السبت, 5 أكتوبر, 2024 , 12:03 ص
ذكري عيد تحرير سيناء

سيناء .. انكسار ثم انتصار .. وختامها تنمية وعمار

5 يونيو.. إحتلال سيناء وتهجير عشرات الألاف وفتح باب الاستيطان فى القدس والضفة
6 أكتوبر..المصريون يقهرون”الجيش الذى لا يُقهر” ويستردون أرضهم المحتلة
2014.. الرئيس السيسي والقوات المسلحة يقودون أكبر معركة لتعمير وتنمية سيناء

تقرير – خالد عبد الحميد
فى الـ 25 من إبريل من كل عام تعيش مصر عيدًا يملأ أرض الكنانة بهجة يفرح به الصغير الذى لم يعاصر مشاهد الحروب ، قبل الكبير، فحب الوطن، ومنه أرض الفيروز، يدب فى قلب كل مصرى .
وخلال السطور التالية نعرض بإيجاز شديد للسنوات العجاف التي عاشها المصريون حتى عادت سيناء، كما نعرض لجهود بطل الحرب والسلام الزعيم خالد الذكر محمد أنور السادات حتى عاد آخر شبر من مهبط الرسالات
احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، وقطاع غزة، والضفة الغربية، والجولان السورية صباح يوم 5 يونيو عام 1967، ما أدى إلى تهجير معظم سكان مدن قناة السويس، وكذلك تهجير معظم سكان محافظة القنيطرة فى سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان فى القدس الشرقية والضفة الغربية.
ولم تتوقف نيرانها إلا بلجوء المعتدى الغاشم لاستهداف المدنيين فى مصنع أبو زعبل، بل واﻷطفال فى مدرسة بحر البقر الابتدائية.
لم يهدأ المصريون ولم يستسلموا للهزيمة بل كانوا كعادتهم أقوى من التحدى، وتحدوا بمعداتهم العسكرية الضعيفة، وروحهم المعنوية الجبارة الجيش الذى زعم أنه لا يقهر، وبدأوا، بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، فى استنزاف طاقات العدو فدمروا ميناء إيلات، وعدد من السفن المدمرة.
وشنوا غارات ناجحة على مراكز القوى للعدو بسيناء، وتمكنوا من تكبيده خسائر فادحة فى العدة والعتاد والجنود، وكان على رأس هؤلاء الأبطال مجموعة مقاتلة تحت قيادة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى.
ثم رحل الزعيم عبد الناصر ليحل محله بطل من أبطال مصر، استطاع أن يلقن إسرائيل ومن عاونها وناصرها درسًا لا زالت جامعاتهم تدرسه حتى الآن، وهو الزعيم الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، والذى تولى القيادة عام 1970، وحمل راية حرب الاستنزاف بعد عبد الناصر وكبد العدو خسائر كبيرة، واستطاع إعداد جيش قوى بأبنائه الأوفياء لمصر إلى أن خاض بهم معركة الكرامة والعزة والشرف عام 1973.


