السبت, 5 أكتوبر, 2024 , 12:51 ص
مجدى صادق

مجدى صادق يكتب : لوبى الفساد فى مواجهة وزير قطاع الاعمال العام

مجدى صادق

يمتلك لوبى المصالح والفساد فى مصر ادواته ومنصاته الاعلامية وهو يجند الكثير من الابواق والاقلام وفى دوائر صنع القرار وهو لوبى يمتلك مقومات مالية كبيرة وضخمة يعمل على ضخها فى مقابل ان يحافظ على رجاله ورموزه ومصالحه لذا عندما جاء وزير قطاع الاعمال العام هشام توفيق رغم انه خرج من حضانة القطاع الخاص ونجح وابدع بمايمثله من الشفافية والابداع ( انشاء الوزارة فى 23 مارس 2016 ) ,قام اللوبى الاخطبوطى بالعمل ضد توجهات الوزير وقرارته واستراتيجية عمله لانتشال هذا القطاع الذى مات اكلينيكيا وادخاله غرفة عناية مركزة لاستبدال صماماته وضخ دماء جديدة فى شرايينه واوردته وكانت حرب تكسير العظام اشد شراسة داخل إحدى الشركات القابضة فهى ” التورتاية ” الكبيرة للوبى المصالح والفساد فى مصر والكثير من قياداته يوظفون القطاع لعمل شركات خاصة بأسماء الابناء والاصدقاء والاقارب والذى منه وتم تجريف هذا القطاع الداعم لاقتصادنا القومى من العقول والكفاءات والامكانات وتحولت الى هياكل عظمية حتى لو حققت مايسمى بالارباح الكاذبة بسبب فرق العملة وغيرها من عمليات خداعية اسمها “تقفيل الميزانيات ” !
وقد بدأت الحملة تشتد قساوتها وضراوتها وعنفها داخل صحف قومية وحزبية ومستقلة يستكتبون كثيرا من الاقلام وعبر شاشات الفضائيات وتحت قبة مجلس النواب بسبب تعيينات الابناء والاقارب ولك ان تندهش عندما تجد فى احدى شركات الحاويات اغلب موظفيها وعمالها من بلد رئيس مجلس الادارة ( ! )  وأصبح اللوبى اياه قادر على ان يحول ملفات الفساد الى ملفات انجاز مثلما فعل احد الصحفيين وهو يتحدث عن الفساد داخل إحدى الهيئات وتحويلها إلى الانجازات بحكم انه صديق حميم لاحد المسؤولين الكبار بها !
انها منظومة شديدة الخطورة وعلى الاجهزة الرقابية المحترمة ان تكون لها بالمرصاد بل وان يتنبه صانع القرار لألاعيب هذا اللوبى العنفوانى والمتأمر على سمعة ومقدرات هذا الوطن !
ورغم ان الكل يعرف اسباب خسائر قطاع الاعمال العام وتشخيص حالته المرضية من عدم وجود حوكمة وشفافية فى هذه الشركات دون محاسبة من تسببوا فى اهدار المال العام بها مما ادى الى تعاظم الخسائر وانتهاك المال العام وتحول بعض رؤساء مجالس الادارات الفاشلة والفاسدة الى قوى مؤثرة فى صناعة القرار فى الوقت الذى تم سحب اغلب الكفاءات والامكانيات والعملاء الى شركات الابناء والاقارب والاصدقاء الخاصة حتى ان مسؤول داخل ميناء بحرى كبير يوظف موقعه الوظيفى لصالح احدى شركات اللوجيستيك باعتباره احد الشركاء المخفيين حتى خروجه الى المعاش ليدير هذه الشركة فقط بعد ان مكن شركته من تورته المخازن والارصفة لصالح شركته , فهذا هو الفساد الممنهج والذى كان ايضا داخل شركات قطاع الاعمال العام خاصة وان قياداته سوف يحملون لقب سابقا ولهذا اللقب متطلباته الذى يخططون من اجله , وعندما جاء هشام توفيق كوزير لقطاع الاعمال العام جاء ليدير محفظة خسائر مالية تقدر ب45 مليار جنيه بل والرهان عليه ان يحقق مكاسب وارباح تمثل هذا الرقم يزيد او ينقص فهى تركة مثقلة بالديون فهى تضم 8 شركات قابضة واخرى تاسعة لكنها تتبع وزارة التموين وهى القابضة للصناعات الغذائية واخرى تابعة لوزارة الرى وهو وضع يجب تصويبه تحت مظلة واحدة , وعمالة غير مدربة فالعمالة تجاوزت 300 الف عامل , ومجالس ادارات لا اقول فاسدة انما غير امينه او مؤهلة ومعدات اصبحت خارج نطاق الزمن ولانه صاحب رؤية اكتسبها عبر افكاره خارج الصندوق ( من مواليد 2 مارس 1960) فهو احد مؤسسى اكبر واقدم شركات الوساطة المالية وعمل بجوار يوسف بطرس غالى كمستشار له من عام 2005 على مدى عامين شهدت مصر فيهما نموا اقتصاديا كبيرا وهو اول من انشأ محطة للطاقة الشمسية اعلى عقارسكنى ويحصل من الحكومة على مقابل الكهرباء وتنوعت خبراته مابين البنوك وشركات الاوراق المالية وهو مهتم كثير بالاقتصاد الرقمى فقد كان رئيس مجلس ادارة شركة عربية اون لاين للوساطة فى الاوراق المالية وعمل مع مؤسسات عربية وعالمية لذا كان الرهان عليه كثيرا لكن خرج ذوى السترات الصفراء فى حملة استعداء شديدة ضد توجهات الوزير وخططه وقراراته حتى لاينقذ هذا المريض من الموت السريرى على ايدى هؤلاء الذين اندسوا داخل ستراتهم الصفراء ليخربوا هذا القطاع وينهبوه عيانا بيانا , فالحرب شرسة وهشام توفيق وزير من طراز خاص فهو من مواليد برج الحوت من الصعب عليه ان يقف متفرجا ورغم اتهامه بانه رومانسى الفكر الا انه حدسه وتحليلاته اكثر واقعية وهو لايحب التعامل مع الاغبياء ويقدس العمل والابداع ولايعرف المؤامرات ولا الالعاب القذرة فى لعبة الكراسى الموسيقية وانسان قمة التواضع والرقى ويريد ان يعمل فى مناخ صحى حتى يمكنه ان يعطى ويكون الرهان عليه حقيقيا فقط ان يتخلص من ” زبانية ” هذا القطاع وان يعيد ضخ دماء جديدة ويدعم الشركات التى بدأت تدب فيها الحياة من جديد مثل الشركة العربية المتحدة للشحن والتفريغ وكذا الشركة التجارية للاخشاب وغيرها من الشركات التى كانت تستنزف وتحقق خسائر وضياع المال العام والا يتم خروج القيادات الفاسدة خروجا أمن بل يجب تحريك الدعاوى لمحاكمتهم لكسر شوكتهم وعبرة للاخرين الذين يفلتون من العقاب والمحاسبة واسترداد حق البلد منهم واعتقد انها سوف تكون المعركة القادمة اذا لم يستخدم هؤلاء لوبى الفساد العنكبوتى وقتها سيكون الرهان على هشام توفيق رهانا حقيقيا لانه لايعرف بالفعل كلمة مستحيل التى لاتوجد الا فى قاموس الفاشلين واذا حقق بالفعل هذا النجاح فسوف يكون فى انتظاره ماهو اكثر مسؤولية واكثر عطاءا !

fpn

اترك رد

%d