الجمعة, 3 مايو, 2024 , 12:49 ص
الباحث السياسى دكتور حسن صابر

الزراعة تسد الجوع.. والصناعة توفر الاحتياجات .. لكن التعليم يصنع وطنا ( الجزء الثالث )

الباحث السياسى دكتور حسن صابر



بقلم دكتور / حسن صابر

( لا يَعْرِفُ الفضلَ لأهلِ الفضلِ إلا أولوا الفضل )

علينا معرفة أنَّ التعليمَ هو أقوى سلاح يمكننا إستخدامه لتغيير العالم ، فالتعليم ليس فقط عن طريق التدريس والمنهج وما شابه ، لكن أيضا التعليم عن طريق التفكير والفهم والإطلاع والتجارب ، فالتعليم له أساليب كثيرة ليس فقط فى المدرسة ، لكننا فى الحياة عموماً نتعلم من كل ما هو حولنا ، لذلك يجب علي الإنسان التركيز والتفكير في كل شئ من حوله والتعلم منه .

يجب أن نحاول إحياء اللغة العربية وأن ندرس هذه المشكلة من خلال مؤتمر قومي ولجان متخصصة ، ولن أكون مبالغآ في التفاؤل إذا طالبت بتكوين هيئة قومية للمحافظة على اللغة العربية ، ولنبدأ بمعلم اللغة العربية في المدارس الإبتدائية والإعدادية ، فالقدرات اللغوية كتابةً ونطقاً ، تبدأ من السنين الأولى في حياة الإنسان ، ولو إكتسب الطالب هذه القدرات مبكراً ،  ستظل معه طوال سنين حياته .

وفي زمن السلم ربما يمكن الإستعانة بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة في المشاريع المدنية ، خاصة أن أياديهم البيضاء بدت مبشرة في المشاريع التي نفذتها في العاصمة الإدارية الجديدة ، وفي شبكة الطرق الرائعة ، وفي الأنفاق التي تم حفرها تحت قناة السويس ، وفي جبل الجلالة ، وفي بناء المساكن للمواطنين ، وفي المزارع السمكية ، وفي المشاريع الزراعية  . . نعم أياديهم بيضاء تصنع وتحفر  وتبني الخير لشعب مصر . . حتى مشاريع إزالة النفايات ستقوم بها الهيئة الهندسية . . نعم أعترف بكل هذا ، لكن فليعلم القائمون على الأمر وأصحاب القرار أن بناء الإنسان أهم كثيراً كثيراً من كل هذه المشاريع . . فلتبدأ الهيئة الهندسية ببناء مئات المدارس ، والمستشفيات ، وعمل الصيانة والتجديدات للموجود منها .. إن بناء الإنسان يكون بالتعليم والصحة ،  لذلك فإن بناء المدارس والمستشفيات كان أولى أن نبدأ به قبل كل هذه المشاريع التي أنجزت . . علينا أن نبذل كل الجهد والفكر لتدبير الأموال اللازمة لبناء مدارس ومستشفيات جديدة وتجهيزها بأحدث المعدات  .

وعلينا مواجهة أم المشاكل في مصر مواجهة حاسمة ، ألا وهى مشكلة الإنفجار السكاني الرهيب . . نحن نعيش الآن في ظل نظام قوي ، فإذا لم نواجه هذه المشكلة حالياً فلن نستطيع بعد ذلك أن نواجهها ، فهناك طفل يولد كل عشرين ثانية ، أي ثلاثة 3  في الدقيقة ، أي مائة وثمانون 180 طفلاً في الساعة ، أي أربعة آلاف وثلاثمائة وعشرون 4320  طفلاً في اليوم الواحد  .. لقد إجتزنا مراحل الدراسة والتوعية بخطورة هذه المشكلة ، ولم ينجح أي إجراء إتخذناه حتى الآن . . إذن علينا بالقوانين الصارمة ، وتنفيذها بكل عزم وتصميم . . لابد من إجراءات قاسية تجاه هؤلاء الذين لا يهمهم حال البلد ، ولا  عمل لهم سوى التكاثر وإنجاب الأطفال  .

وقبل أن أصل إلى نهاية مقالي هذا أود أن أتذكر أمامكم ومعكم بكل الفخر والتقدير معلمة اللغة العربية التي درست لي في مدرسة فاطمة النبوية الإبتدائية المشتركة بشبرا وكان إسمها فاطمة ، وثلاثة مدرسين درسوا لى اللغة العربية منذ أكثر من ثلاثين عاماً أولهما كان الأستاذ محمد البحيري في مدرسة شبرا الإعدادية بنين ، ذلك المعلم الذي جعلني أعشق اللغة العربية ، وأدرك أنها لغةٌ غنيةٌ جداً ، والثاني هو الأستاذ حسين الذي درس لي في نفس المدرسة ، وأتذكر إصراره على قول ” كذب المنجمون ولو صدفوا ” وليس من الصحيح أن نقول ” ولو صدقوا ” فكيف يستقيم الكذب مع الصدق ، والثالث كان الدكتور محمد زيتون الذي حصل على دكتوراة في اللغة العربية والأدب وهو يدرس لي في مدرسة التوفيقية الثانوية بنين ، وأعترف أن هؤلاء المعلمين الثلاثة مع المعلمة الفاضلة فاطمة كانوا السبب في حبي للغة العربية وعشقي لقواعدها وأصولها منذ سنوات حياتي الأولى . . أدعو الله لهم ولكل من علموني أن يشملهم بعفوه وأن يجازيهم كل الخير على ما علموني إياه من اللغات وكل العلوم الأخرى ، هذا إن كانوا على قيد الحياة أو إنتقلوا من دار الدنيا إلى دار الحق . . وقد ذكرتهم بالإسم في سياق هذا المقال تكريماً ووفاءاً لهم ، وعرفاناً بفضلهم . . فلا يَعْرِفُ الفضلَ لأهلِ الفضلِ إلا أولوا الفضل  . 

اترك رد

%d