدى

لم تكن الدولة المصريةولا أجهزة مخابراتها حين وقعت علي بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل في السبعينات غافلة عن النظام العالمي الجديد الذي تحول إلي نظام عصابات تحكمه المصالح لا الأخلاق ، وأنه عالم منحاز إلي تنفيذ مؤامرة كونية ليست نظريات وإنما نبؤوات توراتية قامت عليها في الأمس البعيد دولة أمريكا وفي الأمس القريب دولة اسرائيل ايمانا بأن عودة اليهود إلي اورشليم كما حدث عام ٤٨ ثم بناء الهيكل وحرب نووية كبري مقدمات لعودة المسيح وبداية العصر الألفي لحكم الماشيح المخلص..
ورفضت الكنائس المسيحية القديمة هذه الخرافات التلمودية ، وبعد ظهور وعد بلفور صرح البابا بيندكت ال خامس عشر إن “لا سيادة لليهود علي الارض المقدسة” وظل هذا الراي حتى براء البابا يوحنا بولس الثاني اليهود من دم المسيح..
لكن المذاهب الإنجيلية البروستانتية بعض التغيرات اللاهوتية الذي أحدثها مارتن لوثر فتحت باب الاجتهاد في تفسير النص وخالفت رأي الكنائس الرسمي في إن النبؤات حدثت بالفعل وانها مرتبطة بايمان الشعب وجعلت البروستانتية التفسير اجتهاد شخصي وكونت ٢٠٠ فرقة انجيلية وكان شعار مارتن لوثر كينج الشهير ” فلتاخذ روما الكنيسة ولتترك لي الانجيل” واعتقد إنه كان يقصد بالتحديد بعد اسفار العهد القديم ورؤيا يوحنا واصبح من يومها العهد القديم يمثل جزءا مهما من الثقافة المسيحية وخصوصا البروستانتية ، فالمستوطنين الذين عبروا المحيط ليغزوا ارض جديدة في أمريكا كان معظمهم انجيليين وقدسوا غزوهم لارض الهنود الحمر حين شبهوا أنفسهم بالخروج الجماعي لليهود الذين هربوا من فرعون ، وحسب التراث الديني اليهودي اعتبر المستوطنين الانجليين الجدد أمريكا هي اورشليم الجديدة والهنود الحمر هم الكنعانيون فكانت تعاليم التوراة هي الغطاء الاخلاقي للمجازر والابادات الجماعية ، ولكي يبرروا أيضا سرقة كل العالم وجدوحكام أمريكا الجدد ضالتهم في خرافة توراتية هي المجئ الثاني للمسيح وحرب (هرمجدون) فتبنت الحركة البروستانتية في أمريكا نبوءة الأرض الموعودة ونهاية العالم بعد المجئ الثاني ، وهناك اليوم قساوسة أمريكان انجيليين يتابعهم ملايين من الشعب الامريكي يبشرون بحرب نهاية العالم والمجئ الثاني للماشيح و الحرب النووية وضرورة زوال دولة اسرائيل..!

