دعا أدباء ومثقفو وفنانو الفيوم، وعدد من الشخصيات العامة بالمحافظة إلى مؤتمر تضامني مع سجناء الرأي وضد القوانين القامعة لحرية التفكير والتعبير والإبداع والمخالفة للدستور وللمادة 71 التي تحظر الحبس في قضايا النشر وإبداء الرأي.
يعقد المؤتمر الخميس القادم 17 مارس المقبل في تمام السادسة مساء بمكتبة الفيوم العامة، ويستضيف عددا من المتضامنين مع المفكر إسلام البحيري المحكوم عليه بتهمة ازدراء الأديان والروائي أحمد ناجي المحكوم عليه بتهمة خدش الحياء، ومنهم الشاعر شعبان يوسف والناقد عمر شهريار والصحفي محمد شعير والروائي حمدي أبو جليل، والكاتبة الصحفية د. دينا أنور، ويديره الصحفي عصام الزهيري، ويحضره حشد كبير من مثقفي وفناني وأدباء الفيوم.
ويأتي هذا المؤتمر استجابة لحملة التوقيعات التي شهدتها الأروقة الثقافية والأدبية بمحافظة الفيوم، وصدر عنها بيانا أعرب فيه الموقعون عن صدمتهم بسبب صدور أحكام بالسجن وسلب الحرية عقابا على الرأي في ظل دستور 2014 الذي تحظر المادة 71 منه صراحة عقوبة السجن ضد الجرائم التي ترتكب بطريق النشر أو العلانية.
شعبان يوسف وحمدي أبو جليل ومحمد شعير ودينا أنور على رأس الحضور.. وإطلاق حرية الرأي والتعبير أبرز المطالبات
وأكد البيان الحرص الكامل على سيادة القانون واحترام القضاء وأحكامه، وأيضا الحرص التام على حق المصريين في التمتع بكامل حقوقهم القانونية والدستورية كما نص عليها دستور 2014، في ظل مناخ تدفق معرفي ومعلوماتي تصبح كل أشكال ودرجات العقوبة على الرأي في ظله أمرا مستبعدا وغير معقول.
وطالب الموقعون على البيان من مثقفين وباحثين وأدباء وشخصيات عامة بمحافظة الفيوم، إطلاق حرية البحث وحرية الرأي وحرية الخيال، وإلغاء كافة العقوبات السالبة للحريات والتي تعتبر إعلان الرأي جريمة طبقا لنصوص دستور 2014 الذي يحتم إلغائها، وتعديل كافة القوانين القامعة لحرية الرأي والفكر والإبداع والكتابة التي توارثناها من عصور سابقة وصار لزاما علينا أن نودع ممارساتها وقوانينها للأبد وفاء لحريتنا ولإنسانيتنا ولمستقبل بلدنا.
ومن المنتظر أن يعلن في ختام المؤتمر توصيات الأدباء والفنانين التي تؤكد على ضرورة استمرار نضال المثقفين من أجل قضايا حرية الفكر والإبداع وإبداء الرأي وتطرح بعض الفعاليات لإنجاح هذا النضال.
كان الحكم بسجن الكاتب والروائي أحمد ناجي سنتين بسبب نشر فصل من روايته “استخدام الحياة” بجريدة أخبار الأدب حلقة أخيرة في سلسلة من صدمات توالت عبر أحكام بالسجن وسلب الحرية على الكتّاب والمبدعين والمفكرين، بدأت بالحكم على القاص كرم صابر خمس سنوات بسبب إصداره مجموعة قصصية، ثم المفكر إسلام البحيري في برنامجه “مع إسلام البحيري” بتهمة إزدراء الأديان، والشاعرة فاطمة ناعوت بنفس التهمة وبسبب تدوينة لها على موقع الفيس بوك، وأخيرا الروائي والصحفي أحمد ناجي بتهمة “خدش الحياء”. أعقبها صدور حكم بالحبس وصل لخمس سنوات على أطفال بني مزار بسبب تقديمهم لمشهد مسرحي فسر باعتباره ازدراء للإسلام.