لم تكن اللاجئة السورية يسرى مارديني تتوقع أن تصل إلى ألمانيا بعد أن غرق القارب الذي كانت على متنه. لكن اليوم وبعد حصولها على اللجوء في برلين أصبحت بطلة السباحة السورية قريبة من المشاركة في الألعاب الأولمبية بالبرازيل.
بعد نجاتها من الغرق في مياه البحر المتوسط ونجاحها في الحصول على اللجوء في ألمانيا، ترغب السباحة السورية الشابة يسرى مارديني في المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 الصيف المقبل. وسبق للشابة السورية أن أحرزت لقب بطولة سوريا في مسابقات 200 و400 متر سباحة حرة وأيضا في سباق 100 و200 متر فراشة.
وعلى الصعيد الدولي كانت يسرى مارديني حاضرة في دورة الألعاب الأسيوية في عام 2012، وشاركت في نفس العام في بطولة العالم للسباحة للمسافات القصيرة في تركيا. لكن رغم كل هذه الإنجازات فإن "الرقم الذي في حوزة السباحة السورية لا يصل بعد للمعدل الذي يشترطه الاتحاد الدولي للسباحة للمشاركة في مسابقات كبيرة مثل الألعاب الأولمبية"، كما يوضح مدرب يسرى، الألماني سفين شبانكريبس.
رغم ذلك يبقى حلم المشاركة في الألعاب الأولمبية قائما بالنسبة للبطلة السورية البالغة من العمر 18 عاما وذلك من خلال المشاركة ضمن فريق اللاجئين الأولمبي، وهو فريق خاص أعلنت عنه اللجنة الأولمبية الدولية ليكون حاضرا في أولمبياد البرازيل. وتعتبر الشابة السورية واحدة من 43 مرشحا للانضمام لهذا الفريق.
وإضافة إلى يسرى مارديني لم يتم الإعلان لحد الآن سوى عن مرشحتين اثنتين فقط للمشاركة في أولمبياد ريو، وهما بطلة التايكوندو الإيرانية راحلة أسماني والكونغولية مابيكا يولاند، بطلة الجودو. ويتوقع أن يصل أعضاء هذا الفريق في النهاية ما بين خمسة وعشرة رياضيين سيحملون العلم الأولمبي ويسكنون في القرية الأولمبية كما ستوفر لهم اللجنة الأولمبية مدربين وإداريين سيشرفون عليهم طيلة الألعاب الأولمبية.
من شبح الموت إلى أولمبياد ريو دي جانيرو
خلال إقامتها في أحد مراكز اللجوء في برلين تعرفت يسرى مارديني على أحد نوادي السباحة، حيث حصلت على الدعم الكافي هناك وتكلفت إدارة النادي بتحمل رسوم اشتراك يسرى وأختها سارة، التي كانت أيضا بطلة للسباحة في سوريا.
وقبل وصولها لبرلين عاشت بطلة السباحة السورية كابوسا كبيرا خلال رحلة الهروب من دمشق إلى أوروبا. وعن هذه التجربة تحكي يسرى في حوار مع صحيفة "برلينر تسايتونغ"، وتقول إن القارب الصغير الذي ركبوا فيه للعبور من تركيا إلى اليونان كان يضم 20 شخصا من سوريا والصومال، وتضيف السباحة السورية: "في الـ15 دقيقة الأولى كان الأمر على ما يرام لكن بعد ذلك تعطل محرك القارب وبدأ الماء يتسرب إلى الداخل وبدأ القارب في الغرق."
أمام هذا الموقف المخيف قفزت السباحة السورية إلى البحر هي وأختها سارة وقامتا رفقة لاجئ آخر بسحب القارب الصغير عبر حبال لمدة ثلاث ساعات حتى أوصلوه إلى بر الأمان. "في بعض الأحيان أتساءل هل فعلا حدث كل هذا"، تقول سارة مارديني، شقيقة يسرى.
نجاح يسرى في مغامرة اللجوء منحها دفعة معنوية كبيرة لكسب تحديات جديدة في ألمانيا، البلد الذي منحها حق اللجوء هي وأختها. ويعتبر التحدي الأكبر ليسرى هو تدوين اسمهما ضمن أفضل السباحات في العالم. وإذا نجحت في أن تصبح ضمن فريق اللاجئين، الذي سيشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو؛ فإن البطلة السورية تكون قد اقتربت خطوة كبيرة من الهدف الذي كان قبل وقت قصير مجرد حلم صعب المنال.