كتبت – فاطمة بدوى
لا يجب أن تمر زيارة الفريق محمد حميدتى النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني لمصر اليوم ولقائه مع الرئيس السيسي مرور الكرام ، بل علينا أن نفند أسباب هذه الزيارة الخاطفة فى هذا الوقت الذى يشهد توترا فى العلاقات بين مصر والسودان بسبب موقف الخرطوم المساند لأثيوبيا فى قضية سد النهضة .
هذه الأسباب لخصها السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان، فى أنها رسالة طمأنة من السودان لمصر بأنها لن تفرط ولن تسمح فى المساس بحصة مصر من نهر النيل ، وقال : أن هناك رسائل عديدة تقرأ من زيارة الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي لمصر، إذ تأتي في ظروف بالغة الدقة والتعقيد.
وأضاف حليمة: “رغم ما يبدو على السطح من جمود للموقف التفاوضي بخصوص سد النهضة لكن أعتقد أن هناك مفاوضات تتم بين الأطراف المعنية بمسألة السد لكنها غير معلنة رغم ما يبدو على السطح من مواقف متضاربة واتهامات متبادلة”.
وتابع: “يرشح من تصريحات المسؤولين السودانيين ما مفاده أن السودان لا يرغب في تصعيد الموقف لكنه يتخذ موقفا هادئا لا يؤدي إلى تعقيد المواقف”.
وأضاف أن “عدم توقيع السودان على الاتفاقية لا يعني بالضرورة عدم رضائه عنها أو وقوفه ضد مصر لكن وفي ظني أن هذا يعود لعوامل أخرى أهمها أنه حدث بالفعل تغيير في النظام بعد إزاحة عمر البشير عن السلطة لكن لم يحدث تغيير في السياسات. وهذا مرده إلى سيطرة كوادر المؤتمر الوطني السوداني على الكثير من مفاصل الدولة والوزارات المختلفة وهذه مسألة تستغرق بعض الوقت”
وحول زيارة دقلو لمصر قال حليمة، إنها “تريد إيصال رسائل مباشرة تطمئن المصريين بأن ما يجمع الشعبين الشقيقين الكثير، وأن السودان يتفهم تماما حاجة مصر من المياه”.
وأضاف أن طبيعة العلاقات المشتركة والجوار والنيل والأمن المتبادل ستترجم في النهاية لصالح مواقف داعمة لمصر.