بقلم : محمود عشيش
تتعرض الدولة المصرية في هذا التوقيت لحرب من نوع خاص أشد وأخطر ضراوة من الحروب التقليدية ، إنها حرب الشائعات وتكاد تكون حرب ضروس فهي ليست حرب عادية أو عرضية وليست بأمر عبثي أو ارتجالي بل هي حرب مدروسة ووراءها مدبرون بشكل موسسي وتنظيمي ويتم التخطيط لها جيداً ومن كثرة الشائعات وسرعة انتشارها في الفترة الأخيرة أيقنت أن الأمر ليس عشوائياً بل أجزم أن خلفها دول بكامل أجهزتها ومواردها وإعلامها بالإشتراك مع التنظيمات الإرهابية بعد هزائمهم في الحرب التقليدية علي الأرض ، فالشائعات حرب هدفها الإضرار بالوطن ، فدائماً ما يحرص أعداء الوطن علي بث الشائعات في المجتمع باعتبارها سلاحا فعالاً يُستخدم لإضعاف المجتمعات وتدمير بنيتها النفسية ، فالشائعات أخطر الحروب النفسية التي لها مفعول مدمر وأثر خطير في زعزعة الإستقرار وتقويض الأمن والإضرار بالوضع الإقتصادي مما يوجب الحذر من مؤامرات الأعداء وعدم الإنسياق وراء الشائعات الممنهجة وعدم ترويجها أو نشرها ، وقد حذرت جميع الأديان السماوية من الشائعات ومن يروجها وينشرها ، ففي الدين الإسلامي قال الله تعالي :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات ” 6 “
وفي الأحاديث النبوية .. عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ ﷺ يَقُولُ:إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ. متفقٌ عليهِ.
وفي الدين المسيحي جاء بالإنجيل تحريم الشائعات ونقلها وتروجيها
(مت 12: 36): وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ. لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ».. كلّ كلمة بطالة (أي غير مقصودة وغير بناءة)
قبل أن أختم مقالي يطيب لي أن أوجه رسالة إلي شعب مصر العظيم عليكم الحذر كل الحذر أن تكونو نقطة الإنطلاق لترويج الشائعات وعليكم التحقق من المعلومة قبل نقلها فقال أمير الشعراء أحمد شوقي في ناقل ومروج الشائعات أثر البهتان فيه وانطلى الزور عليه
ياله من ببغاء عقله في أذنيه
عليكم الحذر من القنوات ومواقع السوشيال ميديا المعروفة بعدائها للدولة المصرية فدائماً ما يكون هدفهم من وراء ذلك المساس بأمن الوطن وإثارة الفتنة بين الشعب وإثارة الرأي العام ضد الدولة المصرية ، فالحكمة تقتضي أن نتدقق ونتحقق قبل أن نصدق ونروج وعليكم اتباع تعاليم دينكم لمواجهة حرب الشائعات .
كاتب المقال أحد رموز الجالية المصرية بالكويت