بقلم – خالدعبدالحميد
“أى حد يقول كلمة على بلدنا بره .. يحصل له إيه ؟ .. يتقطّع ” تلك هى العبارة التى قالتها وزيرة الهجرة المصرية فى جلسة ودية مع بعض أعضاء الجالية المصرية فى كندا .. تم التقاط هذه الكلمة وتصويرها بالمحمول ونشرها لكل أرجاء الكون .. تلك هى الواقعة التى قامت عليها الدنيا ولم تقعد ، وللأسف تلقفتها ألسنة وأقلام بعضها على خصومة على الوزيرة ووجدها فرصة للإجهاز عليها .. وتلك خصومة فاجرة ” إذا خاصم فجر ” ليظهر الفرسان فى كل مكان .. كل يدلو بدلوه متبنياً لغة التشفى وهو الذى كان ولا يزال يُمنى نفسه بزيارة أو مقابلة مع تلك الوزيرة التى تداعى عليها الأكلة .
والبعض الآخر انتهز خروج هذه العبارة من مسئول فى الحكومة المصرية لتشويه صورة الدولة فى الخارج وتأليب جمعيات المجتمع المدنى ضد مصر .. نكررها .. ضد مصر .
وحتى نرفع الحرج عن أعضاء ” المجلس الوطنى للمصريين فى الخارج ” الذى قمنا بتأسيسه منعاً من توجيه الإتهام لأعضائه بالتطبيل ، نؤكد أننا وحدنا من يتحمل مسئولية كل كلمة نكتبها وتعبر عما يجيش بداخلنا تجاه الوطن .
ونبدأ الحكاية .. حكاية وطن ..
قالت وزيرة الهجرة : “أى حد يقول كلمة على بلدنا بره .. يحصل له إيه ؟ .. يتقطع ” قالتها وهى تضحك فى جلسة عائلية داخل البيت المصرى وسط مصريين حتى أن جميعهم ضحك .. ماذا فهمنا من هذه العبارة .. هل فهمنا أن مصر تُصفى كل من ينتقدها أو يعارض بعض سياستها – كما يروج الآن أصحاب المقالات ( المأجورة ) فى الخارج إلا من رحم ربى ؟ .. هل يُفهم من هذه العبارة أن هناك تكميم أفواه ولا يقوى أحد على مهاجمة أى تصرفات لمسئولين ؟ أم ماذا كان هدف كل من أثار هذه الضجة ؟ .. لا يحدثنى أحد أن ردة الفعل العالمية التى أعقبت هذه العبارة بسبب أن وزيرة أخطأت – هذا إذا ما سلمنا أن ما قالته خطأ ، فكلنا يُخطأ وكم من مسئولين كبار فى أكبر دول العالم ارتكبوا كوارث وليس أخطاء ولم تأخذ مثل هذه الضجة التى أرى أنها لا تستهدف وزيرة ولكنها تستهدف دولة ، والدليل على ذلك واضح وضوح الشمس عندما فوجئنا بالأمم المتحدة ( المتحيزة ) و( العاجزة ) عن رد الحقوق لأصحابها فى فلسطين وسوريا والعراق وليبيا و ( الداعمة ) للمحتل الإسرائيلى والإيرانى والأمريكى والتركى تدخل على خط وزيرة الهجرة المصرية ويصدر هذا ( الندمان ) أو ( فرحان حق) ، نائب المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة معلقا على فيديو وزيرة الهجرة قائلا «بالطبع نحن نقف ضد أي حديث يتضمن تحريضا أو يحض علي العنف ونؤكد أن لكل شخص في أي مكان بالعالم الحق في التعبير عن الرأي بغض النظر عن الدولة أو الموضوع الذي يثيره».
ليس هذا فحسب بل تبارت ثلاث منظمات حقوقية فى تقديم بلاغات للقضاء الكندي لمحاكمة الوزيرة المصرية ومنعها من دخول كندا بزعم أن الجريمة وقعت على أرض كندية.. وعلى وجه السرعة وافق القضاء الكندى على السير فى إجراءات الدعوى.
