بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير
بعد 47 عاما علي ملحمة إنتصار حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973 م وبدرالعاشر من رمضان المعروفة في سوريا بحرب تشرين وفي إسرائيل بحرب يوم كيبور (عيد الغفران ) وهي الحرب الرابعة بعد حرب فلسطين 1948 والعدوان الثلاثي 1956 ثم هزيمة العرب المريرة في1967 التي أدت الي إحتلال سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية ومدينة القدس العربية والمسجد الأقصي والضفة الغربية وغزة وباقي فلسطين حرب السادس من أكتوبر الخالدة والتي خاضها العرب وقادتها مصر وسوريا بتنسيق القيادة المشتركة علي جبهة القتال لتحديد ساعة الصفر للهجوم المباغت والصاعق للعدو الإسرائيلي المسلح بأحدث الأسلحة الأمريكية وأقمارها الصناعية للتجسس علي تحركات الجيوش والأساطيل العربية المواجهة لإسرائيل وساهم الأشقاء العرب في الحرب بالدم والرجال والمعدات والمال وحظر تصدير البترول العربي الي أمريكا والغرب في ملحمة نادرة للتكامل والوحدة والتضامن العربي لمحو عار الهزيمة وتحطيم أسطورة إسرائيل التي لا تقهر وإزالة آثار العدوان ورد العزة والكرامة والحرية لكل عربي ومسلم من المحيط الهادر الي الخليج الثائر.. تم أقتحام خط حاييم بارليف المنيع والدشم الحصينة بعرض 12 كم داخل عمق سيناء وطول 170 كم علي طول القناة بالقصف المدفعي وضربات الطيران المصري وإختراق الساتر الترابي في 81 موقع بإستخدام الطلمبات كمدافع للمياه في فكرة بسيطة لكنها عبقرية للضابط مهندس باقي زكي المصري القبطي مستوحاة من أعمال التجريف أثناء بناء السد العالي ونجح في عبور القناة عشرات الألاف من جنود مصر البواسل علي الجسور النقالة بآلياتهم المدرعة والدبابات أو في القوارب المطاطية الي الضفة الشرقية في ملحمة بطولية نفذها سلاح المهندسين والتوغل أكثر من 20 كيلومتر في عُمق سيناء المصرية وقام الجيش السوري أيضا بتدمير خط آلون الدفاعي علي هضبة الجولان المحتلة لكن السوريين كانوا أقل ثباتا في الحفاظ علي مواقعهم وعانت أيضا مصر من ثغرة الدفرسوار في السويس بعد قيام فرقتين دبابات بقيادة آرييل شارون بعبور عكسي لقناة السويس ومحاصرة الجيش الثاني ثم مباحثات وقف إطلاق النار في الكيلو 101 بعد إعتراف قادتهم بأنهم عاشوا الجحيم وأن جيش مصر قد زلزل الأرض تحت أقدامهم وسقوط الألاف منهم قتلي وجرحي وأسري لأول مرة في تاريخ إسرائيل القصير لأن جيشنا الأكثر إيمانا بالله وبنفسه كان مختلفا بعد سنوات قليلة من التدريب والتسليح ونتيجة حائط الصواريخ وأشرس معارك الدبابات في سيناء وبطولات قواتنا البرية والجوية والبحرية وتضحيات شهدائنا الأبرارعلي أرض القمر والفيروز ومنهم الشهيد طيار عاطف السادات شقيق الرئيس السادات صاحب القرار الشجاع وخطة الخداع والتمويه وقادة الجيش المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع والفريق عبد الغني الجمسي قائد العمليات والفريق سعد الشاذلي رئيس الاركان والفريق مبارك قائد الضربة الجوية من نتائج الحرب عودة أهالينا في مدن القناة إليها بعدما هجروا منها الي محافظات داخلية بعيدة عن الجبهة والقصف المدفعي منذ حرب 1967 والأهم هو كسر أنف وأسطورة إسرائيل التي لاتقهر وتغيير موازين القوة لصالح مصر إنهاء المستقبل السياسي لوزير الدفاع موشيه ديان ورئيسة حكومته جولدا مائير بعد هزيمتهم في الحرب ثم إعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية في 5 يونيو 1975 منذ إغلاقها في1967 ثم البدء بمفاوضات السلام لتحرير سيناء بعد زيارة القائد المنتصر الرئيس السادات التاريخية الي إسرائيل في شتاء 1977 والتي نجح بها في إستعادة أرض سيناء كاملة بينما فشل السوريين في تحرير هضبة الجولان علي مدار 47 عاما حتي تاريخه بعد رفضهم لمبادرة السلام مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وباقي الدول العربية وقاموا بتشكيل ماعرف حينها بجبهة الصمود والتصدي بقيادة رئيس العراق صدام حسين وحافظ الأسد سوريا والزعيم الليبي معمر القذافي
وهناك قاعدة سياسية ثابتة بأنه لاسلام بدون سوريا ولا حرب بدون جيش مصر الدرع والسيف وكما قالها السادات في خطاب النصر أمام مجلس الشعب المصري قبل إغتياله علي يد خالد الإسلامبولي وعبود الزمر في 6 أكتوبر 1981 أثناء العرض العسكري والمعروف تاريخيا بحادث المنصة الشهيرة في محاولة فاشلة من تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية والإخوان بالإستيلاء علي الحكم في مصر لتأسيس للدولة الدينية علي غرار داعش وأخواتها أو ما يدعونه زورا وبهتانا بدولة الخلافة الإسلامية تحول عيد الغفران اليهودي الي ذكري أليمة للإسرائيليين بعد هزيمتهم الساحقة من المصريين في ستة ساعات فقط
ختاماً بعد 41 عاماً من معاهدة السلام كامب ديفيد بين البلدين عام 1979 هل آن أوان تعديل بعض بنودها المجحفة بعد تغير الكثير من المعطيات علي الأرض المصرية وحربها المفتوحة علي الإرهاب الدولي وتنامي قوة الجيش المصري تاسع جيوش العالم حالياً بعد تنويع مصادر تسليحه شرقاً وغرباً و هل كانت حرب أكتوبر حقاً هي آخر الحروب العربية الإسرائيلية أم هناك حرب فاصلة أخيرة في ذكراها الخمسين عام