السبت, 27 أبريل, 2024 , 9:50 م
سد النهضة

د. جوزيف مجدى يكتب لـ(الوطن المصرى) : اللعب ع المكشوف بين الأسد والفأر فى قضية السد

تعلم الصقور وتعلم الدولة المصرية ماهية الصراع الوجودي حول سد النهضة ، وابعاده التاريخية… والذي يجر الدولة للجلوس علي طاولة شطرنج بين أسد وفأر _ وكيل_ يؤمن بهلاووس سياسية علي طريقة ابرهة الحبشي الذي سري في دمائه اليوم مخدر “ابناء صهيون”.. الموجه الحقيقي للفأر الوكيل علي الطاولة.. ولأن الاسد المصري يعلم إنه يلاعب وكيلا لخصم تعود إن يختبئ كالضبع وراء خندق تحلي مع الفأر بالصبر والحكمة والدهاء و “كما يقول الكتاب”.. و انتهاء بتصريح الرئيس السيسي إنه كان “قلقا علي مياه مصر منذ ٢٠١١” أي منذ تولي إدارة ملف السد كرئيس للاستطلاع والمخابرات الحربية.! فالمشهد كان واضحا منذ البداية للصقر المصري مع من يلعب ،ومن وراءه ؟ ففطن الأسد ووضع الإستراتيجية وأول خطواتها المتوازية كانت عرض عدالة القضية المصرية في حق حصتها المائية التاريخية الضئيلة  ٥٥ مليار متر مكعب ماء واننا نرضي بها كدعاة سلام ودولة حضارة علم و بناء لا هدم وعدوان…وأفاضت الدبلوماسيه المصرية في أدبيات وقوانين السلام الدولي وقوانين الأنهار العابرة ووضع العالم الدولي أمام الصورة والرغبة المصرية في التفاوض و التعاون من بنك دولي مصر من أكثر عملائه دينا و التزاما إلي اتحاد اوروبي مصر أيضا من أكثر عملائه التزاما وتأثيرا اقتصاديا إلي مجلس أمن واتحاد إفريقي ورعاة دوليين كاتفاق” واشنطن” الذي شهد الرئيس ترامب بانسحاب الطرف الاثيوبي.. حتي فاض الكيل الدبلوماسي بالتعنت الاثيوبي باجتماع كينشاسا وشهادة دولة مؤثرة كالكونغو وأن اثيوبيا كوكيل لا تريد سياسة التفاوض بل فرض الأمر الواقع.. وهنا عبرت القاهرة من قناة السويس عن استراتيجتها التي لم تكن أبدا غافلة عنها رغم صبر وحكمة السيسي الذي أعلنها بثلاثة عشر حرف من دهب وهي إن مصر لن تقبل مساس بأي ” نقطة ماء واحدة”..

د. يوسف مجدى

ف السيسي الذي أعطي وفق معلومات تعليمات لكل قادة السياسة والإعلام لعشرات السنوات بعدم مساس اثيوبيا بأي عبارات عدوانية أو تهديد وجد الاحترام والحكمة المصرية فاض كيلهما فقرر اللعب ع المكشوف.. في رسالة مشفرة من رئيس محترم بدرجة صقر يعلم ما يقول ومتي والي من وجه خطه الاحمر كعادته متمسكا بكتاب الله وأمن مصر القومي الذي هي من أمن السماء القومي أن لا مساس بنقطة مياه واحدة ليعلم المحرك الحقيقي لقطع الشطرنج أن مصر لن تتفاوض مع حكومات خفية أو ظاهرة كتابية أو دجالية حول نقطة مياه مصرية أو نقطة تراب مصرية فالأسد المصري أعلن معرفته بلا جدوي كل هذا الحبر الدبلوماسي الذي أريق في ساحات المؤسسات الدولية الدجالية وإن التفاوض الحقيقي ليس مع الوكيل بل مع المنظمة الصهيونية حول ٦٠٠ كيلو متر من ارض سيناء كوطن بديل للفلسطينيين كبديل عن ٩٠٪ من أرض فلسطين المحتلة. فالأسد و الفرعون المصري أعلنها من قناة السويس اثناء حدث مسكت به مصر رقبة تجار العالم وصناعه بـ ٤٠٠ مليون دولار خسائر كل ساعة تعطيل بالقناة وكانت إشارة ذكية أعلن منها فرعون مصر عدم قبول القاهرة لهذا الابتزاز الرخيص سيناء مقابل الماء.. ليقول الرئيس للعالم بل تجارتكم أو.. ليرفض العرض الذي وثقه الرئيس أبومازن ورفضه مبارك جزء من سيناء مقابل ٨٠ مليار دولار واسقاط الديون وقطعة بصحراء النقب ، ورفض مبارك بعزة وطنية كفرعون وعبث بنظامه أوباما ، الذي كانت تعليماته واضحة ومقتضبة عبر  الحداد لتنظيم الاخوان بعد تولي د مرسي باستيعاب تنظيم القاعدة وحماس للضغط من جديد علي الجيش المصري لتنفيذ الصفقة ،واخيرا رفضها السيسي مقابل المياه ولم يكن رفضا مفاجئا فالسيسي في استراتيجية إعادة تنويع وتسليح الجيش كان يعي ماذا يشتري ومن من ؟؟!! ولماذا الرافال والميج ٢٩ والسوخوي وكيف تمتلك مصر المدي الجوي الإستراتيجي لمعركة السد مع السودان أو بدونها ولماذا اشترت مصر بشق الأنفس لضوء اخضر أمريكي صواريخ الكروز الأوروبية الشبحية الذكية متعددة المهام خاصة الأهداف ذات الكفاءة الخرسانية.. أما لو اعتمد الجيش المصري علي السودان أو بنظريات تقدير الموقف وردات الفعل رتب الجيش المصري أيضا عبر نسر النيل ١ ثم نسر النيل ٢ تغطية كافة احتمالات تعاون مباشر بين الجيشين دفاعي أو هجومي حدودي أو عميق جوي أو صاعقة صاروخي أو مدفعي وكافة أعمال تنسيق تلافي أي حوادث نيران صديقة بين جيشين بعقائد وأنظمة و تدريبات مختلفة ، فالدولة المصرية كانت حكيمة وهادئة لكنها لم تكن تلعب أو تهذي بالواقع مثل الأحباش وبالتاريخ مثل أبناء صهيون بل كانت القاهرة تعمل في صمت وتدبر سياسي واستخباراتي كما يقول الكتاب وطوقت مخابرات مصر القرن الإفريقي بثلاثة عشر أصبع… ثلاثة عشر فتيل نزاع عرقي وطائفي في القرن الإفريقي وداخل اثيوبيا كإقليم تيجراي الذي انسحب منه الجيش الارتيري وقوفا ع الحياد وصولا إلي اتفاقية تحالف استخباراتي بين المخابرات العامة المصرية والمخابرات الأوغندية منذ أيام ، فمصر إدارة دور الشطرنج وهي تعرف عدوها الحقيقي وحددت متي وكيف تضرب وهل بالحصان أم الوزير أم الفيل الأبيض.. وتجهزت القاهرة وصقورها وجندها الذين في رباط إلي يوم الدين للحرب تحت الأرض أو فوق الأرض بموكب الموميات المهيب وعلي العالم أن يختار هو من فوق طاولة الحرب العرض المصري ماء مصر وأرضها ولا مساس أو فنحن جاهزون بإنصاف الآلهة والبشر بالجن بالكل كليلة، وكل من هو من الصالحين المهتدين. وبجيش مصر ومخابراتها والله فوق جميع

اترك رد

%d