د. جوزيف مجدى

فلا عجب اذن حين يتحدثون هؤلاء الكهنة الانجليين وبعض الحاخامات عن سفر اشعياء وما به من نبؤات خراب وجفاف مصر ،وهناك بعض ال قساوسة الانجليين المصريين كالقس أكرم حبيب ممن يفسرن السفر علي إنه نبؤة بعقاب الله لمصر وجفاف النيل
أي إله هذا الذي يعطش ويضرب بلا ذنب.. ؟ سوي إله المنظمة الصهيونية
فمصر حين وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل كان أولا لأنها هي أول دولة حكمىت العالم وانشئت قوانين سلام دولية
فحتي لو روما أو أمريكا دول دم ومصالح فالدولة المصرية دولة أخلاق وحضارة..
وثانيا لان الدولة المصرية دولة ناضجة تعلمت جيدا من تجاربها السياسية وذاقت نار أخطاء وتهور وعنترية فترة الستينات ، وتنتهج استراتيجية الهدوء والواقعية السياسية وقراءة الواقع ، فمصر دولة وليس عصابة أو مرتزقة أو ميليشيا أو قبائل كاثيوبيا واسرائيل..
القاهرة تطلب منذ سنين عبر للتفاوض زيادة فتحات السد حتي لو علي نفقة الحكومة المصرية لأن فتحتين غير كافيتين لإيصال حصة دولتي المصب وطلبت توقيع اتفاق حول سنوات الملء مراعاة للتغيرات في هيدرولوجيا النهر ومواسم الفيضان بعدم تحديد سنوات الملئ لأن اثيوبيا أصرت علي فرض سياسة الأمر الواقع وغياب التنسيق والمناورة بوجود مراقبين فقط..
وصرحت وزارة الري المصرية إن خسارة مصر من الملء الثاني ستكون حوالي ٢٠ مليار متر مكعب بسبب وجود فتحتين فقط للسد
ولأن مصر تنتهج السياسة الواقعية ” Real Politik” فهي تحسب كل الحسابات المعقدة..
فهي أرسلت إشارة بقيمتهامن قناة السويس للعالم الدولي وردت قائدته بشكر القيادة المصرية علي مرور المدمرتين الامريكيتين “ايزنهاور” “ومونتري” يوم الثاني من ابريل بعد أزمة السفينة العالقة
فترامب كان مع الضربة العسكرية للسد ويعرف الخطة العسكرية السرية الذكية لحل مشكلة السد
أما بايدن علي الحياد فهو رجل دولة أمريكي وطني بارد كل ما يهمه تحقيق أبعاد استراتيجية الأمن القومي الامريكي وأهمها تأمين معابر البحر الاحمر و منافذ قناة السويس.. الكارت ألاقوي في يد المصريين
اذن تري أمريكا أن  لا ضرب من البحر الأحمر ووصف قائد المنطقة الوسطي للجيش الأمريكي الجنرال كنزي إن ما وصفه “خطة المصريين” بأنها تكتيكية وذكية..فلتسحق مصر اثيوبيا لكن ما يهم بايدن هو قناة السويس…!


اما السودان فعقبة البشير التي خلصنا منها الصقور يحاول أن يملئها رئيس الوزراء السوداني حمدوك.. والذي حسب تسريبات يميل للحلول التفاوضية المزعومة..!
فالجيشان السوداني والمصري في قمة التنسيق الاستخباراتي و العسكري و السياسي..
أبي احمد لا يعرف إنه كرئيس ميليشيات يلاعب دولة ناضجة خاضت أربع حروب وتعلمت من ماضيها
فالرئيس السيسي أول رئيس يعود بمصر فعلا لسياسة الواقعية وتحليل كل المعلومات..
فالقرار صدر وصادر وجاري طالما يصر ابي احمد علي الاستغلال الإستراتيجي لسلاح مياه الخزان كسلعة تجارية لأن” النهر نهرنا” حسب وصف الاثيوبيين او كورقة ضغط علي دول المصب ليجعل حسب اوهامه ” نقطة المياه اغلي من نقطة النفط..”.. هذا الرئيس غير الناضج الذي علم قبائله خرافات إن النيل غدار ولص! يسرق الخير و الطمي ويجري به إلي السودان ومصر.. هذا الوكيل الذى اعتبر نهر دولي بحيرة اثيوبية وهو ما اعتبرته الإدارة المصرية إعلان حرب وعدوان استدعي الدفاع الشرعي عن النفس حسب المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة والتي ضربت بها أمريكا واسرائيل نصف دول العالم فيتنام والعراق وايران وسوريا وكوبا ولبنان ووو
لكن مصر حالة تاريخية استثنائية بل هي التاريخ نفسه..

ولأن التاريخ دائما ما يعيد عرض أحداثه وخصوصا عبر شاشة التأمر اليهودي فقد كانت بداية أحداث ٦٧ التحكم في مسار نهر الاردن من الجولان وكان عدوان إسرائيلي لكن عدم نضج القيادة المصرية أدخلنا في ورطة مع المجتمع الدولي بغلق المضايق فكانت حجة إسرائيل مع إنها المعتدية أما الان فتعلم دولة حورس جيدا كيف تجلس في هدوء وصمت لتلاعب الذئاب التي نست أن دوله حورس ليس لها كتالوج، بقاعدة من قال لا يفعل ومن سيفعل لا يقول.. ما خطته؟!!! .. قضى الأمر وفيه تستفيان..

اترك رد

%d