بقلم اللواء – بهاء البجاوى
هم بالفعل ثلاث وقائع شهيرة حدثت خلال فترة وجيزة وكانت أبطالها ثلاث سيدات وبالرغم من أن الوقائع فى حد ذاتها كانت قصيرة ولم تستغرق سوى بعض دقائق قليلة.. إلا أنه قد اهتز معها وجدان الشعب المصرى وذلك لإنها جسّدت وشخّصت حال المجتمع المصرى الآن بجميع طبقاته الإجتماعية..
الواقعة الأولى وكانت بطلتها سيدة المطار والتى كانت تُمثل وتنتمى إلى الطبقة الغنية والمتحررة بشكل زائد وتعتمد على سطوة الأقارب والمعارف بما لديهم من نفوذ قوى يعتمد على مناصبهم وتضخم ثرواتهم والذى يُمكنهم من الخروج من أى مأزق كالشعره من العجين وليس هذا فحسب بل والتنكيل بما يقف أمامهم.. وتجلى ذلك فى تصرفات وأفعال هذه السيدة مع ضابط المطار والتى كان من أشهرها ( انت مش عارف انت بتكلم مين ) وتهديداتها بأنها سوف تفعل كذا وتسوى كذا…
وهذه الطبقة أو الشريحة المجتمعية فى الآونة الأخيرة أصبح صوتها مرتفع للغاية.. وسطوتهم أيضا بالرغم من أنهم يُسيئون للمجتمع ككل وللدولة أيضا.. وتجلى ذلك واضحاً مؤخراً فى الفضيحة الكبرى والمعروفة إعلامياً بقضية ( فندق فيرمونت ) والتى كشفت وأزاحت النقاب عن هذه الطبقة الفاسدة من رجال أعمال وفنانين ومشاهير يسعون فى الأرض فساداً بما يمتلكون من شهرة ومناصب وثروات..
الواقعة الثانية.. وكانت بطلتها سيدة المحكمة.. والتى تُمثل وتنتمى إلى الطبقة الأرستقراطية ذات المناصب الشامخة والتى تكون طبيعة تعاملاتها بإسلوب التعالى استناداً على ما تملكه من حصانة تجعل صاحبها ( وذلك فى مصر فقط ) يشعر وكأنه فوق البشر الذين يتعاملون معه أينما كان وكيفما كانت تصرفاته.. وكان ذلك واضحاً من تصرفات سيدة المحكمة ( المستشارة ) فى تعاملها مع ضابط أمن المحكمة بالتعدى باللفظ على شخصه وبالأيدى على رتبته العسكرية.. وكان ذلك إيماناً منها بأنها تفعل ما يحلوا لها ولن يجرؤ أحد على مجازاتها.. وأيضاً كان تهديدها ( إنت مش عارف إنت بتكلم مين ) وأنها سوف تفعل كذا وتسوى كذا..
وأيضاً هذه الطبقة أو الشريحة المجتمعية فى الآونة الأخيرة أصبح لها نفوذ واضح ومشهود للمواطن البسيط..
الواقعة الثالثة.. وكانت بطلتها سيدة القطار.. والتى تُمثل وتنتمى إلى الطبقة المطحونة والشريحة الأكبر فى المجتمع والتى لا تقل عن 90 ٪ من الشعب المصرى.. والتى لا تمتلك ثروات ولا تستند على حصانات وليس لها نفوذ ولا محسوبيات.. وهذه الطبقة دائما وأبداً تتواضع فى تعاملاتها مع الجميع وتشعر أنها دائماً مغلوبة على أمرها بل وفى كثير من الأحيان تتواضع ( إكراهاً وليس رغبة ) وبالرغم مما تعانيه من ضيق المعيشة وقلة الحيلة وضيق ما باليد.. إلا أنها دائماً تمد يد العون لجميع من حولها حتى لو على حساب قوت أبنائها.. وظهر ذلك بوضوح فى تصرفات سيدة القطار ( ست الكل ) والتى لم تتحمل أن ترى من هو فى عمر أبنائها يهان لأنه ليس معه ثمن تذكرة القطار وانتفضت لمساعدته حينما رأته يرتدى زى الشرف والكرامه زى قواتنا المسلحة.. وذلك حفاظا منها وحرصا على ألا يهان من يرتدى هذا الزى.. وبدت وهى تدفع ثمن التذكرة لرئيس القطار وكأنما توجه له ضمنياً نفس التهديد السابق ( إنت مش عارف إنت بتكلم مين ).. ولكن هذه المره كان بمثابة ردع المُتكبر والرغبة فى إفاقته ليعلم أنه حينما يتحدث مع بطل من قواتنا المسلحة يجب أن يلتزم الأدب والإحترام..
وإذا نظرنا إلى أبطال الوقائع الثلاث.. نجد أنهُن يُمثّلن طبقات المجتمع المصرى حاليا بكل شفافية..
ونجد أن الطبقتين الأولى والثانية ( المنتفعين فى كل العصور ) أصبحتا تمثلان شبه مراكز قوى داخل المجتمع.. وهم بطبيعتهم تعودوا أن يأخذوا من البلد ولا يفكرون فى إعطائها.. بدليل أنهم تعمدوا إهانة من يرتدى الزى الرسمى للشرطة وهو رمز الدولة.. على النقيض من الطبقة الثالثة التى تعودت على العطاء للبلد وبلا حدود ولا تفكر فيما ستأخذ منها ودائما يرتضى بأقل ما تجود به عليها..
وأيضاً نجد أن الطبقتين الأولى والثانية خلال الآونة الأخيرة يبذلون قصارى جهدهم لتصدير صورة أنهم فقط هم الداعمين للرئيس السيسى وبالتالى البلد بلدهم.. وعلى الباقى الرحيل لو مش عاجبه..
ولذا فى النهاية أتوجه برسالة من مواطن ينتمى للطبقة الثالثة.. إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مفادها :
سيادة الرئيس دعم المواطن لك وللبلد ليس بالتهليل ولا بالتطبيل.. دعم المواطن هو بتحمل الأزمات والشدة تلو الأخرى.. فلا يخدعك ما يقوم به ( غالبية ) طبقة سيدة المطار وسيدة المحكمة من ( الهاشتاج والتريند )..
بل نحن ننتظر مِنّك أنت ثورة تصحيح على أمثال هؤلاء.. وفى النهاية رفقاً بطبقة ( سيدة القطار ) لإنهم هُمّ إللى شالوا وشايلين وحا يشيلوا البلد ..
وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر..