الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 , 6:27 ص
لواء بهاء البجاوى

رمضان.. والله بعوده يا إرهاب

بقلم اللواء /بهاء البجاوي

فضّل اللهُ سبحانه وتعالى شهر رمضان المعظم عن باقى أشهر العام لأنه الشهر الذى أُنزِل فيه القرآن.. ولذا أصبح هذا الشهر عند المسلمين جميعاً باختلاف مذاهبهم وفى جميع بقاع الأرض له طابع دينى خاص ليس الآن فحسب بل منذ نشأة الإسلام..

فأصبح رمضان هو شهر التقرُّب إلى الله بفعل الخيرات والأعمال الصالحة بمختلف أشكالها من صيام وزكاة وقراءة قرآن والصدقات وصلة الأرحام والإحسان إلى الفقراء.. وأهم هذه الاعمال هى التسامح بين المسلم والآخرين ممن كان يوجد بينهما خلاف قبل ذلك…

هذا ما تعلمناه وتوارثناه كمسلمين على مدار مئات السنين أن رمضان هو شهر التسامح ونبذ الخلاف والكراهية.. بل وانتقل ذلك فى تعاملاتنا مع غير المسلمين أيضاً..

إلا أننا كمصريين فوجئنا فى الأعوام الأخيرة بأن هناك فئة من البشر يطلقون على أنفسهم ( المؤمنين ) يخالفون كل ذلك ويتعمدون فى رمضان إرتكاب أفظع الأفعال وأبغضها عند الله وهى( قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق )..

وتخصصوا فى إغتيال الجنود الصائمون الواقفون على الحدود لحماية الوطن والذين لا يترددون ولو للحظة أن يقدموا أرواحهم فداءً له.. بل والأفظع أنهم أثناء قيامهم بتلك العمليات الإرهابية الخسيسة يكبرون ( الله أكبر )..!!

فأصبحت شبه عادة أننا كل عام وفى الشهر الكريم نقوم بتوديع مجموعة من خيرة شباب الوطن على يد الإرهاب الأسود الذى يثبت يوماً بعد يوم أنه ليس فقط بعيد كل البعد عن الإسلام.. بل هو لا يعترف أساساً بوجود الله.. ويفعل ما نهى عنه المولى ويتعمد حصد أرواح الجنود الذين يتقربون إلى الله بحماية الأوطان وهم صائمون.. وبذلك فهو يحارب الله فى الشهر الذى أنزل فيه القرآن.

فهم فقط لم يخالفوا ما أمرنا به المولى من فعل الخيرات فى هذا الشهر.. ولم يبتعدوا عن طاعة الله فحسب.. بل لا يريدون لغيرهم أن يقوم بذلك .. مُتوهمين أن تمنعنا أحزاننا على الشهداء من التعبُّد والتقرب إلى الله فى الشهر الكريم.. وبدلاً مما كنا نتغنى به (( وبعودة يا رمضان )).. فهم يريدون أن يحولوها إلى (( وبعودة يا إرهاب ))..

ولكن بمشيئة الرحمن وحفظه لكنانة الله فى أرضِه.. وبعزيمة المصريين ونحن نترحم على أرواح شهدائنا الأبطال .. سنظل نتغنى (( وبعودة يا رمضان))

اترك رد

%d