مرت 6 سنوات كاملة على الهزيمة قبل أن تندلع شرارة حرب أكتوبر المجيدة في الساعة الثانية من ظهر السادس من أكتوبر 1973 حيث انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور، والتى خاضتها مصر فى مواجهة إسرائيل، واقتحمت قناة السويس، وخط بارليف وتم استرداد جزء من أرض الفيروز، وانقلبت موازين القوى فى العالم، وقهر المصريون خير أجناد الأرض “الجيش الذى لا يُقهر”.
بعد اليوم الـ 16 من بدء حرب العاشر من رمضان بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، حيث تم إصدار القرار رقم 338 والذى يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءًا من 22 أكتوبر 1973م ، وذلك بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء فى مجلس الأمن، والذى قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قرارًا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والذى التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، ودخولت فى مباحثات عسكرية للفصل بين القوات الأمر الذى أدى إلى توقف المعارك فى 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.
وقعت مصر وإسرائيل فى 26 مارس 1979 معاهدة السلام اقتناعًا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم فى الشرق الأوسط وفقًا لقرارى مجلس الأمن 242 و238
ونصت “المعاهدة” على إنهاء الحرب بين الطرفين، وإقامة السلام بينهما، وسحب إسرائيل جميع قواتها المسلحة وأيضاً المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.
وأدت معاهدة السلام إلى انسحاب إسرائيلى كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصرى وقد تم تحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلى من سيناء.
واستردت مصر أخر شبر في سيناء فى 19 مارس 1989 باسترداد طابا بالتحكيم الدولى .
لتمر السنون والأعوام حتى يتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية بعد ثورة 30 يونيه 2013 ليبدأ مرحلة جديدة فى سيناء هى مرحلة البناء والتنمية ، وهى مرحلة لا تقل تحدياً وضرارة عن مرحلة العبور واسترداد الأرض .
شهدت سيناء منذ عام 2014 وحتى كتابة هذه السطور نهضة عمرانية غير مسبوقة وإنطلاق عشرات المشروعات فى مختلف المجالات مهنا على سبيل المثال لا الحصر بناء 78135 وحدة إسكان إجتماعى و400 بيت بدوى.
في مجال الطرق بشمال سيناء تم الإنتهاء من طريق الإسماعيلية / العوجة بطول (211) كم بعرض (25) متر وطريق عرضى (1) ( بطول (144) كم من بورسعيد إلى النفق، وطريق العريش / رفح بطول (42) كم بعرض (27,2) متر والطريق العرضى (4) بطول (160) كم بعرض (49) متر
فضلا عن تنفيذ طريق الجدى بطول (75) كم بعرض (10) متر ، كم تم رفع كفاءة الطريق الساحلى من العريش حتى الميدان بطول (30) كم بعرض (24) متر وطريق بغداد / بئر لحفن / العريش بطول (60) كم وبعرض (24) متر.
وفي مجال الإمداد بالكهرباء تم رفع كفاءة خطوط الكهرباء المتضررة بمدن (العريش – الشيخ زويد – رفح) وكذلك رفع كفاءة خطوط الكهرباء لتغذية شبكات الصرف الصحى المتضررة بالمدن السابقة .
وفى مجال الإمداد بالمياه تم رفع كفاءة وتشغيل عدد (27) بئر بمدن (رفح – الشيخ زويد) كما تم تصميم و تنفيذ عدد (4) محطة تحلية مياه آبار، طاقة (200) م3/ى لمحطات (أبو طويلة – الخروبة – الشلاق – العكور) .
وفي مجال الرعاية الصحية تم انشاء مستشفى بئر العبد بطاقة (84) سرير، ومستشفى نخل بطاقة (52) سرير فضلا عن قرب الإنتهاء من إنشاء مستشفى رفح المركزى بطاقة (84) سرير، وإنشاء مخزن أدوية مركزى بالعريش ورفع كفاءة المستشفى المركزى بالعريش ومستشفى الشيخ زويد.
وفي مجال المشروعات القومية تم تجهيز مطار المليز (البردويل) للإستخدام العسكرى والمدنى وإنشاء عدد (2) نفق سيارات بالإسماعيلية أسفل قناة السويس كل نفق بطول (6,1) كم وعرض (11,4) م، كذلك إنشاء عدد (2) نفق سيارات ببورسعيد أسفل قناة السويس كل بطول (4,050) كم بعرض (11,4) م .
وفى منطقة شرق بورسعيد تم إنشاء أرصفة بحرية بطول (5) كم فضلا عن الأقتراب من الإنتهاء من ساحات تداول ومنطقة صناعية وأحواض إستزراع سمكى وبحيرة للصيد الحر، وكذلك الإنشاء من المناطق الأمنية والمنشآت الإدارية بمداخل أنفاق قناة السويس الإسماعيلية وبورسعيد وأيضاً المناطق الترفيهية لأنفاق السويس .


وكذلك إنشاء مجمع رخام الجفجافة بطاقة إنتاجية (3) ميلون م2 سنوياً وزيادة طاقة إنتاج مصنع أسمنت العريش بإنشاء الخطين أرقام (3-4) لتحقيق زيادة في إنتاج المصنع من (3,7) مليون طن إلى (6,9) ميلون طن سنوياً .
وفي مجال الزراعة وإستصلاح الاراضى تم إنشاء سحارة سرابيوم أسفل قناة السويس بطاقة (1,2) مليون م3/ى ، وكذلك إستصلاح وتنمية واستكمال أعمال البنية الأساسية لمساحة (13680) فدان ببئر العبد .
وكذلك الإنتهاء من سحارة المحسمة ومحطة معالجة مياه ثلاثية بطاقة (مليون) م3/ى والعمل على تعديل مسار مصرف المحسمة من بحير التمساح حتى موقع السحارة بسرابيوم والإقتراب من الإنتهاء من عدد (2) محطة رفع على مسار مصرف المحسمة (غرب القناة) فضلا على العمل تنفيذ الأعمال الصناعية اللازمة لتطوير المصارف ونقل مياه مصرف بحر البقر لمحطة المعالجة وإنشاء محطة معالجة وإعادة تأهيل ورفع كفاءة الصوب الزراعية بقرية الأمل .

اترك رد

%d