أيضاً تبارت وسائل الإعلام العالمية فى ذبح الوزيرة المصرية وكلها وسائل إعلام ومحطات وصحف معادية لمصر ومن بينها : CNN و BBC وروسيا اليوم والاكسبريس
وتقدمت منظمة الهجرة العالمية فى كندا بطلب لوزير الهجرة الكندى لاتخاذ اجراءات لحماية المعارضين المصريين فى كندا .
هل هناك عاقل على وجه الأرض يمكن أن يقول بأن كل ردود الأفعال هذه صدرت وبتلك السرعة لمجرد أن وزيرة قالت عبارة فسرها البعض بأنها ضد المعارضين ؟!
والله الذى لا إله إلا هو أنا أراها استكمالاً لسيناريو الهجوم على مصر فى الخارج واستهدافاً للدولة المصرية ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون ردة فعل نبيلة هدفها الدفاع عن حرية التعبير ، ولكم أن تبحثوا فى سجل الدول التى تنتمى إليها تلك الجمعيات الحقوقية لتتأكدوا أن دولهم أكثر دول العالم إهداراً لحقوق الإنسان ووئداً للحريات .. هل نسيتم سجن أبو غريب ومعتقل جوانتاناموا وتشليح الجيش التركى وغيرها العشرات والعشرات من الجرائم التى ارتكبت ضد الإنسانية ولم تتحرك جمعية حقوقية واحدة بنفس الهمة والنشاط التى تحركت معه فى واقعة وزيرة الهجرة المصرية .
بنى وطنى .. لا تجعلوا بعض الآفاقين يأخذوكم إلى أرضية تكفرون فيها بكل ما هو مصرى .. هذا هدفهم .. وتلك أساليبهم التى نعلمها ولا تعلمونها هى إحدى وسائل حروب الجيل الرابع والخامس التى ينفذها الغرب الصهيونى ( حتى تصبح مصر ميتة ) وهى عبارة تلقيناها وعلمنا تفاصيلها فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا ولن ننساها ما حيينا .
ونقول لكل من سيتهمنا بأننا ” نطبل ” لوزير أو مسئول .. أنت كاذب أفاق .. القضية ليست قضية مسئول .. القضية أكبر من ذلك بكثير ولكن ضيق أفقك وقلة حُجتك تجعلك لا تنظر أبعد مما تخطو قدميك .. القضية قضية وطن مستهدف مهما اختلفت الأساليب .
كنا أول من انتقد أداء وزيرة الهجرة فى وقت اختبأ فيها الأفاقون وماسحو الأحذية وأعضاء تنظيم ( أضحك الصورة تطلع حلوة مع الوزيرة ) وقلنا أنها فشلت فى عدة ملفات تتعلق بالمصريين فى الخارج كانت كفيلة بضخ عشرات المليارات من الدولارات فى شرايين الاقتصاد المصرى ، ولا زلنا نؤكد على العملية الإنتقائية التى تتبعها الوزارة مع المصريين فى الخارج واستبعاد رموز وطنية وجودها كان ضرورى فى المشهد لمصلحة الوطن والمغتربين .
لقد انتقدنا أداء وزيرة الهجرة مراراً وتكراراً ولأن انتقادنا كان انتقاداً موضوعياً فى صلب وصميم عملها دون التعرض مطلقاً لشخصها .. لم يتم ذبحنا أو تقطيعنا بلغة ( المتربصين) ولكن المفاجأة التى لا يعلمها أحد هى قيام الوزيرة بتكريمنا لأننا انتقدناها لمصلحة الوطن .
رويداً .. رويداً بنى وطنى .. لا تكونوا السكين الذى يذبح به الوطن فى شخص وزيرة فى الحكومة المصرية .. القضية ليست قضية وزيرة أخطأت .. القضية قضية وطن يحارب طواغيت الأرض وظل عاصياً عليهم ولم يتمكنوا من كسره .
وطالما هناك دماء تسرى فى عروقنا .. أبداّ لن تنكسر مصر وسندافع عنها بحياتنا داخل وخارج مصر .
وإللى يقرب من بلدنا هنقطعه