السبت, 23 نوفمبر, 2024 , 9:23 ص
الدمتور على الخورى

فى افتتاح المؤتمر الأول للاقتصاد الرقمى العربى .. د. الخورى: المعجزات تولد من رحم التحديات ..والفشل يأتى بقبول الفشل

الدكتور على الخورى

أبو ظبى / خالدعبدالحميد

 مدينة أبو ظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة صباح اليوم فعاليات المؤتمر الأول للاقتصاد الرقمى العربى والذى يعقد برعاية سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان  ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
افتتح المؤتمر سمو الشيخ سيف بن زايد ال نهيان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية
وحضره الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ولفيف من الوزراء العرب والأفارقة وخبراء الاقتصاد الرقمى على مستوى العالم.
وقد ألقى الدكتور على الخورى مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ورئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى كلمة للترحيب بضيوف المؤتمر هذا نصها : 
بإسمي وبإسم القائمين على استراتيجية الرؤية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي، أرحب بكم في بلدكم الثاني، دولة الإمارات العربية المتحدة وأشكركم جزيل الشكر على مشاركتكم الكريمة في أعمال مؤتمر الاقتصاد الرقمي العربي.
لا يُخفى على أحد.. الجهود والسياسات التي تتّبعها دول العالم لمواكبة التغيرات العالمية المتسارعة في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وإدارة التحولات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية لإيجاد حلول فعالة للاستجابة لهذه المتغيرات.
وقد بات من المعلوم لدينا بأن التحولات التي يشهدها العالم والمدعومة بالتطورات المتسارعة في العلوم والتطبيقات التكنولوجية تمثل فرصاً حقيقية لتحقيق معدلات نمو في كافة المجالات الاقتصادية، وتعزيز قدرات الدول على الاستجابة للمتغيرات الاجتماعية وصولا لدعم الاستقرار السياسي.
ولكن الأمر الثابت والمؤكد هو أن هذه الفرص والمدى والبعد والرؤى التي يتم استغلالها ستُحدد مكانة ومتانة دول العالم قاطبة في العقدين القادمين.
ومن هنا تأتي أهمية هذا الموتمر في تسليط الضوء على الزاوية التي يجب على الدول من خلالها إعادة النظر في تعاملها مع الأطر الجديدة للاقتصادات العالمية لتطوير منظوماتها وآليات عملها، حيث أن الطرق والأدوات التقليدية للتطوير لم تعد، بل ولن تؤدي لتحقيق اقتصادات مستدامة على نفس المستوى والسرعة المطلوبة.
إن أهمية النظرة الشمولية، والتخطيط العلمي والتنفيذ العملي المُتقن هو ما آمنت به جامعة الدول العربية من خلال هذا المشروع الاقتصادي الطموح تحت عنوان الرؤية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي.
الاستقرار السياسي يتطلب الاستقرار الاجتماعي.. والاستقرار الاجتماعي لن يتأتى الا ببناء مقومات الاستقرار الاقتصادي.. وضبط المعادلة هنا ليست بسهولة ترديدها.. فالاقتصاد الْيَوْم لم يعد يعمل بنهج تعزيز مستويات النمو لمجرد رفع مستويات النمو… بل يعمل بنتائج مكوناته.. كالتعليم والصحة والإنتاج المعرفي في المجتمع.. كلها عناصر تمثل القوى الدافعة لبناء الاقتصادات المستدامة ..
كما أن الجهود الدولية التي تقودها المنظمات الدولية كالبنك الدولي والامم المتحدة والمنظمات الاخرى تمثل الخارطة العالمية لما هو ممكن ولما يتوجب على الدول ان تعمل عليه.
الضيوف الكرام..تقف المنطقة العربية اليوم أمام فرصة كبيرة من خلال تفعيل العمل العربي المشترك..حيث يمكن من خلالها خلق فرص عمل هائلة، وتطوير المهارات وجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال، ودعم أسواقها، وتمهيد الطريق أمام الاكتفاء الذاتي، والمساهمة بالانتاج المعرفي.. بشبكة إنتاجية ضخمة تقدر بـ ٤٥٠ مليون نسمة، هي حجم الموارد البشرية في المنطقة العربية.
قد تبدو الصورة للوضع في المنطقة العربية وأخرى غيرها غير إيجابية أو بعيدة عن طموحات شعوبها.. إلا أننا نرى غير ذلك تماما! فالمعجزات تولد من رحم التحديات. 
فمهما كان حجم المسافة بين المتسابقين، الا أننا نعلم يقينا بأن الفشل يأتي بقبول الفشل، وبأن النجاح يتطلب المداومة والاصرار وحسن التصرف لتحقيق الهدف..
أكبر مثال أستذكره هو وضع الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية.. حالة دمار شاملة.. أودت بالاقتصادات والبنى التحتية الى هاوية المستويات.. تجمعت هذه الدول.. تكاتفت.. عملت مع بعضها البعض.. عادت الى نقطة الصفر وانطلقت منها … عملت بمفهوم المصالح المشتركة.. ثم ماذا؟ أصبحت الْيَوْمَ تشكل إحدى أهم القوى الاقتصادية المحرّكة في العالم .
رئيس التحرير مع الدكتور على الخورى على هامش المؤتمر
إن تعزيز منظومة السلام العالمي يأتي بنشر الوعي والتثقيف الاجتماعي والأهم فتح الأبواب أمام تطوير المهارات، والتعاون الإقليمي والعالمي والابتعاد عن التنافس كمفهوم تجاري بحت إلى التكامل كمفهوم استراتيجي.. مفاهيم نهدف إليها من خلال هذا المؤتمر.
وفي ختام كلمتي، أود أن أعرب عن الشكر والتقدير والامتنان لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدعمه لهذا المؤتمر وحرصه بأن يشكل عملنا هنا انطلاقة أخرى للتعاون العربي العربي.. والتعاون العربي الدولي.. وأنا على يقين بأن هذ العمل سيُسجل ضمن إنجازات الإمارات وما تسعى أن تقدمه حكومة الإمارات للشعوب العربية والعالم..
كما أودّ أن أشكر القائد الملهم والاستثنائي.. سيدي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، القائد الذي كان خلف فكرة هذا المؤتمر وأعماله.. وتذكيره لنا بأن عملنا ما هو إلا امتداد لعمل الوالد الشيخ زايد يرحمه الله برحمته الواسعة.. وأستذكر كلماته.. نريد أن نجعل هذا العالم يعمل بالإيجابية والفكر المنطقي البنّاء.. فهو مدخلنا لنشر السلام وإرساء الأمن في دولنا والعالم أجمع..
وأشكر شركاؤنا في هذا المؤتمر وجميع الحضور.. وأؤكد على دورنا المحلي والعالمي كلٍّ في مجاله في جعل هذا العالم مكانا يسع للجميع ومكانا أفضل لمجتمعاتنا وللأجيال القادمة.

اترك رد

%d