الخميس, 21 نوفمبر, 2024 , 12:54 م
الكاتب الصحفى خالدعبدالحميد

خالدعبدالحميد يكتب :من يدافع عن سوريا .. وشبابها فى مصر ؟!


الكاتب الصحفى خالدعبدالحميد

منذ أيام قليلة فوجئنا بحملة لا نعلم من يقف وراءها تبث روح الكراهية بين الشعب المصرى والأشقاء السوريين الذين احتموا بمصر بعد العدوان الغاشم على سوريا .

بالتأكيد هذه الحملة لا تهدف سوى الوقيعة بين الشعبين الشقيقين الذين كانت ولا زالت تربطهما علاقات لا انفصام لها .

وعلينا قبل الحكم على الأمور أن نفتش فى المعطيات حتى نصل إلى نتائج سليمة وقرارات واقعية .

فى مصر الآن ما يقرب من مليون مواطن سورى ما بين شاب وفتاة وطفل ورجل وإمرأة ، وكهل عجوز .

اللافت للنظر أن أكثر من 75 % من المليون سورى الموجودين فى مصر شباب تترواح أعمارهم  ما بين 16 – 35 سنة فروا إلى مصر من بلدهم تاركين خلفهم وطن يتمزق .. وحضارة تنهار .. وجيش يواجه كل قوى الشر بمفرده .

وهنا مربط الفرس ، فإذا كان من الواجب على أم الدنيا مصر أن تفتح ذراعيها وتحتضن أطفال وسيدات وشيوخ الشقيقة سوريا ، فليس من المنطقى أو المقبول أن تساعد شباب فى عمر ” الفتوة ” على الهروب من جبهة القتال والدفاع عن وطنه وتستقبله فى مصر .

أمر غريب أن يفر شباب من واجبه المقدس تجاه وطنه تاركا الأغراب ومن لهم أطماع فى سوريا للدفاع عنها .. تاركاً جيشه يواجه طواغيت الأرض بمفرده .. تاركا تاريخه .. مضحيا بكرامته ووطنيته كى ينجو بنفسه من الحرب والدمار .

الرئيس بشار

أى شباب هؤلاء وأى نخوة يمكن أن يوصفون بها وأى عروبة تلك التى نتحدث عنها ونحن نرى شباب كان من المفترض أن يظل مرابضاً فى الميدان مدافعاً عن وطنه حتى أخر قطرة من دمه .. للأسف فروا إلى دول عربية وأجنبية يبحثون عن حياة آمنة بعيداً عن الوطن ، يجلس يشاهد عن بعد عبر شاشات التلفاز والفضائيات ما يتعرض له أهله المرابضون والمدافعون عن وطنهم مثله مثل أى أجنبى غريب لا يعنيه من قريب أو بعيد ما يحدث فى دولة ليست دولته أو وطن ليس بوطنه.

لا نقول ذلك بهدف طرد الأشقاء السوريين من مصر ، إطلاقأً .. فهذا ليس من أخلاق المصريين ، ولكننا يعز علينا أن يدافع عن سوريا أناس ليسوا من أهلها لديهم من المصالح والأطماع ما لا يمكن أن تصب بحال من الأحوال فى مصلحة الدولة العربية السورية الشقيقة .. لا يمكن أن يدافع عن سوريا ” حزب الله ” أو إيران بينما أبناء وشباب سوريا تخلوا عنها وتركوها تواجه مصيرها .. ولسان حالهم يقول ليكن ما يكن إنّ ها هنا قاعدون .. فإن عادت سوريا عادوا .. وإن ذهبت فهم فى أمان فى الوطن البديل !

الجيش العربى السورى يحتاج كل شاب يستطيع حمل السلاح لدعمه والوقوف معه فى معركة الدفاع عن الأرض .. يحتاج كل شاب ارتوى من نهر الفرات .

يا شباب سوريا العربية .. انقذوها.. سوريا تستغيث بكم .. بأبنائها وفلذات أكبادها .. انقذوها قبل أن تعودوا إليها فلا تجدوها .. اليوم الجولان .. وغداً حلب ، ثم دمشق .

أما أطفال وبنات وسيدات وشيوخ سوريا الذين لجأوا إلى بلدهم مصر ، فهم فى أعيننا وقلوبنا .. بيوتنا هى بيوتهم .. ومدارسنا هى مدارسهم .. نأكل فى معون واحد .. ونشرب من كوب واحد .. نقتسم اللقمة معهم ، وهو واجب على كل مصرى وليس منًة عليهم ، فمصر وسوريا ستظل بلد واحد وعلى قلب رجل واحد .

عودوا يا شباب سوريا إلى الوطن للدفاع عنه ، كونوا بجوار الرئيس بشار الأسد الذى يواجه كل قوى الشر بمفرده .. رئيسكم وجيشكم ووطنكم يناديكم .. فلبوا النداء .

عاشت مصر .. عاشت سوريا

اترك رد

%d