تقرير – خالد عبد الحميد
تحل علينا هذه الأيام ذكرى حل جماعة الإخوان الإرهابية والذى يواكب الـ 29 من أكتوبر من كل عام ، عندما حاولت الجماعة الدموية فى 26 أكتوبر عام 1954 اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أثناء إلقاء خطابه بالإسكندرية فى الحادث المعروف بإسم ” حادث المنشية ” حيث قامت مجموعة الاغتيال بإطلاق النار بإتجاه الرئيس ناصر ، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل وبعدها بيومين أصدر الرئيس عبد الناصر قراراً بحل جماعة الإخوان فى 28 أكتوبر 1954 .
هذا الحدث الذى يجب أن يتذكره المصريون كل عام ليعلموا تاريخ هذه الجماعة الإرهابية وأيديهم الملطخة بدماء المصريين منذ تاريخ انشائها وحتى اليوم ، تلك الجماعة التى اتخذت من الدين ستاراً للاستحواذ على عقول وقلوب المصريين باعتبار أن الشعب المصرى متدين بطبعه ويميل دائماً إلى كل من يتحدث بالدين .
علينا أن نتذكر أنه وبعد ثورة 23 يوليو 52 حاولت جماعة الإخوان استغلال الثورة بجعل أنفسهم الظهير السياسي والشعبي لها إلا أن طبيعتهم العدوانية حالت دون تواجدهم حيث قاموا بمحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر بالمنشية كما سبق وأوضحنا.
حتى الرئيس أنور السادات لم يسلم من شرورهم رغم أنه كان صاحب قرار إخراجهم من السجون وسرعان ما انقلبوا عليه وقاموا باغتياله عام 1981 فى حادث المنصة الشهير .
وكانت ثورة 25 يناير بداية سقوط هذا التنظيم الإرهابى عندما استغلوا حالة الغضب التى اجتاحت قطاع كبير من المصريين على الحكومة وقتها بسبب حالات الغلاء والفساد وسعوا لتنفيذ مخطط الإستيلاء على السلطة وحكم البلاد بدعم خارجى غير مسبوق ، ونجح الإخوان بالفعل فى خداع قطاعات كبيرة من الشعب واستولوا على الحكم عام 2012 وهو العام الذى لن ينساه المصريون أبداً ، حيث سعت الجماعة إلى طمس الهوية المصرية وأخونة كل قطاعات الدولة واستدعت ميلشياتها من غزة وأفغانستان وتركيا وإيران لتنفيذ مخطط تقسيم مصر وضرب قواتها المسلحة وشرطتها .
وقتها فطن المصريون لمخطط الإخوان فخرجوا بعشرات الملايين فى كل ميادين ومحافظات مصر لطرد الإخوان من الحكم فى أشهر ثورة عرفها المصريون وهى ثورة 30 يونيه 2013 .. تلك الثورة التى قام بها الشعب وساندها الجيش والشرطة ، وعاد الإخوان مجدداً إلى السجون بداية من الرئيس المعزول الذى توفى أثناء محاكمته بهبوط فى الدورة الدموية مروراً بكل قيادات الإخوان ومكتب الإرشاد الذى فر بعضهم خارج البلاد والباقين يقضون عقوبة السجن وبعضهم صدر بحقهم أحكاماً نهاسئة بالإعدام بعد تورطهم فى اغتيال المصريين ( جيش وشرطة ومدنيين )
ومع مرور الأيام اكتشف المصريون حقيقية تلك الجماعة الإرهابية فلفظوهم وتعقبوهم فى كل مكان ولم تعد تنطلى عليه أكاذيبهم وما يبثونه يومياً من شائعات مغرضة .
هذا الأمر أحدث تفكك داخل التنظيم الدولى للإخوان وانفصلت قطاعات كبيرة من شباب الجماعة عن قياداتها وبدأت الإنشقاقات وحالات الإنتحار التى انتشرت بشكل كبير داخل صفوف شباب الإخوان فى الأونة الأخيرة بعد فشل عودتهم إلى الحياة السياسية فى مصر مرة أخرى .
