بقلم / د. غالي أبو الشامات
الانسان الناجح هو الذي لا يربط بين النجاح المادي و النجاح المعنوي، فالنجاح المادي سوف يأتي لا مُحال بعد عدة محاولات او من اول مرة، و لكن النجاح المعنوي اذا فُقد فسوف تغلق الأبواب جميعها.
الطموح؛ يختلف من انسان الى اخر، فهناك من يطمح ان يكون سفيراً، و هناك من يطمح ان يكون نجاراً و هناك من يطمح ان يكون طباخاً، إلخ….
الحياة و الطموح مربوطون بأمر الله سبحانه أولاً، فلا معنى لأي طموح من غير العلم ان امر الله نافذ و ان التوكل على الله سبحانه هو الذي سوف يأتي بالخير كله.
لا بد ان يكون طموح الفرد اكبر مما يتوقع و ان يحلم دائماً بالمزيد من النجاح و التفوق و ان يسعى لرضى الخالق سبحانه و تعالى.
هناك فارق كبير بين ان تسعى و انت مدرك تماماً انك سوف تصل باْذن الله، و ان تسعى و في داخلك حاجز البشر و الحسد الذي لا ينتهي.
تكرار محاولات للنجاح هو بالفعل نجاح بحد ذاته، لان مع كل مرة تسعى بها سوف تتعلم الكثير و تتفادى الأكثر.
الجمال و المتعة الحقيقية في إنجاز اي حلم هو الطريق الذي تسلكه و السعي لإنجاز الخطوات المترتبة عليه.
الرئيس الأمريكي الأسبق ابراهام لينكولن فشل مرات عديدة في حياته السياسية و التجارية، و مر عليه أوقات عصيبة في طفولته و شبابه، و مع هذا اصبح من اهم رؤساء امريكا. هناك مقولة شهيرة له يقول فيها: ” النجاح هو الذهاب من فشل لفشل اخر من غير فقدان الحماس الداخلي.”
ستان لي الكاتب الأمريكي بدأ يجني ثمار عمله في الأربعين من العمر، و قبل هذا العمر كله كان النجاح الحقيقي بالسعي لتحقيق حلمه.
في نهاية المطاف و بعد التجربة الشخصية، الأحلام لا تنتهي و سوف ينتهي العمر و الأحلام تبقى مجرد حلم.
ساميول جاكسون الممثل الأمريكي المشهور بدأ اول خطوة كنجم و هو في سن ٤٦، و هنري فورد الشهير مصد اول نجاح كبير و هو في سن ٤٥.
تشارلز داروين طبع اول كتاب له و هو في ال٥٠ من العمر، راي كروك اشترى اول مطعم ماكدونالد و هو في ٥٩ من عمره.
القائمة طويلة و طويلة جداً لما نسمعه و نعرفه عن مشاهير الاعمال و التجارة و الصناعة و العمل السياسي و السياحي، و لكن بعد البحث في سيرة هؤلاء و التعمق فيها وجدتُ انهم وجدوا النجاح الحقيقي في التصميم و السعي الدؤب، و لكنهم لم يسعوا حقيقةً لنيل الهدف، إنما سعيهم كان بالعمل الجاد، و العمل كان الهدف الحقيقي، و هو الطموح المطلوب. لم يتوقفوا عند اول عقبة و لا ثاني عقبة و لم يخافوا من المستقبل، بل حاولوا و حاولوا و من ثم نجحوا النجاح الباهر.
مهما عظمت المشاكل، الا ان الحل دائماً امام أعيننا و لكنه يحتاج منا الى الهدوء و الثقة في الله أولاً.
الامل هو الذي يعطي الحافز الكافي للسيرِ قُدماً دون الإكتراث للعقبات و الصعوبات، و انا مؤمن جداً بأن دور الزوجة في حياة الرجل و العكس هو مفتاح هذا النجاح. يقولون “وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة”، و بالعكس أيضاً وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم.
هذا الثنائي الرائع اذا عمل بجد و ذكاء يكون عائده عنان السماء.
جميع الشخصيات التي ذكرتها هي شخصيات عامة و تاريخية، و قد لا تُعبر بشكل صحيح لمعظم الناس عن المعنى الحقيقي وراء ذكر هكذا أشخاص، فالأسماء كبيرة و لكن اصبحت كبيرة بعد الإنجازات الكبيرة التي حققوها، و الإنجازات هذه كانت قبل بلوغ ذروة الحلم او المشروع.
بالنسبة لي هناك أمثال كثيرة في حياتنا اليومية تشبه إصرار و تصميم هذه الشخصيات في تحقيق احلامهم.
نور و ابتهال احد هؤلاء الأشخاص اللواتي حققنا بعضاً من احلامهم في وقت قياسي، و لم يستسلموا لكلام الناس الحاقد و المدمر، و لم يكترثوا لنظرة الناس الحاسدة، بل كانوا مقبلين على تحقيق احلامهم بكل همه و نشاط، لان ما يفعلونه لم يكن عيباً او حرام، بل كان الله سبحانه و تعالى يُبعد عنهم الكثير، و قد نجحوا بفضلٍ من الله و رضوانه. لقد تعلمت منهم و لا اخفي على احد، الإرادة و السعي الجاد و سرعة الاداء و الثقة في الله سبحانه و تعالى أولاً و تحدي الصعاب و اولها الناس. لا أظن انهم يعلمون انهم مِثال لكثير من البشر، فإني ارى رؤية الناس لهم و كيف هم مصدومون بهذا النجاح. انا جداً فخور بهم ة بعقلهم الواعي و إصرارهم على تحقيق احلامهم و هو إيصال تراث بلدهم للعالم من خلال مطعمهم و ثقافتهم و تراثهم. لقد عانوا ما عانوه و لكنهم كانوا الأقوى بفضل الله و ثم بفضل سعيهم و ثنائيتهم في الإدارة. هم لا يعلموا انهم حققوا احد أحلامي، فحلمهم كان حلمي منذ خمس سنوات و لكن لم يكن عندي الدافع الحقيقي لإنجاز هذا المشروع، فتحقق عبرهم و نجح من خلالهم بعملهم و صبرهم و همتهم العالية، و قد حوربوا من الكثير و قيل عن احلامهم وردية، و لكنهم كذبوا جميع هؤلاء و انجزوا ما انجزوه. هذا المثل من واقعنا الان و عبر عامة الناس، و انا متأكد ان هذا النجاح سوف يتلوه نجاحات عظيمة و كبيرة.
اكبر أعداء الطموح و الأحلام هم البشر و اليأس، ليس هناك ثالث. بالنسبة للبشر الحاقدين و الحاسدين أعداء النجاح و الهمة يكون الرد عليهم بعدم الاكتراث لهم و التوكل على الله، و اليأس امر داخلي لا يذهب الا بالثقة في الله و اليقين ان الدنيا كلها بيده سبحانه و لا مفر من قضاء الله. و اهم شيء اريد ان اختم به المقالة هو حسن الظن بالله عز و جا، فلقد قال سبحانه: ” انا عند ظن عبدي بي”