الخميس, 19 سبتمبر, 2024 , 1:01 ص
السيسي ورئيس الصين

خالد عبد الحميد يكتب : كورونا تعيد رسم خريطة العالم .. الرابحون والخاسرون

يعكف الكثير من المحللين فى ظل جائحة “كوفيد19” التى ضربت العالم منذ أشهر قليلة على دراسة تداعيات

المحللون يكاد يكونوا قد اتفقوا على أن “اليوم لن يكون كالبارحة” وأن دولاً عظمى كانت تقود العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية ستتأثر بشدة من أزمة كورونا ، لا سيما بعد فشلها الكبير فى مجابهة هذا الفيروس إلى الحد الذى احتلت معه الولايات المتحدة الأمريكية مرتبة الصدارة ضمن البلدان التى تضم أكبر عدد هذا الوباء وسيناريو ما بعد “كورونا” ، وهل ستتأثر دولاً كبرى من هذه الأزمة.من المصابين والوفيات جراء تلك الجائحة ، وفشل الإدارة الأمريكية فى اتخاذ الطرق الاحترازية والوقائية لحماية الشعب الأمريكى من هذا الوباء القاتل .

وعندما نذكر أميركا لابد أن نذكر معها الصين تلك الدولة القوية التى وعلى الرغم من أن بداية ظهور المرض كان بإحدى مدنها ، إلا أنها استطاعت ونجحت فى التصدى لتلك الجائحة حتى أصبحت “ووهان” التى كانت أول من ضربها الفيروس “مدينة بلا إصابات “.

ويرى المحللون أن الصين ستقود العالم بعد رحيل “كورونا” وأن اقتصادها سيكون من أقوى اقتصاديات العالم ، إن لم يكن أقواها على الإطلاق ، بعد أن أثبتت تفوقها المذهل فى إدارة أزمة “كوفيد 19” ، وتصدير الكفاءات إلى أكثر من 98 دولة مجانا دون تفرقة بين لون أوجنس أوعرق أودين.

ولن يكون مستبعداً أن تخرج علينا الصين غدًا بمنظومة أسلحة متطورة … وبعد غد سيكون اليوان الذّهبي الصيني هو العملة الأولى في جميع التعاملات المالية والدولية”.

ولم يقف الخبراء أمام التنين الصينى وفقط ، بل ذهبوا بتحليلاتهم إلى مارد سيخرج من الشمال الأفريقى قريباً كقوة إقليمية واقتصادية فى منطقة الشرق الأوسط وهو جمهورية مصر العربية ، التى تعرضت لأعتى الأزمات وخرجت منها أكثر قوة وتماسكاً ، وخير دليل على ذلك التقرير الذى صدر مؤخراً عن صندوق النقد الدولى والذى أكد فيه أن مصر ستكون الدولة العربية الوحيدة التى ستحقق نمواً اقتصادياً خلال 2020 في ظل تداعيات انتشار فيروس “كورونا”.

وتحقيق أعلى معدل نمو فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام الجاري.

ولا شك أن توقعات صندوق النقد لم تُبنى من فراغ ، بل جاءت مستندة إلى نجاح الدولة المصرية فى تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي الذى بدأته عام 2016  .

وعندما نذكر مصر ، فيجب أن نذكر تركيا التى جاءت توقعات الخبراء لها على النقيض تماماً بعد أن فشلت أنقرة فى التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد ، إلى الحد الذى فقدت معه الحكومة التركية السيطرة على الشارع ، ما أدى إلى تقديم وزير الداخلية استقالته من منصبه اعتراضاً منه على إدارة الحكومة لأزمة كورونا ، وسط سخط عام لدى المواطنين وتراجع كبير فى الاقتصاد التركى .

نعم .. بعد كورونا ستصعد الصين للزعامة وستكون مصر رأس الحربة فى منطقة الشرق الأوسط ومن المفيد لكلا الدولتين الكبيرتين أن يكون بينهما تعاوناً استراتيجيا فى مختلف المجالات .

اترك رد

%d