التحول الخطير الذى شهدته جماعة الإخوان من الإغتيال إلى الإنتحار أكد عليه مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، والذى أكد أن وحدة الرصد والمتابعة كشفت إقدام عدد كبير من شباب الإخوان الهاربين في تركيا على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها نتيجةَ عدم وجود موارد مالية وعدت قيادات الإخوان بتوفيرها لهم من خلال صناديق الدعم التي تقوم قيادات الجماعة الإرهابية بتوفيرها من التبرعات التي تجمعها من المراكز والجمعيات الخيرية التابعة لها في دول مختلفة تحت أسماء وهمية.
وأوضح المرصد في تقرير أصدره أن ارتفاع معدل الانتحار بين شباب الجماعة الإرهابية لا يرجع إلى أسباب اقتصادية في المقام الأول، بل هناك أسباب نفسية نتيجة حالة اليأس التي وصل إليها الشباب جراء الصدمة التي اكتشفوها في قيادات الجماعة الإرهابية التي استخدمتهم كدروع بشرية يحتمون بها لتحصيل مكاسب سياسية، وعندما فشلوا في ذلك تاجروا بالشباب لتحصيل منافع مالية قام قادة الجماعة الإرهابية بوضعها في حسابات بنكية خاصة بهم، ولم ينفقوا من هذه الأموال على رعاية الشباب الذين خدعوهم بمعاداة وطنهم والإقامة في تركيا، حيث تأكد شباب الجماعة الإرهابية من ممارسة قياداتهم الكذب عليهم بأنهم سيجدون مناخا جيدًا في تركيا يمكنهم فيه بدء حياة جيدة، ولكن الشباب اصطدموا بعنصرية تركية من القيادة والشعب تمارس منهج قادة الجماعة الإرهابية في المتاجرة بقضيتهم لتحقيق مكاسب سياسية على المستوى القاري أو الشرق أوسطي، وأسهمت تلك الأسباب مجتمعة في دخول شباب الجماعة الإرهابية حالة يأس متأزم أسهمت في فقدانهم الرغبة في الحياة بعدما تبينوا ضياع زهرة شبابهم وراء سراب وخداع تسبب في معاداتهم لوطنهم.
وأشار المرصد إلى أن هناك حالة من الشعور بالاغتراب للشباب المنضم إلى جماعة الإخوان الإرهابية بتركيا بعد انكشاف الحقائق عن زيف ادعاءات الجماعة، الأمر الذي يدفعهم نحو الانتحار عندما لا يجدون قوت يومهم، بينما تنفق قيادات الجماعة الإرهابية عشرات الآلاف من الدولارات لإحياء ذكرى تأسيس الجماعة وغيرها من المناسبات التاريخية في أذهان تلك القيادات، متجاهلين العناية بشأن الشباب الذين أقدموا على التضحية بأنفسهم ومستقبلهم إيمانًا بذلك الوهم الذي خدعهم به قيادات الجماعة الإرهابية.
وتابع المرصد تقريره فذكر أن وقائع الانتحار بين شباب الإخوان تؤكد التصريحات التي أدلى بها الإخواني الهارب “أمير بسام” في يوليو الماضي بأن قيادات من جماعة “الإخوان” أنفقت أموالًا باهظة على عائلاتهم من بينها ما كشف عنه بأن نجل القيادي الإخواني “محمود حسين” قام بشراء سيارة فارهة بملبغ 100 ألف دولار في الوقت الذي يعاني فيه شباب الجماعة من الشح المالي.
وهو الأمر الذى نتج عنه الدخول في صدامات بين قيادات الجماعة وعدد من الشباب بتركيا في الوقت الذي تخصص فيه الجماعة عناصرها في الخارج لجمع تبرعات مالية تحت شعارات دعم الشباب، إلا أن هذه التسريبات تؤكد على تخلي القيادات عن الشباب وبأن المصلحة الشخصية هي الغالبة عليهم.
وأوضح المرصد أن هناك تهديدات من عناصر الجماعة بنشر الكثير عن وقائع الفساد والاختلاسات داخل جماعة الإخوان، وهو ما يمثل دليلًا قاطعًا على الكثير من أوجه التلاعب المالي والإداري بداخلها، حيث سبق أن أكد شباب الجماعة أن لديهم الكثير من التسريبات والتسجيلات حول اختلاسات واعترافات من قادتها بأن الأموال التي بحوزتهم تنفق لأغراض شخصية وليس لصالح الجماعة، من بينها ما تردد حول وجود ما يفوق الـ 130 مليون دولار تم إنفاقها دون معرفة أوجه ومصادر الإنفاق.